موسكو تدعو إلى منظومة أمنية جديدة مع الغرب

غداة أول اجتماع رسمي بين روسيا و«الأطلسي» منذ الأزمة الجورجية

TT

دعت موسكو إلى منظمة أمنية جديدة مع الغرب، وذلك قبل يومين من أول اجتماع رسمي بين روسيا وحلف شمال الأطلسي منذ الأزمة الجورجية التي أسهمت في توتير العلاقات بين الجانبين.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في أثينا أمس على هامش المؤتمر الوزاري الـ17 لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا: «آن الأوان لإيجاد الشروط لتبادل التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا لأنه لا يمكننا في غيابهما التحدث بجدية عن المقترحات المتعلقة بالأمن والسياسة في قارتنا». وبعد أن شارك خلال اليومين الماضيين في اجتماع منظمة الأمن والتعاون، ألقى لافروف خطابا أمس أمام اتحاد الصداقة اليونانية ـ الروسية حول العلاقات بين حلف شمال الأطلسي وأوروبا، وقال: «في الأيام المقبلة سيعقد اجتماع رسمي للحلف الأطلسي ـ روسيا نناقش خلاله وثائق عدة حول عملنا المشترك». ويشارك الوزير الروسي يوم غد الجمعة في بروكسل في اجتماع رسمي للحلف الأطلسي ـ روسيا (منتدى الحوار بين موسكو والدول الأعضاء في الحلف الأطلسي) مع زملائه الغربيين الـ28، هو الأول منذ الأزمة الجورجية في أغسطس (آب) 2008 التي أسهمت في توتير العلاقات بين الحلف وموسكو.

وخلال اجتماع منظمة الأمن والتعاون، قدم لافروف المشروع الجديد للمعاهدة حول الأمن الأوروبي الذي اقترحه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ورفض عدد من وزراء خارجية دول أعضاء في منظمة الأمن والتعاون التعليق عليه. وفي خطابه أمام الاتحاد اليوناني ـ الروسي، قال لافروف إن «قاعدة المبادرة هي تشكيل نظام أمني متكامل في المجال الأوروبي الأطلسي» والتوصل إلى «اتفاق ملزم حول الأمن الأوروبي». وأضاف: «نأمل الحصول على رد محدد وبناء حول جوهر مبادرتنا»، داعيا الحلف الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وأوروبا إلى تأييد هذه المبادرة. وقال لافروف أيضا إن «وصول حكومة باراك أوباما إلى الحكم فتح مجالات لإعادة تقييم العلاقات الأميركية ـ الروسية على أساس مبادئ المساواة والمصالح المشتركة». وأوضح أن «روسيا لا تريد حل المؤسسات الأوروبية. وفي المقابل نتحدث عن إنشاء قطب أمني في المجال الأوروبي ـ الأطلسي».

وحاولت روسيا والحلف الأطلسي أمس تهدئة الخواطر بعد الخلاف الذي دار بينهما وكاد يطيح في اللحظة الأخيرة باجتماع وزراء الخارجية المقرر الجمعة. وكان السفير الروسي لدى الحلف الأطلسي ديمتري روغوزين خرج أول من أمس مستاءً من الاجتماع مع نظرائه في الحلف الأطلسي تمهيدا للاجتماع الوزاري الجمعة. وأعلن أن روسيا تريد استخدام مجلس الحلف الأطلسي ـ روسيا كمنتدى متخصص لبحث مسائل الأمن الأوروبي بما في ذلك مشروع معاهدة الأمن الأوروبي الذي عرضه ميدفيديف.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن ردا على سؤال صحافي في بروكسل: «إني واثق من أن دول مجلس الحلف الأطلسي ـ روسيا عازمة على إيجاد حلول بناءة» وإن «التسويات اللازمة ستُتّخذ للتوصل إلى قرارات مهمة الجمعة».