وزير خارجية المغرب يعتبر رفض حيدر لجواز السفر تخليا عن الجنسية المغربية

حمل الجزائر مسؤولية وضع العراقيل أمام حل نزاع الصحراء

الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، وباتريسيا ايسبينوسا، وزيرة خارجية المكسيك، خلال اللقاء الصحافي أمس بالرباط (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

بينما حمل الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، الجزائر مسؤولية وضع العراقيل أمام حل قضية الصحراء بعد تمسكها بالاستفتاء كحل وحيد للنزاع، رغم أن التوجه الدولي يؤيد المفاوضات التي دخلها المغرب مع جبهة البوليساريو، قال إن جواز السفر يعبر عن الجنسية، وأنه ليس «منشفة نستعملها ونتخلى عنها حسب المصالح»، في إشارة إلى قرار الصحراوية أميناتو حيدر، التخلي عن جنسيتها المغربية.

وجاء تصريح وزير الخارجية المغربي خلال لقاء صحافي في الرباط، عقده أمس بعد لقائه باتريسيا إيسبينوسا، وزيرة الخارجية المكسيكية التي تقوم حاليا بزيارة للمغرب تستمر إلى السبت المقبل.

وقال الفاسي الفهري إن حكومة العاهل المغربي الملك محمد السادس، وجميع الهيئات السياسية في البلاد، عبروا عن الموقف نفسه، معتبرين أن جواز السفر ليس «منشفة»، إذ لا يمكن أن نستعمله عندما يخدم المصالح، وأن الجنسية المغربية هي حقوق والتزامات، وجواز السفر هو من يعبر عن هذه الجنسية.

وأضاف الفاسي الفهري أن حيدر أعادت الجواز والبطاقة الوطنية (بطاقة الهوية) عندما عادت إلى مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء، في الجنوب المغربي، يوم 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قادمة من رحلة خارج البلاد.

يذكر أنه على اثر ذلك تم ترحيل حيدر إلى جزر الكناري الاسبانية، وهناك اقترحت عليها حكومة مدريد حلا يقضي بمنحها صفة لاجئة، لكنها رفضت ذلك.

وقال الفاسي الفهري إنه بعد رفضها حق اللجوء، اقترحت عليها مدريد منحها، استثنائيا، الجنسية الاسبانية، وبعدها طالبت حيدر مهلة للتفكير والاتصال، لترفض في الأخير هذا الاقتراح.

وأكد الفاسي الفهري انه رغم هذه المحاولات فإن «الشعب المغربي والأحزاب السياسية ترفض بشكل مطلق كل هذه المناورات، وتتشبث بالمفاوضات».

وقال المسؤول المغربي «لأول مرة في تاريخ هذا الملف لاحظنا هيئة مثل منظمة عدم الانحياز تذهب في التيار نفسه، المتمثل في البحث عن حل توافقي يستبعد تماما خيار الاستقلال، لكن في الوقت نفسه نرى أن أعداء المغرب اخترعوا هذه الإستراتيجية وطبقوها لخلق مشاكل في جنوب المغرب».

وقال الفاسي الفهري إن حيدر سلمت بنفسها للسلطات جواز السفر المغربي، وقالت «أنا لست مغربية ولا أحتاجه».

واتهم الوزير المغربي الجزائر بكونها «تضع العراقيل أمام ملف الصحراء المغربية»، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي كله لاحظ أن الجزائر لا تساعد ليس فقط على التوصل إلى حل لقضية الصحراء، بل ما زالت حتى اليوم تعتبر الاستفتاء هو الحل الوحيد لها، رغم أنه غير متطابق مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن.

وكشف الفاسي الفهري عن استمرار الجزائر في اتخاذ موقف سلبي إزاء المغرب قائلا: «نلاحظ أن الحدود ما زالت مغلقة، وهناك غياب تام لأي اتصال بين البلدين، كما انه لا توجد اتصالات ثنائية حول ما يجري في المنطقة الإفريقية، رغم أنها تعاني مشاكل عديدة ذات طابع أمني»، مذكرا بما وقع في موريتانيا قبل ثلاثة أيام، في إشارة إلى اختطاف ثلاثة إسبان. وهو ما اعتبره الفاسي الفهري دليلا يبرهن على أن الدول يجب أن تتعامل مع بعضها البعض، وأن تنظر إلى المستقبل، واعتبار العمل المشترك الوسيلة الوحيدة للتقدم على جميع الأصعدة. وأشاد وزير الخارجية المغربي ونظيرته المكسيكية، باتريسيا ايسبينوسا، في اللقاء الصحافي، بالعلاقات الجيدة التي تربط البلدين، مشيرا إلى أن هذا اللقاء كان فرصة من أجل حوار سياسي متميز بخصوص الأوضاع في أميركا الوسطى وأفريقيا، وتطورات ملف الشرق الأوسط، وهو حوار أسفر عن تطابق في وجهات النظر.

وأشار الوزير المغربي إلى أن اللقاء كان فرصة لتعرف الطرف المكسيكي على الوضع في المغرب العربي، خصوصا العلاقات المغربية ـ الجزائرية.

ومن جهتها، قالت وزير الخارجية المكسيكية إن لغة الحوار التي تتبعها حكومة بلادها يجعلها تتمسك بلغة الحوار في ملف الصحراء، هذا إلى جانب تطابق وجهة نظر البلدين إزاء موضوع الهجرة بحكم أن المغرب والمكسيك يعرفان نسبة مهمة من المهاجرين، خصوصا أن بلادها ستحتضن المنتدى العالمي للهجرة والتنمية سنة 2010.