الموصل: 3 قتلى بينهم ضابط كبير في الشرطة في هجومين

نوفمبر سجل أدنى حصيلة للقتلى في العراق منذ الاجتياح الأميركي عام 2003

شرطي يفتش مدنيا عند نقطة تفتيش وسط بغداد، أمس (أ.ب)
TT

فيما ذكرت الشرطة العراقية أمس أن ثلاثة أشخاص بينهم ضابط كبير في الشرطة قتلوا في حادثين منفصلين شهدتهما مدينة الموصل الشمالية، أكدت إحصاءات رسمية أن العراق شهد الشهر الماضي أدنى حصيلة للقتلى منذ اجتياحه عام 2003.

وقال مصدر في غرفة عمليات شرطة الموصل إن «مسلحين مجهولين أطلقوا النار على مدنيين اثنين قرب دارهما الواقعة في منطقة الجوسق غرب الموصل في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية فأردوهما قتيلين». وأضاف المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن مسلحين مجهولين فتحوا كذلك نيران أسلحتهم مساء الاثنين على ضابط في الشرطة العراقية برتبة عقيد في منطقة التحرير شرق الموصل فأردوه قتيلا. وتشهد الموصل أعمال عنف يومية زادت حدتها إثر انتخابات مجالس المحافظات التي جرت نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي وأسفرت عن مقتل وإصابة مئات رغم الكثير من العمليات الأمنية والتي اعتقل على أثرها مئات من المطلوبين وعناصر تنظيم «القاعدة» والخارجين على القانون.

من ناحية ثانية ذكرت الشرطة العراقية أن ثلاثة من عناصر قوات الصحوات أصيبوا فجر أمس بجروح في هجوم شنه مسلحون على نقطة تفتيش لقوات الصحوة في منطقة الكرمة شمالي مدينة الفلوجة (60 كم غرب بغداد). وأوضحت المصادر أن أجهزة الأمن قررت على الفور فرض إجراءات حظر التجوال بحثا عن المنفذين.

إلى ذلك شهد العراق في نوفمبر (تشرين الثاني) المنصرم أدنى حصيلة للقتلى منذ الاجتياح الأميركي عام 2003، في حين تسعى السلطات إلى استلام المزيد من المسؤوليات الأمنية قبل انسحاب الوحدات القتالية الأميركية في أغسطس (آب) المقبل.

وتخالف هذه الأرقام تحذيرات أطلقتها القوات الأميركية ورئيس الوزراء نوري المالكي حيال معاودة الهجمات مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي المرتقب مطلع العام المقبل.

إلى ذلك، أعلنت مصادر في وزارات الداخلية والدفاع والصحة مقتل 122 شخصا خلال الشهر الماضي، وهي أدنى حصيلة للقتلى منذ اجتياح العراق في مارس (آذار) 2003. والقتلى كانوا 88 مدنيا و12 عسكريا و22 من الشرطة. وتؤكد الإحصائيات «سقوط 44 جريحا في صفوف الجيش و56 آخرين من قوات الشرطة و332 شخصا من المدنيين». كما قتلت «القوى الأمنية 38 إرهابيا واعتقلت 510 آخرين».

من جهته، قال علي الموسوي مدير مركز الإعلام في الأمانة العامة لمجلس الوزراء: «نحن سعداء للانخفاض الواضح في أعداد الشهداء وضحايا الإرهاب»، حسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «لكن فرحتنا لا تكتمل إلا بالقضاء الكامل على كل تهديد للعراقيين. سنبقى نعمل لكي لا يتعرض أي عراقي للتهديد في سلامته وأمواله». وتابع الموسوي: «أدعو الأجهزة الأمنية والمواطنين للحذر واليقظة لأن العدو بالمرصاد ويعمل وفق مبدأ أنا أقتل إذن أنا موجود (...) أدعو إلى القضاء الكامل على الإرهاب».

وكان قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو حذر قبل أسبوعين من هجمات قبل الانتخابات التشريعية. وقال: «رغم أن الخطة تقضي بسحب جميع الوحدات القتالية بحلول أغسطس (آب) 2010، لكنها تتضمن مرونة وبالإمكان تغييرها بين الوقت الحاضر ومايو (أيار) في حال سجلت الأوضاع الأمنية تدهورا».

وسقط خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من العام الحالي 3114 عراقيا، أي نصف عدد القتلى الذين قضوا خلال عام 2008 بأكمله. وقد أظهرت حصيلة أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مقتل 410 أشخاص، أي أكثر بنحو ضعفين مقارنة بسبتمبر (أيلول) عندما لقي 203 أشخاص مصرعهم. وارتفاع حصيلة قتلى أكتوبر ناجم عن اعتداءين انتحاريين مدمرين وقعا في 25 من الشهر واستهدفا وزارتي العدل والبلديات ومحافظة بغداد وخلفا 153 قتيلا ومئات الجرحى.

ومنذ مارس 2008 كان شهر أغسطس الماضي الأكثر دموية عندما قتل 456 شخصا، هم 393 مدنيا و48 شرطيا و15 عسكريا، وأصيب 1741 آخرون بجروح. وسقط في التاسع عشر من أغسطس 2009، في هجومين انتحاريين استهدفا وزارتي الخارجية والمالية (وسط)، نحو مئة قتيل وأكثر من 600 جريح.

في المقابل قضى 11 جنديا أميركيا الشهر الماضي، بينهم اثنان قتلا في أعمال عنف. وبذلك يرتفع إلى 4367 عدد الجنود والعاملين مع الجيش الأميركي الذين قضوا في العراق منذ الاجتياح ربيع عام 2003، وفقا لتعداد تجريه وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى موقع إلكتروني مستقل.