غيتس يتعهد بعدم تكرار أخطاء الماضي.. ويرفض انتقادات ماكين

مولن: استهداف أميركا سيأتي من الشريط القبلي

TT

شهدت لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي جلسة عاصفة صباح أمس مع دفاع مسؤولين أميركيين على استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما في أفغانستان وباكستان في وجه انتقادات وأسئلة أعضاء اللجنة. ومثل وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ورئيس أركان القوات المشتركة الأدميرال مالون أمام لجنة القوات المسلحة صباح أمس لتأكيد تأييدهم للاستراتيجية وأهميتها. وتعهد غيتس بعدم التخلي عن أفغانستان وباكستان، قائلا «لن نكرر أخطاء عام 1989»، في إشارة إلى تخلي الولايات المتحدة عن أفغانستان بعد انسحاب قوات الاتحاد السوفياتي السابق من أفغانستان. وأضاف غيتس أن القوات الإضافية، وعددها 30 ألفا، التي أمر أوباما بإرسالها إلى أفغانستان ستبقى في البلاد لفترة بين 18 إلى 24 شهرا، إلا أن ذلك سيعتمد على الأوضاع في واقع الأمر. وقال إن «موعد نقل السلطة إلى القوات الأفغانية تدريجيا ومنطقة بمنطقة سيبدأ في يوليو (تموز) 2011، وهذه بداية العملية» لنقل السلطة وليس نهايتها وستكون «مبنية على الأرض. وانتقد السيناتور الجمهوري جون ماكين، وهو المرشح الجمهوري السابق للرئاسة وكان خصما لأوباما في السباق الانتخابي، خطط أوباما لتحديد جدول زمني للانسحاب. وكان ماكين شديد اللهجة في الرد على غيتس، قائلا إن «وضع موعد عشوائي وهو يوليو (تموز) 2011 يناقض القول بأنكم ستعملون على الأرض». ورد غيتس على ماكين بأن موعد يوليو 2011 محدد ولكن ستكون هناك مراجعة في ديسمبر (كانون الأول) 2010 للتأكد من إمكانية نقل السلطة «في المناطق التي لا تشهد نزاعا». وهاجم مولن وغيتس طالبان بشكل ملحوظ في شهادتهما، معتبرين أنه من الضروري مواجهة طالبان وهزيمتها لهزيمة «القاعدة». وقال غيتس إن «النفوذ المتنامي لطالبان غير مقبول»، موضحا أن الهدف الحالي هو «وقف تقدم طالبان لإعطاء الوقت والمساحة للأفغان لتنمية قدراتهم». واعتبر مولن أن «هذه المنطقة مركز التطرف الإسلامي»، مشددا على أهمية استقرارها. وتشديدا على أهمية العمليات في أفغانستان، قال مولن إنه «في حال تم استهدافنا مجددا، سيأتي التخطيط والدعم والتمويل لذلك من تلك المنطقة». ومن جهة أخرى، قال مولن: «أؤيد كليا ومن دون تردد استراتيجية الرئيس أوباما، وكل قائد أعطي فرصة للتعبير عن صوته خلال مراجعة الاستراتيجية» في أفغانستان وباكستان. واعتبر مولن أن «لدينا استراتيجية تناسب بشكل أفضل الأوضاع على الأرض ومصادر أكثر تناسبا»، مشددا على أهمية الاستراتيجية الجديدة من خلال «إعطاء أهداف أكثر دقة تعطي فرصة أفضل للقادة على الأرض». وصرح غيتس بأن واشنطن ستطلب من الحلفاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) «إرسال ما بين 5 و7 آلاف جندي إضافي»، معبرا عن تفاؤله بإرسال تلك القوات. وتتوجه كلينتون اليوم إلى بروكسل من أجل حضور اجتماعات وزراء خارجية «الناتو» لإرسال المزيد من القوات. وصرح كلينتون بأن الولايات المتحدة ملتزمة بـ«استقرار منطقة نعتبرها أساسية في استقرارنا المستقبلي»، مضيفة أن التعاون المدني ـ العسكري الأميركي أساسي لتحقيق تلك المهمة. وأضافت أنه ستتم مضاعفة عدد المدنيين العاملين في أفغانستان 3 أضعاف بحلول يناير (كانون الثاني) المقبل، مضيفة: «سيبقى المدنيون في أفغانستان لفترة طويلة بعد رحيل القوات» الأميركية. واعتبرت كلينتون أن «الوضع خطير ولكن ليس بالسلبية التي يتم الحديث عنها»، مضيفة أن «الولاية الثانية للرئيس الأفغاني حميد كرزاي نافذة فرصة جديدة». وتحدثت كلينتون عن أهمية الزراعة في أفغانستان، بالإضافة إلى دعم «جهود يقودها الأفغان لفتح الباب لطالبان الذين ينبذون العنف»، مشددة على أهمية «الدبلوماسية في الإقليم» والتعاون مع باكستان. وأكدت كلينتون: «سنظهر التزامنا للباكستانيين، وأن نعمل كل ما بوسعنا لتحسين مستقبلهم».