أحدثت التغييرات التطويرية التي نفذتها الحكومة السعودية في تطوير وتوسعة المسعى إلى انسيابية فريدة من نوعها شهدها المسجد الحرام هذا العام تجلت في يومي الثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، حيث أدى الانتهاء من تجهيز الأدوار المختلفة للمسعى إلى استيعاب حشود أكثر من مليونين و300 ألف قدموا لأداء النسك هذا العام.
التوسعة الجديدة التي كلفت 796 مليون دولار، سيكون من شأنها أن تتيح لنحو ثلاثة ملايين و840 ألفا، فرصة السعي على مدار اليوم الواحد وهو ما يوازي قدرة استيعابية بنحو 118 ألفا في الساعة، حيث وصلت شركة «بن لادن» الساعة بالساعة موعزةً إلى ثلاثة آلاف عامل بالعمل المتواصل لتتمكن من بلورة المشروع وإنجازه خدمةً لضيوف الرحمن، حيث كانت آخر توسعة للمسعى في عام 1953هـ، أي أكثر من نصف قرن، لتسجل توسعة الملك عبد الله بالنسبة إلى المسعى، الأكبر في تاريخ الحرم المكي، وقد حظي قرار التوسعة بتأييد شبه كامل من جميع علماء المسلمين في جميع أنحاء الأرض. من جانبه أوضح صالح بن عبد الرحمن الحصين، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أنه تم تنفيذ عدد من المشروعات بالمسجد الحرام لتأمين راحة وطمأنينة لضيوف الرحمن في أثناء تأدية مناسكه، ومن تلك المشروعات التي تم متابعة تنفيذها مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتوسعة وتطوير المسعى حيث تم تهيئة المسعى بكامل أدواره (القبو والأدوار الأرضي والأول والثاني والسطح) لأداء شعيرة السعي فقد ارتفع إجمالي مساحة المسعى من تسع وعشرين ألفا وأربعمائة متر مربع، وكانت تتسع لـ44 ألف ساعٍ في الساعة الواحدة ليصبح إجمالي المساحة للمسعى بعد انتهاء المشروع 80 ألف متر مربع تتسع إلى مائة وثمانية عشر ألف ساعٍ في الساعة و115 ألف مصلٍّ.
وأفاد الحصين أن المشروع قد تضمن تهيئة قبوه للانتقال من الساحة الشرقية إلى صحن المطاف من خلال باب السلام وبالعكس أيضا. كما تم تشغيل موقعين بسطح المسعى لتجديد الوضوء بالإضافة إلى تشغيل مجمعات شرب ماء زمزم لكل أدوار المسعى بعدد ثلاثمائة نافورة شرب موزعه على جميع الأدوار، موضحا أنه تم تشغيل جزء من نظام تكييف المسعى بصفة مؤقتة خلال موسم حج هذا العام 1430هـ لتغطية الدور الأرضي.
وأضاف رئيس شؤون الحرمين إلى عدد من المشروعات الأخرى المرتبطة بهذا المشروع، فقد تم تشغيل مسار العربات للسعي في الدور الأرضي والأول والثاني وميزانين الدور الأول والثاني وإنشاء سلالم كهربائية جديدة بمنطقة الصفا تربط بين منسوب الساحات والدور الأول والسطح وإنشاء ستة مصاعد بمدخل خاص لربط المطاف بالأدوار كافة مع أدوار المسعى، كما تم تنفيذ وفتح منطقة لاتصال قبو المسعى مع قبو التوسعة السعودية الأولى من جهة باب الفتح، وجارٍ حاليا تثبيت حاجز زجاجي حول جبل الصفا بالدور الأرضي والقبو وحول جبل المروة بالقبو، ليتمكن الساعون من رؤية جبلَي الصفا والمروة بسهولة.
واختتم الحصين بأنه تم الاستفادة من جميع عناصر الحركة الرأسية والأفقية مثل المزلقانات والسلالم الكهربائية والمصاعد والجسور الشمالية التي تربط بين منطقة مشروع الساحات الشمالية والمروة على مستوى الدور الأول والثاني والجسور الداخلية بالدور الأرضي.