ترحيب أطلسي وأوروبي بخطة أوباما.. وطالبان تتوعد

حلفاء واشنطن سيرسلون 5 آلاف جندي إضافي.. وفرنسا ترحب بكلمة أوباما وتترك الباب مفتوحا

TT

لقيت الاستراتيجية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن أفغانستان تأييدا دوليا واضحا، رغم تردد بعض العواصم في الالتزام بتأييدها عمليا، في حين اعتبرت كابل قرار زيادة القوات الأميركية خطوة مهمة لاستعادة الأمن والاستقرار رأتها طالبان فرصة لتقوية مقاومتها لها. ويأتي ذلك بينما قالت حركة طالبان الأفغانية أمس إن خطة أوباما لإرسال قوات إضافية «لن تنجح وستقوي عزيمتنا». وقالت الحركة في بيان إن هذه «الاستراتيجية التي يتبعها العدو لن تفيده مهما بلغ عدد القوات الإضافية التي يرسلها العدو ضد مقاتلينا، ولن يؤدي إلا لزيادة عدد المجاهدين وتقوية مقاومتهم». من جهته قال قاري يوسف أحمدي، في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية «لقد أعلن الرئيس الأميركي استراتيجيته الجديدة والمعيبة في أفغانستان. لكن آماله في السيطرة العسكرية على بلدنا لن تتحقق. وكل ما سيعززه الجنود الـ30 ألفا الإضافيون هو المقاومة». وأضاف «الأميركيون محكومون بانسحاب مذل بعدما يدركون عجزهم عن تحقيق هدفهم، كما حصل في السابق مع الروس».

ورحب كل من حلف شمال الأطلسي «الناتو» والاتحاد الأوروبي، بما جاء في الكلمة التي ألقاها الرئيس الأميركي باراك أوباما، وتناولت استراتيجية بلاده بشأن أفغانستان، وتزامن ذلك مع وصول ريتشارد هولبروك، المبعوث الأميركي لأفغانستان وباكستان إلى بروكسل، وإجرائه محادثات مع المسؤولين في كل من الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وبعد ساعات من إلقاء أوباما خطابه أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسين عن ثقته في أن حلفاء الولايات المتحدة في المنظمة الأطلسية سيطورون بطريقة كبيرة مساهمتهم العسكرية في أفغانستان. وقال راسموسين الذي أصدر بيانا بمقر الحلف ببروكسل «فيما تزيد الولايات المتحدة من تدخلها، أنا واثق بأن الحلفاء الآخرين، بصفتهم شركاءنا في المهمة، سيطورون أيضا مساهمتهم بطريقة كبيرة». وشدد براون على أن بلاده ستواصل مساعيها لإقناع بقية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لزيادة مساهمتها في أفغانستان، وجدد التزامه بإرسال 500 جندي إضافي بريطاني إلى ذلك البلد. وأعلن أوباما أول من أمس استراتيجية جديدة في أفغانستان تقضي بإرسال 30 ألف جندي إضافي إلى هذا البلد بداعي «المصلحة القومية الحيوية» الأميركية، وينتشر في أفغانستان نحو 113 ألف جندي أجنبي، من بينهم 71 ألف جندي أميركي. ويعتبر عام 2009 الأكثر دموية بالنسبة للقوات الدولية والأفغانية وكذلك بالنسبة للمدنيين، منذ سقوط نظام طالبان في 2001. وكان عام 2008 شهد مقتل 295 جنديا أجنبيا في أفغانستان، من بينهم 155 جنديا أميركيا. إلى ذلك، رحبت الحكومة الأفغانية أمس بإعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، فيما اعتبر قائد قوات حلف شمال الأطلسي في هذا البلد أن هذه الاستراتيجية تزوده بالإمكانات «الضرورية» لإنجاز مهمته. وقال وزير الخارجية الأفغاني رانغين دادفار سبانتا في مؤتمر صحافي إن «الرئيس باراك أوباما جدد بكل وضوح تأكيد الولايات المتحدة التزامها في أفغانستان، وإن خطابه يتلاءم تماما مع تطلعات الحكومة والشعب في أفغانستان». وفي باريس، رحب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس بقرار الرئيس أوباما إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان، لكنه لم يتعهد على الفور بأن تحذو فرنسا حذوه. غير أنه بعد أيام من قول فرنسا إنها لن ترسل مزيدا من القوات إلى المنطقة ترك ساركوزي الباب مفتوحا أمام إمكانية تعزيز القوات في نهاية الأمر في العام الجديد. وفي وارسو، قالت مسؤولة بوزارة الدفاع البولندية لـ«رويترز» أمس إن الحكومة تفكر في إرسال 600 جندي إضافي لينضموا إلى القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، لكن الرئيس لم يوافق على الخطة بعد. وفي إسلام آباد، حثت باكستان الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس على العمل بشكل وثيق مع إسلام آباد لضمان ألا تؤدي استراتيجيته الجديدة في أفغانستان وإرسال ثلاثين ألف جندي إضافي، إلى الإضرار بباكستان. وأثار مسؤولون باكستانيون في السابق مخاوف من أن يدفع تدفق المزيد من الجنود على أفغانستان، المتمردين إلى التسلل عبر الحدود الباكستانية.