غل من عمان: الوساطة التركية بين سورية وإسرائيل وصلت إلى مرحلة متقدمة وتُستأنف إذا رغب الطرفان

الرئيس التركي يوقع اتفاقيات تعاون ثنائي مع الأردن

العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وحرمه الملكة رانيا لدى استقبالهما الرئيس التركي عبد الله غل وحرمه خير النساء في عمان أمس (أ.ف.ب)
TT

أجرى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس التركي عبد الله غل مباحثات في عمان مساء أمس، تناولت الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة لتجاوز العقبات التي تواجه استئناف مفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين.

وقال الرئيس التركي في تصريحات صحافية على هامش زيارته للأردن إن التوجه الاستراتيجي التركي الجديد نحو منطقة الشرق الأوسط لا يتعارض مع رغبتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن بلاده تعتبر نفسها جسرا يربط بين بقعتين لتحقيق التكامل الاقتصادي، مؤكدا أن تركيا لا ترغب في أن تكون اللاعب الإقليمي رقم واحد بقدر ما تسعى إلى تعميم الفائدة والاستقرار في الشرق الأوسط.

وفي رده على سؤال بخصوص الدبلوماسية التركية الجديدة المستندة إلى طرح المبادرات لإنهاء النزاعات قال غل إن بلاده لا تنتظر تصفيق وتهليل الآخرين لهذه المبادرات مشيرا إلى أن الوساطة التركية السابقة بين سورية وإسرائيل وصلت إلى مرحلة متقدمة جدا وأنها ستُستأنف إذا رغب الطرفان في ذلك.

كما اعتبر غل أن التشرذم الفلسطيني ينسف جهود إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لافتا إلى أن بلاده ستبقى ترفع صوتها في مواجهة السياسات الإسرائيلية الخاطئة.

وفي إطار ملف إيران وعلاقاتها مع تركيا قال الرئيس التركي إن بلاده لا تؤمن بسياسة المحاور مشددا على معارضة بلاده لحيازة أي دولة في المنطقة سلاحا نووي، ومؤكدا تأييده لحل الملف النووي الإيراني بالطرق الدبلوماسية.

وأبدى غل اهتمام بلاده بتشكيل منظومة اقتصادية إقليمية تشمل الأردن وتركيا مما يتيح تحقيق الرفاه والاستقرار لشعوب المنطقة. وأجرى الزعيمان مباحثات موسعة حضرها كبار المسؤولين في البلدين تناولت آليات زيادة التعاون والتنسيق بين البلدين، خصوصا في المجالات الاقتصادية. وأعرب الملك، بحسب البيان، عن الحرص على زيادة التعاون الثنائي، خصوصا في المجال الاقتصادي، مؤكدا أهمية اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين في تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي بما يسهم في دفع التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات التركية في الأردن. وأكد الملك أهمية العلاقات الأردنية التركية وضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لفتح آفاق جديدة للتعاون ضمن أطر مؤسسية لعام 2010. وبحث الزعيمان في مجالات التعاون المرتبطة بمشروعات البنى التحتية الإقليمية في مجالات الطرق والسكك الحديدية والطاقة والنقل والغاز، مؤكدَين ضرورة بناء آليات للتعاون الإقليمي بما ينعكس إيجابا على شعوب المنطقة. وجرى التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية التي تستهدف تعزيز التعاون وتنمية الشراكات بين الأردن وتركيا، حيث تم التوقيع على اتفاقية الشراكة لإقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين، والتي تفتح المجال أمام زيادة حجم التبادل التجاري وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي بما ينعكس إيجابا على البلدين.