شكوك حول تورط مقاتلي الشيشان في تفجير القطار بروسيا

أصابع الاتهام تشير إلى ضابط روسي عمل مساعدا لباسايف

TT

كشفت أجهزة التحقيق في حادث تفجير قطار «نيفسكي اكسبريس» خلال رحلته من موسكو إلى سان بطرسبورغ يوم الجمعة الماضي عن تحديد دائرة المتهمين، وقالت إنها تشمل أربعة تركوا آثار إقامتهم في أحد المنازل المجاورة لمكان وقوع الحادث في إحدى قرى مقاطعة تفير، إلى جانب الكشف عن أن التفجير الثاني الذي وقع بعد ساعات من الانفجار الأول أصاب رئيس لجنة التحقيق بارتجاج في المخ. وفي الوقت الذي لا تزال فيه تداعيات الحادث تثير الكثير من الأقاويل والاتهامات التي تطال بعضها مجموعات المقاتلين الشيشان، نقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن المصادر الأمنية الرسمية إعلانها عن تزامن هذا الحادث مع محاولة تفجير قضبان السكك الحديدية في داغستان.

وقالت إن عبوات ناسفة انفجرت في وقت مبكر من صباح أول من أمس في منطقة ايزبيرباش ـ اينتشخا قريبا من مخاتش ـ كالا عاصمة داغستان وكانت تستهدف قطار الركاب رقم 374 خلال رحلته من تيومين إلى باكو عاصمة أذربيجان. وأشار فلاديمير بوتين رئيس الحكومة الروسية إلى ضرورة العمل من أجل استباق وقوع مثل هذه الأحداث مؤكدا ضرورة تأمين السكك الحديدية.

وفيما تتواصل عمليات البحث عن مدبري حادث داغستان، تؤكد المصادر الرسمية استمرار الجهود الرامية إلى الكشف عن الهاربين الأربعة. وكانت قناة «أخبار ـ 24» التلفزيونية الحكومية لمّحت إلى تركيز جهات التحقيق على ما يسمي بـ«الأثر الشيشاني» فيما أشارت إلى أن البحث جار أيضا عن كوسولابوف وهو ضابط سابق في القوات المسلحة الروسية كان قد انضم إلى فصائل المقاتل الشيشاني شاميل باسايف وعمل مساعدا له لسنوات طويلة منذ 2003. وكشفت المصادر أن المتهمين بارتكاب جريمة تفجير قطار «نيفسكي اكسبريس» في أغسطس (آب) 2007 اعترفا بأن كوسولابوف هو أحد مدبري الحادث فيما أكدت أن الأجهزة الأمنية تواصل جهودها من أجل القبض عليه. وقالت صحيفة «كوميرسانت» الروسية إن الضابط الروسي السابق كان وراء تدبير العديد من تفجيرات المساكن والقطارات في منطقة القوقاز وكذلك في العاصمة موسكو في عامي 2003 ـ 2004 والتي أسفرت عن مصرع وإصابة عشرات المئات من المدنيين. ونقلت الصحيفة عن الكسي مالاشينكو كبير الباحثين في مؤسسة «كارنيغي» بموسكو والمتخصص في الشؤون الإسلامية ومنطقة القوقاز ما قاله حول رغبة المقاتلين في الانتقام واستمرار مساعيهم نحو تعزيز الفضاء الإسلامي في روسيا، مشيرا إلى ما تشهده منطقة شمال القوقاز من أحداث وعمليات اغتيال إرهابية طالت الكثير من قيادات جمهوريات داغستان والشيشان وانغوشيتيا. غير أن الصحيفة أشارت أيضا إلى أنه من السابق لأوانه القطع بمشاركة الضابط الروسي الهارب في تدبير الحادث الأخير لقطار «نيفسكي اكسبريس» وإن كانت الدلائل تقول بتشابه أسلوب التفجير الأخير مع الحادث السابق الذي وقع منذ عامين.

ونقلت الصحيفة عن سائق القطار قوله إن الإرهابيين كانوا يستهدفون تفجير القاطرة في محاولة من جانبهم لزيادة عدد الضحايا، إلا أن سرعة القطار التي تجاوزت المائتي كيلومتر ساهمت في تجاوز لحظة الانفجار التي أصابت العربتين الأخيرتين وأسفرت عن انقلابهما بينما اقتصر تأثيرها بالنسبة للعربات الأخرى على انحرافها عن قضبانها. وكانت الأجهزة الأمنية كشفت أيضا عن عبوة ناسفة أخرى على مقربة من المكان انفجرت في وقت لاحق وأسفرت عن إصابة عدد من أعضاء لجنة التحقيق ومنهم رئيس اللجنة الكسندر باستريكين الذي أصيب بارتجاج في المخ حسب ما أفادت وكالة «إنترفاكس» أمس وهو ما يتناقض مع ما سبق وأشارت إليه المصادر الرسمية التي حرصت على تأكيد أن الانفجار الثاني كان طفيفا ولم يسفر عن أية خسائر بشرية أو مادية. وحول عدد ضحايا الحادث أعلنت تاتيانا غوليكوفا وزيرة الصحة الروسية أنه بلغ 27 راكبا جرى التعرف على هويات 24 منهم بينما كانت وكالة أنباء «إنترفاكس» قد نشرت في أعقاب وقوع الحادث أن عدد الضحايا بلغ 39 وهو ما لم تؤكده أي مصادر أخرى.