موسى لـ «الشرق الأوسط»: منتديات التعاون مع قارات العالم إضافة لعمل الجامعة ودورها

الجامعة العربية تعيد إحياء تفاهمات مع عواصم صناعة القرار في العالم

عمرو موسى
TT

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن اتفاقيات التعاون بين الجامعة العربية ودول العالم، هي «محاولة لإعادة إحياء التفاهمات بين الجامعة وعواصم صناعة القرار في العالم.. كما تشكل إضافة للتعاون بين الجامعة العربية والمنظمات الإقليمية عبر القارات»، مشيرا إلى منتديات التعاون العربي ـ الأفريقي والعربي ـ الأوروبي والأميركي، والعربي ـ الصيني، والنشاط المتزايد مع دول أميركا اللاتينية، إضافة لمنتديات التعاون العربي ـ الروسي والتركي والهندي.

وكشف موسى في حديث لـ«الشرق الأوسط» عن فحوى التعاون مع اليابان، مؤكدا أنه تم الإعداد له بشكل جيد ليشمل مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والتغييرات المناخية والبيئية وتنمية الموارد البشرية ثم فتح الأبواب لتعاون أوسع في مجالات سياسية واجتماعية وثقافية.

وقال إنه سيوقع يوم 7 ديسمبر (كانون الأول) الجاري بطوكيو، مع وزير الخارجية الياباني كاتسويا أوكادا ووزير الاقتصاد ماسيوكي ناشيما، على وثيقة للتعاون العربي الياباني في مجالات الاستثمار والتجارة والطاقة والتعليم والمياه.

ويصدر بعد هذا الاجتماع ورقة عمل تشمل آليات التنفيذ والاتفاق على الخطوات المستقبلية ثم تعقد ورش عمل فنية متخصصة يوم 8 ديسمبر لمناقشة التمويل للتعاون في مجالات الاستثمار والمياه والبنية التحتية والبيئة والتجارة. وتختتم أعمال المنتدى العربي الياباني بزيارات ميدانية يوم 9 ديسمبر إلى مصنع المياه ومعارض علمية في مجال التكنولوجيا، إضافة لانعقاد جلسات عمل لرجال الأعمال من الجانبين.

يذكر أن قارة آسيا قد نالت اهتماما في انطلاقة هذه المنتديات حيث أبرم اتفاق للتعاون العربي الصيني وآخر للتعاون العربي الهندي، حيث وقعت كل من الصين وجامعة الدول العربية مذكرة تعاون خلال زيارة الرئيس الصيني هو جين تاو للجامعة العربية في 30 يناير (كانون الثاني) عام 2004 وكان الاتفاق الأشمل من نوعه حيث اتفق على أربعة محاور أساسية هي:

1 ـ تقوية العلاقات السياسية على أساس الاحترام المتبادل ومواصلة كل الجهود لتطويرها في إطار شامل يؤسس للتنسيق في المحافل الدولية ودعم القضايا العادلة للطرفين 2 ـ تكثيف التبادل التجاري والاقتصادي بهدف تحقيق التنمية المشتركة 3 ـ توسيع وتعميق التواصل الثقافي بما يحقق الاستفادة المتبادلة 4 ـ التعاون في مجال الشؤون الدولية من أجل الدفع بجهود التنمية المشتركة وقد اعتبر الإعلان عن إنشاء منتدى التعاون العربي الصيني معلما تاريخيا في تاريخ تطوير العلاقات بين الجانبين وإضافة لذلك اتفق أيضا بين العرب والصين على ما يلي: صيانة السلم والاستقرار من خلال إجراء مشاورات سياسية حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما يشجع على معالجة القضايا الساخنة والخلافات بالطرق السلمية، وأيضا دعم إجراء الإصلاحات الضرورية في الأمم المتحدة بما يعزز قدراتها على التصدي للتهديدات والتحديات الجديدة وطبقا لمبادئ القانون الدولي وبما يضمن مشاركة الدول النامية في عملية صنع القرار في الأمم المتحدة بشكل أكثر فعالية، ولاسيما فيما يتعلق بتوسيع عضوية مجلس الأمن وإدانة أعمال الإرهاب بمختلف أشكاله ورفض ربط الإرهاب بشعب أو دين ودعم مقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في الرياض عام 2005 بشأن إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب.

