نتنياهو يلغي أوامر تجميد البناء لمستوطنة.. وشركات بناء تلتف على قرار التجميد

قادة المستوطنين يرفضون لقاء رئيس الحكومة ووزير الدفاع ويقولون إنهم لن يتوقفوا

TT

بعد يوم من بدء تطبيق التجميد الجزئي الذي أعلنته الحكومة الإسرائيلية، في مستوطنات الضفة الغربية، ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، 25 أمرا بالتوقف عن العمل، كانت سلمت لمستوطنين في مستوطنة كيدار القريبة من رام الله. وقالت مصادر إسرائيلية، إن نتنياهو سمح ببناء هذه الوحدات بدعوى أن المصادقة على بنائها قد تم قبل اتخاذ القرار الخاص بتجميد أعمال البناء.

يذكر أن قرار الحكومة الخاص بالتجميد يشمل كل بناء لم تصب أساساته بعد، ويستثني القدس والمرافق العامة والحكومية. وفوجئ مراقبو الدولة الذين انتشروا في مستوطنات الضفة الغربية لمراقبة تنفيذ القرار ومنع أي بناء هناك، بأوامر من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بمغادرة المستوطنة، وفعل باراك ذلك بعد أن تلقى اتصالا من نتنياهو طالبه فيه بإلغاء التجميد في هذه المستوطنة.

ولليوم الثاني، أمس، واصل مراقبو الإدارة المدنية جولاتهم في مستوطنات الضفة للتأكد من وقف أعمال البناء، وقوبل قرار الحكومة الإسرائيلية بغضب كبير في أوساط المستوطنين. وأصدر مجلس المستوطنات تعليمات للمستوطنين برفض التعاون مع مراقبي الدولة، ولأقسام الهندسة في المستوطنات بمقاطعة مهندسي الإدارة المدنية. وحاول مستوطنون سد الطرق في مستوطنتي كريات أربع شرق مدينة الخليل جنوب الضفة وشافي شومرون شمال شرقي نابلس، أمام مراقبي الحكومة. وكان يفترض أن يلتقي نتنياهو، أمس بقادة المستوطنين لبحث قرار تجميد البناء الجزئي، إلا أن الاجتماع أجل بسبب وضعه الصحي. واتفق على عقد اجتماع آخر بمشاركة نتنياهو خلال أسبوع، لكن رؤساء المستوطنين امتنعوا عن تأكيد حضورهم الاجتماع مع نتنياهو، وقال رئيس مجلس كارني شومرون، هرتسل بن آري، «ما من جدوى في الاجتماع مع رئيس الوزراء بعد أن لطم وجوه المستوطنين». وأضاف بن آري في حديث إذاعي، أن أوامر تجميد البناء التي وزعت على المستوطنات تحظر أي نوع من البناء بما في ذلك أعمال استكمالية أو تصليح البنى التحتية. وأضاف «هذا معناه قرار حكومي بإنشاء دولة فلسطينية في حدود 67».

وقال قادة المستوطنين الذين رفضوا لقاء باراك أيضا، إنهم سيواصلون البناء في مستوطناتهم، وقال إلياهو نايه المتحدث باسم مستوطنة «بيتار عيليت» جنوب بيت لحم، «سنبذل كل ما في وسعنا ليتواصل البناء في المستوطنات» وأوضح «سنستخدم وسائل سياسية للتصدي للقرار، ولن نشن حربا». أما داني دايان، رئيس مجلس يشاي، فقد أكد خلال لقائه وزير الإسكان الإسرائيلي اريال اتياس أنهم لا يعتزمون الامتثال لتعليمات الحكومة ووقف البناء. وقبل يومين تعمد غيرشون ميسيكا رئيس المجلس المحلي لمستوطنة يهودا شمال الضفة الغربية الذي يضم 32 مستوطنة، تمزيق المذكرة الرسمية التي تسلمها من الحكومة أمام عدسات الصحافيين. وردا على ذلك قرر وزير الرفاه يتسحاق هيرتسوغ إلغاء اجتماع كان مقررا له مع ميسيكا، وقال هيرتسوغ إن هذا العمل ينطوي على تحدي سلطة مشروعة والمس بأسس الدولة الديمقراطية.

وقال تقرير للقناة التلفزيونية الأولى، إن عمليات البناء تتواصل في مستوطنات الضفة بوتيرة متسارعة، بالتزامن مع توزيع القرارات الحكومية لوقف البناء. وبحسب التقرير، فإن شركات البناء في المستوطنات سارعت أخيرا إلى وضع أساسات لعدد كبير من المباني في المستوطنات للالتفاف على قرار التجميد. وأكدت مصادر إسرائيلية أن المستوطنين في الضفة الغربية ابتدعوا فعلا هذه الطريقة للالتفاف على قرار التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة، وبادروا إلى صب أساسات وهمية لبناء استيطاني في العديد من المستوطنات.