خادم الحرمين متفقدا القوات على الحدود: نقول للمتسللين لقد تجاوزتم في غيّكم وركبتم صعبا

أعلن عن بناء 10 آلاف وحدة سكنية للنازحين.. وأكد أن القوات المسلحة ساعد ضارب لكل معتد

خادم الحرمين الشريفين خلال تفقده للقوات السعودية
TT

بعد مرور شهر من بدء العمليات العسكرية التي تشنها القوات المسلحة على المتسللين الحوثيين، وعلى بُعد نحو 10 كيلومترات عن مسرح تلك العمليات، وقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ظهر أمس، ميدانيا على تلك الاستعدادات الرامية لردع أي محاولات جديدة للتسلل إلى الأراضي السعودية، وذلك بعد أن سجل الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تسلل عناصر متمردة إلى جبل الدخان، وتنفيذها لهجوم استهدف عناصر لحرس الحدود، أسفر عن مقتل أحدهم، وإصابة 11 من زملائه.

ووسط تغطية جوية قوامها 4 طائرات هليكوبتر، وصل الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى مقر تمركز القوات المسلحة في منطقة جازان، ووقف على استعدادات تلك القوات.

وشدد خادم الحرمين الشريفين، على أن المتسللين الذين وصفهم بـ«الإرهابيين»، «تجاوزوا في غيهم، وركبوا صعبا»، مؤكدا قدرة السعودية على حماية وطنها وشعبها، من «كل عابث أو فاسد أو إرهابي أجير».

وخاطب الملك عبد الله بن عبد العزيز، أفراد القوات المسلحة، بقوله: «لقد أثبتم أنكم أهل العزم بعد الله، وساعده الضارب لكل معتد».

وقد أعلن خادم الحرمين الشريفين، في نهاية جولته التفقدية، لمقر تمركز القوات المسلحة، عن بناء 10 آلاف وحدة سكنية للنازحين في منطقة جازان، الذين تم إجلاؤهم حفاظا على سلامتهم من الأحداث العسكرية التي تدور رحاها مع المتسللين، وتضمن أمر الملك تسليم هذه الوحدات لمستحقيها في مدة عام، وأن تشمل مساجد ومدارس ومراكز صحية وغيرها.

وألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، كلمة جاء في نصها:

«إخواني وأبنائي رجال القوات المسلحة في كافة قطاعاتها.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إنها لسعادة لي أن أكون بينكم اليوم على ثغر من ثغور الوطن، أراد له الإرهابيون المتسللون السوء، وعندما تطاولوا على أرضنا وأرهبوا الآمنين، واستباحوا الدماء دون مراعاة لوازع من دين أو خلق، فلهم نقول: لقد تجاوزتم في غيكم وركبتم صعبا، وإننا بعون الله قادرين على حماية وطننا وشعبنا من كل عابث أو فاسد أو إرهابي أجير.

إخواني وأبنائي الكرام، ما نحن إن شاء الله من الذين يخشون الجهر بالحق وإحقاقه، ولسنا ممن لا يراعي الله في حماية دينه ووطنه، ولقد أثبتم أنكم درع الوطن، بعد الله، وأنكم، ولله الحمد، أهل القلوب المتوكلة على الحق جل جلاله، شجاعة لا يخالجها خوف، وقوة لا يصيبها ضعف، وأثبتم، ولله الحمد، أنكم أهل العزم، بعد الله، وساعده الضارب لكل معتد، وتوكلوا على الله واذكروا قوله تعالى: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ)، لهذا أسأل الله أن يمكننا عونا من عنده وعزة وقوة، وعلى الله فليتوكل المتوكلون».

من جانبه، رحب اللواء الركن حسين بن محمد آل معلوي، قائد قوة جازان، بخادم الحرمين في كلمته التي شهدها الحفل الخطابي.