وقد عقد عدد من الاجتماعات لتنفيذ برامج العمل في عواصم عربية وبكين على مدار خمسة أعوام حيث رصدت المؤشرات ارتفاعا لا بأس به في مجمل مجالات التعاون العربي الصيني. وتحرص الصين دائما على دعم التعاون العربي من خلال جامعة الدول العربية كمرجعية لقواعد العمل المتنامي في كل المجالات ويحرص أيضا المسؤولون في الصين على توصيل رسائلهم الاستراتيجية للعالم عبر الجامعة العربية وآخرها كان خطاب رئيس الوزراء الصيني في الجامعة العربية حول رؤية بلاده للتعامل مع القضايا الدولية والإقليمية.

ولم يتم وضع هذه الاتفاقيات في أدراج جامعة الدول العربية وإنما حظيت خلال الأيام الماضية بمراجعة شاملة وتقييم دقيق أشرف عليه بنفسه الأمين العام للجامعة العربية من خلال اجتماعات ولقاءات مكثفة مع دوائر عمل الجامعة العربية استعدادا لإحراز المزيد من الإنجاز في البرامج التنفيذية لهذه الاتفاقيات، كما حظيت الهند باهتمام عربي حيث وقعت الجامعة مذكرة تفاهم لإقامة المنتدى العربي الهندي في نيودلهي بتاريخ 2 ـ 12 – 2008 إدراكا منهما بعمق العلاقات التاريخية والثقافية والحضارية التي تربط بين الطرفين، وتؤكد هذه الاتفاقية على فتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات مع الالتزام بشأن السلم والأمن الدوليين والتنمية المستدامة وكان من أبرز نقاط الاتفاق، احترام مبادئ الأمم المتحدة والالتزام بتحقيق الأمن والسلم الدوليين، واحترام التعددية وقيم الثقافات والحضارات المختلفة وتعزيز حوار الحضارات. إضافة إلى تقوية التعاون الاقتصادي والتجاري والمالي وتشجيع إقامة مشاريع مشتركة بين الجانبين، وتكثيف التعاون في مجالات التعليم والثقافة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتنمية مصادر الطاقة المتجددة.

واتفق على خطة عمل لتحقيق الأهداف الخاصة بالمنتدى في قطاع الطاقة والاقتصاد والتجارة والاستثمار، ومن المقرر عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية مع وزير خارجية الهند بعد مرور عام من التأسيس وهو تاريخ يتزامن مع الشهر الجاري. واستكمالا لمسيرة التعاون عبر سياسة المنتديات وقعت جامعة الدول العربية مع تركيا اتفاقا إطاريا في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2007 حدد مجالات التعاون السياسية والأمنية والاقتصادية بما في ذلك الاستثمار والتجارة والتمويل والسياحة والطاقة والمياه والبيئة وتكنولوجيا المعلومات. وفى هذا السياق عقدت الدورة الأولى للمنتدى على المستوى الوزاري بتاريخ 11 ـ 10 ـ 2008 في اسطنبول وصدر عنها بيان سياسي شامل غطى مجالات التعاون العربي التركي كما تضمن البيان توصية بتشكيل فريق مشترك لإعداد مشروع الاستراتيجية وخطة العمل التي سيتم عرضها على الاجتماع الوزاري. وفى 16 ـ 2 ـ 2009 تم إعداد مشروع الاستراتيجية وخطة العمل لعرضها على اجتماع وزاري يعقد في دمشق بتاريخ 15 ـ 12 ـ 2009 كما يناقش هذا الاجتماع المستجدات في منطقة الشرق الأوسط وخاصة عملية السلام والإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس وتصعيد سياسة الاستيطان بجانب الوضع في العراق ودارفور، وسوف يشارك في هذا الاجتماع وزراء خارجية كل من سورية وقطر والسودان والصومال والعراق. كما اهتمت الجامعة العربية بالتعاون العربي الأوروبي وقد عقد اجتماع في باريس نظمته الغرفة التجارية الفرنسية لتعزيز التعاون العربي الأوروبي إضافة إلى عدة اجتماعات عقدت في ألمانيا وقطر.