قضايا ساخنة تواجه الرئيس الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية

ملفا إيران وسورية وبنك الوقود النووي والتمويل أهم المصاعب أمامه

TT

تولى الدبلوماسي الياباني يوكيا أمانو منصب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس خلفا للحاصل على جائزة نوبل محمد البرادعي الذي تقاعد بعد 12 عاما في المنصب. وفيما يلي بعض المسائل التي تواجه أمانو الذي شق طريقه للفوز بالمنصب في سباق طويل الأمد على قيادة الوكالة التابعة للأمم المتحدة في وقت سابق هذا العام.

- ما هي خلفيته؟

* تخصص أمانو (62 عاما) في مناصب نزع السلاح النووي ومنع انتشاره والمفاوضات المتعلقة بذلك خلال عقود من العمل في الخارجية اليابانية.

- ما هو التحدي الأكبر أمام أمانو؟

* رفضت إيران فيما يبدو اتفاقا تم التوصل إليه بوساطة الوكالة لإرسال يورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج لتحويله إلى وقود لمفاعل نووي طبي في طهران يخدم 200 مستشفى. وكشفت إيران عن منشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم تم بناؤها سرا ووضعت قيودا على وصول المفتشين إلى منشآتها النووية الأخرى. وأعلنت طهران يوم الأحد خططا لبناء 10 محطات جديدة لتخصيب اليورانيوم يبدأ العمل بها خلال شهرين، في إشارة تحد بعد صدور قرار من الوكالة يوبخ إيران على أنشطتها النووية السرية. كما تخشى الوكالة، ومقرها فيينا، التي فقدت تسلسل مسار برنامج إيران النووي المتنامي، أن تكون الجمهورية الإسلامية تخفي مزيدا من الأنشطة النووية.

وقال ديفيد أولبرايت رئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن والذي يتعقب الانتشار النووي: «على أمانو أن يعيد التركيز على تعزيز ضمانات نظام التفتيش». ويقول دبلوماسيون إن من غير المرجح أن يشهد اتفاق الوقود الذي يعتبر وسيلة لتجريد إيران من مخزونات اليورانيوم منخفض التخصيب الذي يمكن تحويله إلى مواد صالحة لصنع قنابل تقدما كبيرا في عهد أمانو، الذي يفتقد الاحترام والعلاقة الودية التي كان يتمتع بهما البرادعي مع الجانبين.

- ماذا لو انهار اتفاق الوقود؟

*حذرت القوى الغربية من أنها ستتخذ خطوات في مطلع العام المقبل لتشديد العقوبات على إيران ما لم يتم تحقيق تقدم على الصعيد الدبلوماسي. وهناك مخاطرة على المدى الأبعد من احتمال أن تلجأ إسرائيل ربما بدعم من الولايات المتحدة إلى شن حرب على إيران إذا استمرت في تخزين اليورانيوم منخفض التخصيب. وتمتلك إيران الآن ما يكفي من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية أو اثنتين إذا قامت بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء أعلى.

وقال مارك فيتزباتريك خبير منع الانتشار النووي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: «قد تقرر بعض الدول أن العمل العسكري من أي نوع هو الأسلوب الوحيد لمنع إيران من عبور عتبة الأسلحة النووية». ولكن رئيس المخابرات الأميركية قال إن من غير المرجح أن تكون إيران قادرة فنيا على توجيه أنشطة التخصيب لصنع الأسلحة قبل عام 2013.

- ماذا عن الدول الأخرى التي تراقبها الوكالة؟

*يقول منتقدون إن كوريا الشمالية وسورية مؤشران آخران على المشكلات التي يواجهها تفويض الوكالة لمنع الانتشار النووي. وانسحبت بيونغيانغ من المحادثات السداسية لنزع السلاح النووي وأنهت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبدأت في إحياء محطة تخصيب لإنتاج بلوتونيوم يصلح لصنع قنابل وأجرت تجارب على أسلحة نووية. كما عطلت سورية تحقيقا للوكالة لأكثر من عام. وتتحرى الوكالة صحة تقارير استخباراتية بأن سورية حاولت بناء مفاعل سري لإنتاج البلوتونيوم. وتعرض موقع تلك المنشأة لقصف إسرائيلي حوّلها إلى أنقاض عام 2007.

- هل هناك قضايا أخرى هامة؟

*نعم. يحتاج أمانو إلى تلبية طلبات 60 دولة، بعضها في منطقة الشرق الأوسط غير المستقرة، للمساعدة في إطلاق برامج طاقة نووية مدنية، ولكن ليس عن طريق قيامها بالتخصيب بنفسها، وهو ممر للأسلحة النووية لأن التكنولوجيا يمكن استخدامها في الغرضين. ووضع البرادعي بعض الأسس المهمة لأمانو، فقد دعا لفترة طويلة لإنشاء بنك متعدد الأطراف لليورانيوم منخفض التخصيب برعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأخذ مجلس محافظي الوكالة الذي يضم ممثلي 35 دولة الخطوة الأولى تجاه تحقيق رؤية البرادعي الأسبوع الماضي عندما وافق على خطة روسية لضمان الوقود النووي. وسيكون على أمانو متابعة الخطة حتى تنفيذها. كما أضعف الوكالة ما وصفه البرادعي بميزانيتها المحدودة، وسيكون على أمانو إقناع الدول الأعضاء برفع مساهماتها المالية مع التوسع المستمر للطاقة النووية حول العالم وما يصاحبها من مخاطر انتشار السلاح النووي.

- ما مدى شعبية أمانو؟

* انتخب أمانو بهامش أصوات طفيف كمدير عام للوكالة بدعم من القوى الغربية في سباق انتخابي استمر فترة طويلة، أبرز انقساما عميقا بين الدول الصناعية والنامية في مجلس الوكالة. وتشعر الدول النامية أن أمانو يميل بدرجة كبيرة إلى ناد تقوده الولايات المتحدة للقوى النووية الكبرى، ومنها اليابان، والذي تتهمه بحجب التكنولوجيا عنها لأسباب سياسية وتجارية. وسيكون على أمانو بذل جهد كبير لإقناع الدول النامية التي تمثل نحو نصف مجلس الوكالة وتضم إيران بأنه مهتم أيضا بمصالحها.

ويشعر مؤيدوه أن الدبلوماسي خفيض الصوت سيكون عونا على «عدم تسييس» الوكالة بعد البرادعي الذي يقول منتقدوه إنه تجاوز نطاق تفويضه بالاعتراض على استخدام العقوبات والتهديدات بشن حرب ضد إيران، وقوله للغرب إن الدبلوماسية التي تتحلى بالصبر هي الأسلوب الوحيد للتوصل إلى حل طويل الأجل.