وقال: «أهلا بكم في هذا اليوم حيث تزهو قوة جازان، وتفتخر، وتلبس ثوب العز والفخار، وترفل في حلل الشرف والإباء، وهي تستقبل بين ظهرانيها قائدها الفذ الذي غطى بلادنا عزا وحلق بها عاليا، وجعل من بلادنا صوت العقل المسموع، ومنبع الحكمة والرأي السديد، حيث أبيتم إلا أن تكونوا بين أبنائكم وجندكم من أجل أن تعايدوهم وتتفقدوهم، وتشدو من أزرهم، فلله درك من قائد حكيم وملك كريم، ورجل دولة عظيم».

ورفع آل معلوي، للملك عبد الله بن عبد العزيز، تحية جنود القوات المسلحة في الخطوط الأمامية من قوات برية وجوية وبحرية، وحرس الحدود الذين يخوضون معركة الاستبسال للذود عن الأرض والعرض.

وأكد قائد قوة جازان، أن جنود القوات المسلحة يقومون بالعمليات الحربية المشتركة، في تناغم تام لمفهوم تلك العمليات، وبحجم يتلاءم وطبيعة المهمة الملقاة على عواتقهم في الدفاع عن الحدود الجنوبية السعودية.

وقال آل معلوي، عن رجال القوات المسلحة إنهم «يلقنون المتطاولين على أمن السعودية وحدودها أقسى الدروس»، واصفا المتطاولين على حدود بلاده بأنهم من «العصابات المتمردة على أمن بلدها، أصابها العمى، وارتضت أن تكون لعبة وقودها الدم بعد أن فقدوا مسار الواقعية، بتسللهم للحدود الجنوبية».

وأشار قائد قوة جازان، إلى أن طموحات الجماعات المتسللة لم تعد خافية على أحد، متوعدا إياها بأنها وحدها من سيدفع الثمن على الأرض، لأن اللعب ضد مصالح الشعوب خسران مبين، وأن المكر السياسي السيئ لا يحيق إلا بأهله، ناسين أو متناسين أن السعودية بحجمها وثقلها السياسي والاستراتيجي لها سياسة متزنة، وخط واضح.

وأكد أحد القادة العسكريين الميدانيين في إدارة المعارك مع المتسللين، أن بلاده، السعودية، تنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة أو الصديقة، سائرة بذلك على توجيهات خادم الحرمين التي أطلقها في عيد الأضحى، والتي كان مفادها أن «المملكة لن تقبل التجاوز على أحد، لكنها في نفس الوقت لن تسمح لكائن من كان أن يدنس شبرا من أرضها».

وشدد في السياق نفسه على عمق العلاقة التي تربط الرياض بصنعاء، وقال مخاطبا المتسللين ومن يريدون الإضرار بالعلاقات السعودية اليمنية: «وليعلم الأعداء أن اليمن السعيد تربطنا بقيادته وشعبه عرى الدين والدم واللغة ووشائج القربى، والمصير المشترك».

واستعرض الملك عبد الله بن عبد العزيز، أمس، بعض الكتل التابعة للقوات المسلحة، التي تشارك في عمليات تأمين الحدود السعودية، من أي محاولات لانتهاك سيادتها.

وأشار قائد قوة جازان، إلى تلك الكتل العسكرية، بقوله: «ها هي مجموعة رمزية من جنودك البواسل، والآخرون هناك في الخنادق وبين البنادق. جيش نظامي تربى على الضبط والربط، وتدرب على مختلف أنواع الأسلحة، ويطبق كل الطرق التكتيكية التي يتطلبها الموقف القتالي، ولولا فنون الحرب ومتطلبات الكر والفر، لوجدت الجنود منطلقين حماسا، أقوياء الشكيمة، يضربون في كل مكان». وشدد اللواء الركن آل معلوي، على تحقيق الجنود السعوديين المهام المنوطة بهم، وتحقيقهم للأهداف المرسومة لهم على مراحل عدة، مؤكدا على تحقيقهم ما وصفه بـ«النصر المبين في طرد المتسللين المعتدين».

