أوباما يعلن بدء نقل السلطات الأمنية إلى الأفغان منتصف 2011.. ويرفض مقارنة حرب أفغانستان بفيتنام

واشنطن تطلق حملة سياسية وإعلامية لكسب التأييد لزيادة القوات الأميركية

جندي أميركي (يسار) يراقب عملية توزيع معونات مقدمة من الجنود الأميركيين الى الشعب الأفغاني (أ.ب)
TT

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما بدء نقل السلطات الأمنية إلى القوات الأفغانية بحلول منتصف 2011، ليكون هذا الموعد الأول الذي وضع لبدء وضع الأمور الأمنية بيد الأفغان منذ بدء الحرب عام 2001. وجاء ذلك في الخطاب الذي ألقاه أوباما مساء أول من أمس أمام أكاديمية «وست بوينت» العسكرية في نيويورك، بعنوان «خطاب الرئيس للبلاد حول الطريق إلى الأمام في أفغانستان وباكستان». وبعد انتظار طال نحو 3 أشهر لمراجعة أوباما السياسة في أفغانستان وباكستان، شرح أوباما «الاستراتيجية التي ستتبعها حكومتي لتحقيق نهاية ناجحة لهذه الحرب» في 34 دقيقة، مكررا مرات عدة أنه الرئيس، وعليه مسؤولية اتخاذ القرارات غير السهلة.

وكان الهدف الرئيسي من الخطاب الإعلان عن إرسال 30 ألف جندي أميركي إلى أفغانستان، بعد طلب قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال إرسال المزيد من الدعم للقوات المنتشرة هناك حاليا. وقال أوباما إن هناك «تحديات هائلة» في أفغانستان لكنها ستحصل على الدعم المطلوب، من خلال إرسال المزيد من القوات العسكرية وزيادة المدنيين الأميركيين العاملين فيها. وصرح أوباما قائلا: «بصفتي القائد العام للقوات المسلحة، فقد قررت أن مصلحتنا الوطنية الحيوية تقتضي إرسال 30 ألف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان. وبعد 18 شهرا سوف تبدأ قواتنا عودتها إلى أرض الوطن. هذه هي الموارد التي نحن بحاجة إليها لأخذ زمام المبادرة، في الوقت الذي نبني فيه القدرة الأفغانية التي تتيح النقل المسؤول لقواتنا إلى خارج أفغانستان».

وشدد أوباما على صعوبة اتخاذه قرار إرسال المزيد من القوات، موضحا: «إنني لا أتخذ هذا القرار باستخفاف وبلا تروٍّ، إذ إنني عارضت الحرب على العراق تحديدا لأنني أعتقد أنه يجب علينا ممارسة ضبط النفس في استخدام القوة العسكرية، وأنه يتعين علينا أن ننظر دائما في العواقب الطويلة الأجل التي تخلفها إجراءاتنا. إننا نخوض حربا منذ ثماني سنوات، تكبدنا بسببها ثمنا باهظا في الأرواح الغالية وتكاليف هائلة في الموارد. ولقد جعل الجدل الدائر منذ سنوات حول العراق والإرهاب وحدتنا بشأن الأمن القومي في حالة من التمزق، وأوجد درجة عالية من الاستقطاب والتحزب لهذا الجهد. وبعد أن عانى الشعب الأميركي لتوه من أسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير، فقد أخذ يركز اهتمامه لأسباب مفهومة على إعادة بناء اقتصادنا وإعادة الناس إلى وظائفهم هنا داخل الوطن».

وقال أوباما إنه يضع خطة لإنهاء الحرب، وهذا ما كان قد عبر عنه سابقا في تصريح سابق الأسبوع الماضي بأنه ينوي «الانتهاء من المهمة». وبدأ أوباما خطابه بسرد التطورات التي حدثت عبر السنوات الثماني الماضية، على رأسها هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 والحصول على تأييد الكونغرس الكامل لخوض الحرب واستمرار التخويل الممنوح للإدارة الأميركية، مشددا على «شرعيتها». وندد أوباما بتنظيم القاعدة الذي وصفه بأنه «مجموعة من المتطرفين الذين حوروا وشوهوا الإسلام، أحد أعظم أديان العالم، لتبرير ذبح الأبرياء». وأضاف: «أميركا وحلفاؤنا والعالم كله كانوا يعملون كتلة واحدة للقضاء على شبكة القاعدة الإرهابية ولحماية أمننا المشترك»، مطالبا بعودة تلك الوحدة مجددا.

وحدد أوباما في خطابه أهدافا محددة في أفغانستان، قائلا: «علينا حرمان (القاعدة) من الحصول على الملاذ الآمن، وعلينا أن نعكس الزخم الذي كسبته حركة طالبان، وحرمانها من القدرة على الإطاحة بالحكومة، وعلينا تعزيز قدرة قوات الأمن والحكومة الأفغانية حتى تتمكن من أخذ زمام المبادرة وتحمل المسؤولية من أجل مستقبل أفغانستان». وشرح أنه يعتزم تحقيق هذه الأهداف الثلاثة أولا من خلال «تطبيق استراتيجية عسكرية من شأنها أن تقضي على الزخم الذي كسبته (طالبان)، وتزيد من قدرة أفغانستان على مدى الأشهر الـ18 المقبلة». وأضاف أنه سيتم نشر القوات الـ30 ألفا الإضافية في الجزء الأول من عام 2010 من أجل «أن تتمكن من استهداف المسلحين وتأمين المراكز السكانية الرئيسية، بالإضافة إلى تدريب القوات الأفغانية». وتابع أنه يتوقع إرسال المزيد من القوات من الدول الحليفة للولايات المتحدة، مضيفا أن تلك القوات الإضافية مع القوات الأميركية «ستتيح تسريع تسليم المسؤولية الأمنية إلى القوات الأفغانية، وتتيح لنا البدء في نقل قواتنا إلى خارج أفغانستان في مطلع يوليو (تموز) من عام 2011»، موضحا أنه «تماما كما فعلنا في العراق، سوف نقوم بتنفيذ هذا النقل بطريقة مسؤولة، واضعين في الاعتبار الظروف على أرض الواقع».