أعلنت الولايات المتحدة أمس ترحيل أربعة معتقلين عرب من معتقل غوانتانامو العسكري الأميركي إلى أوروبا، مما يقرب الإدارة الأميركية من هدفها لإخلاء معتقل غوانتانامو وإغلاقه. وتم نقل المعتقلين مساء أول من أمس، دون سابق إعلان، بعد أن تم إبلاغ الكونغرس الأميركي قبل أسبوعين بهذا القرار. وحسب وزارة العدل الأميركية، تم ترحيل الجزائري صابر الأحمر إلى فرنسا. وكانت محكمة أميركية فدرالية قد حكمت في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2008 بعدم قانونية اعتقال الأحمر وطالبت الحكومة الأميركية بإطلاق سراحه. كما تم ترحيل التونسيين عادل بن مبارك بن حميدة بوغانمي ومحمد طاهر رياض ناصري، إلى إيطاليا، حيث توجد مذكرات اعتقال بحقهما. ومن المرتقب أن تحاكم السلطات الإيطالية الرجلين بموجب القضاء الإيطالي. وكان المدعي العام الأميركي إريك هولدر وقّع مذكرة تفاهم مع وزير العدل الإيطالي أنجلينو ألفانو في سبتمبر (أيلول) الماضي لتسهيل عملية الترحيل. ورحل مواطن فلسطيني من الضفة الغربية إلى المجر، إلا أنه لم يتم الكشف عن هويته، بناء على طلب من السلطات المجرية. وقالت وزارة العدل الأميركية إن الحكومة المجرية «طلبت عدم الكشف عن هوية المعتقل بناء على أسباب أمنية وخصوصية». وتنفيذا لقرار من الكونغرس الأميركي، أبلغت الإدارة الأميركية المجلس بقرار نقل المعتقلين الأربعة قبل 15 يوم من ترحليهم. ويُذكر أنه منذ عام 2002، تم ترحيل وإطلاق نحو 550 معتقلا من سجن غوانتانامو إلى دول عدة منها الجزائر وأفغانستان والعراق والسعودية واليمن والمغرب ودول أوروبية وآسيوية عدة. وبموجب قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم 22 يناير (كانون الثاني) الماضي، وهو أول أيام تسلمه الرئاسة الأميركية، كان من المفترض إغلاق المعتقل بحلول 22 يناير المقبل، إلا أن التعقيدات في نقل المعتقلين إلى دول ثانية أو إعادتهم إلى بلادهم جعلت هذا الموعد مستحيلاً. وتدور في واشنطن حاليا مناقشات حول إمكانية نقل بعض المعتقلين المتبقين إلى سجون أميركية فيدرالية، إلا أن هذا المقترح يلاقي معارضة داخلية شديدة. وعبرت واشنطن أمس عن امتنانها للدول الأوروبية الثلاث لـ«المساعدة في تحقيق أمر الرئيس أوباما لإغلاق معتقل غوانتانامو». كما أن وزارة العدل الأميركية أكدت أنها ستبقى على اتصال مع فرنسا وإيطاليا والمجر بخصوص أوضاع المعتقلين الأربعة.