وأرجع قائد قوة جازان، ما تم تحقيقه من نصر، إلى الدعم والتأييد من خادم الحرمين، الذي كان يوجه الجنود للقتال بعقلانية، والدعم والتأييد والمتابعة المستمرة من الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الذي قال إنه كان ولا يزال مع القوات المسلحة أولا بأول، ومتابعا دقيقا للوضع، وموجها حكيما.

وختم اللواء الركن، كلمته قائلا، مخاطبا الملك عبد الله: «إن شعبا أنت زعيمه، ودولة أرسى المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن قواعدها على الشريعة السمحاء، وإن حكومة تسمو فوق الضغائن والأحقاد التي تأتي من القريب قبل البعيد، سوف تفوز بالنصر والفلاح لأنها لا تعتدي على أحد وإنما تدافع عن أرضها ضد كل مرتد ومنافق وإرهابي ومرتزق، وإن جنودك قد اختاروا بحزم وعزم، النصر، أو الشهادة في سبيل الله».

وكان خادم الحرمين الشريفين وصل بعد ظهر أمس إلى منطقة جازان في زيارة تفقدية لها، واستقبله لدى وصوله مطار الملك عبد الله بن عبد العزيز الإقليمي، الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان، والأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، والأمير تركي بن محمد بن ناصر، والأمير فيصل بن محمد بن ناصر الفريق أول ركن صالح بن علي المحيا رئيس هيئة الأركان العامة وقادة القوات البحرية والجوية والبرية والدفاع الجوي وقائد قوة جازان وكبار قادة القوات العسكرية وجمع من المواطنين.

ورافق خادم الحرمين الشريفين في جولته، الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية، والأمير تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور عبد العزيز بن سطام بن عبد العزيز، والدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف وزير المالية، والدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة وزير الصحة، والشيخ مشعل العبد الله الرشيد، وخالد التويجري رئيس الديوان الملكي، ومحمد الطبيشي رئيس المراسم الملكية، وإبراهيم الطاسان رئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين، وخالد العيسى نائب رئيس الديوان الملكي، والفريق أول حمد العوهلي قائد الحرس الملكي، ومحمد السويلم رئيس شؤون المواطنين في الديوان الملكي.

وكان قد غادر جدة في وقت سابق من أمس، حيث ودعه في مطار الملك عبد العزيز الدولي، الأمير فيصل بن تركي آل سعود، والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي آل سعود وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، والأمير بندر بن خالد الفيصل، والأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، والوزراء وكبار المسؤولين، وجمع من المواطنين.

وكان الملك عبد الله استقبل في قاعة التشريفات بالصالة الملكية في جدة، أسرة الأشراف آل غالب، يتقدمهم صادق بن رفيق آل غالب، وطالب بن رفيق آل غالب، وأبناء غالب بن طالب آل غالب (غيث، وحيدر، وحمزة، وعبد الله) الذين أعربوا له عن شكرهم وتقديرهم على عزائه ومواساته لهم في وفاة غالب بن طالب آل غالب ـ رحمه الله ـ داعين المولى عز وجل أن يجعل ذلك في موازين حسناته، وقد دعا خادم الحرمين الشريفين الله عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتغمد فقيدهم برحمته ويدخله فسيح جنته.

حضر الاستقبال، الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة.

وقد اختتم خادم الحرمين الشريفين، جولته التفقدية للمواقع الأمامية للقوات العسكرية، حيث وصل إلى الرياض مساء أمس، وكان في استقباله في مطار الملك خالد الدولي الأمير فهد بن محمد بن عبد العزيز، والأمير متعب بن عبد العزيز، والأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني، والأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة، والأمراء، والوزراء وكبار المسؤولين، فيما كان في وداعه عند مغادرته، الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان، والأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، والأمير تركي بن محمد بن ناصر مدير العلاقات الدولية في وزارة التجارة والصناعة، والأمير فيصل بن محمد بن ناصر، رئيس هيئة الأركان العامة، وقادة القوات البحرية والجوية والبرية والدفاع الجوي، وقائد المنطقة الجنوبية، وقائد قوة جازان، وكبار قادة القوات العسكرية.