بريطانيا تشيد بإيران بعد إطلاق 5 بريطانيين دخلوا المياه الإيرانية بطريق الخطأ

79 شخصية دولية تطلب من طهران إطلاق سراح 3 أميركيين

TT

قالت بريطانيا أمس إن إيران أفرجت عن خمسة بريطانيين احتُجزوا على يخت في الخليج بعد أن دخلوا بالخطأ فيما يبدو إلى المياه الإقليمية الإيرانية وهو ما أدى إلى تجنب نزاع دبلوماسي، بالإضافة إلى نزاعات إيران مع الغرب بشأن برنامجها النووي. وقال ديفيد بلومر، وهو أحد الخمسة الذين كانوا على متن اليخت في، وقت لاحق إنهم لقوا معاملة جيدة بعد أن ضلوا طريقهم إلى المياه الإيرانية دون إدراك من جانبهم بسبب عطل. وقال بلومر لإذاعة البحرين فيما أبحر الرجال نحو دبي: «إننا جميعا بخير ولقينا معاملة جيدة جدا». وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند بأنه تلقى تأكيدا بأن الرجال يتوجهون إلى المياه الدولية في طريقهم إلى دبي. وتابع ميليباند للصحافيين: «أرحب بحقيقة أن التعامل مع الأمر تم بطريقة مهنية ومباشرة من جانب السلطات الإيرانية. وكما قلت أمس هذه قضية قنصلية خالصة». وكانت بريطانيا قد شددت على أن الخمسة الذين احتُجزوا يوم 25 نوفمبر (تشرين الثاني) مدنيون ودعت إلى إطلاق سراحهم سريعا. وحذر مسؤول إيراني بارز أول من أمس من أن إيران ستتخذ إجراءات جدية ضد البريطانيين الخمسة إذا ثبت أنه كانت لديهم «نيات سيئة». وقالت الإذاعة الإيرانية نقلا عن الحرس الثوري: «بعد الحصول على الضمانات اللازمة أفرجت إيران عن الخمسة. خلصنا إلى أنهم دخلوا المياه الإقليمية الإيرانية بالخطأ». وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن احتجاز البريطانيين الخمسة ليست له دوافع سياسية.

ونقلت وكالة أنباء «مهر» شبه الرسمية الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبراست قوله: «بالغت بريطانيا في أمر اعتقال الخمسة. أرادوا استخدام هذه القضية للضغط على إيران». واتفق ميليباند على أنه لم تكن لهذا أهمية كبيرة. وقال ميليباند: «إنها لم تكن مسألة سياسية قط، وأرحب بحقيقة أنهم تعاملوا مع الأمر بطريقة مهنية. وهذا يظهر أن الدبلوماسية يمكن أن تنجح». واحتجزت إيران ثمانية بحّارة من البحرية الملكية البريطانية وسبعة من مشاة البحرية قبالة سواحلها عام 2007. وأطلق سراحهم بعد 15 يوما.

وتوترت العلاقات بين بريطانيا وإيران بسبب البرنامج النووي الإيراني الذي تخشى واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون من أنه ستار لصنع قنابل نووية. وتصر إيران على أن برنامجها النووي يهدف إلى توليد الكهرباء لمواجهة الطلب المحلي المتزايد. وقال التلفزيون الإيراني إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اتهم بريطانيا أول من أمس «بإفساد الهدوء» المطلوب للمحادثات الإيرانية مع القوى الست الكبرى بشأن أنشطتها النووية.

وتتهم إيران الغرب خصوصا بريطانيا والولايات المتحدة بتأجيج الاضطرابات التي أعقبت انتخابات الرئاسة في الجمهورية الإسلامية. وتنفي واشنطن ولندن هذا الاتهام.

وأعادت انتخابات الرئاسة الإيرانية التي أُجريت في 12 يونيو (حزيران) الرئيس المحافظ أحمدي نجاد للسلطة بهامش كبير. وطعن منافسوه الإصلاحيون في الانتخابات وخرج آلاف الإيرانيين إلى الشوارع في أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة في 30 عاما هي تاريخ الجمهورية الإسلامية.

وكشفت الانتخابات عن خلافات عميقة في المؤسسة السياسية والدينية. وما زالت طهران تحتجز ثلاثة أميركيين دخلوا إيران من العراق ووجهت إليهم اتهامات بالتجسس. وتقول أسرهم إنهم سياح وعبروا الحدود عن طريق الخطأ.

ووجهت 79 شخصية من العالم أجمع، بينها الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون والممثلة الأميركية ميا فارو، رسالة مفتوحة نُشرت أمس، إلى طهران، طالبوا فيها بالإفراج عن الأميركيين الثلاثة. وقد تم توقيف شين بوير (27 عاما) وسارة شورد (31 عاما) وجوش فتال (27 عاما) في 31 يوليو (تموز) بعد دخولهم الأراضي الإيرانية خلال نزهة في منطقة جبلية بكردستان العراق حيث الحدود غير واضحة الترسيم بين إيران والعراق. ويلاحقهم القضاء الإيراني بتهمة التجسس على الرغم من أن أقرباءهم نفوا انتماءهم إلى أجهزة الاستخبارات الأميركية وطالبت واشنطن بالإفراج عنهم مرات عدة. ويسجن الرجال الثلاثة في زنزانات انفرادية في سجن إيوين بطهران حيث يُعتقل عدد كبير من المعارضين السياسيين، ولا يسمح لهم إلا بعدد محدود من الزيارات. وكتب الموقعون في الرسالة الموجهة إلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد: «إن المتنزهين الثلاثة محتجزون منذ أربعة أشهر دون توجيه تهمة إليهم ودون الاتصال مع عائلاتهم على الرغم من تعهدهم بالذات قبل أكثر من شهرين للطلب من القضاء الإيراني تسهيل المسالة وإبداء + أقصى قدر من التسامح». واعتبروا أن الأميركيين الثلاثة معتقلون «لغايات سياسية» وطالبوا أحمدي نجاد بـ«التدخل لدى السلطات القضائية لكي يتمكنوا من العودة إلى عائلاتهم على الفور واستعادة حياتهم». ووجهت الرسالة إلى البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة لعناية الرئيس الإيراني. وفي عداد الموقعين حنان عشراوي النائبة الفلسطينية وجيسي جاكسون المدافع الأميركي عن الحقوق المدنية وفرناندو هنريكي كاردوزو الرئيس البرازيلي السابق وكذلك مايريد ماغاير حائزة جائزة نوبل للسلام في 1976 والمتحدرة من أيرلندا الشمالية.