رئيس حكومة الجزائر: وصف بلدنا بالعنف أمر لا يشرف أصحابه

أويحيى: التاريخ سيشهد على من خرج كبيرا من العاصفة ومن خرج منها مطأطئ الرأس

TT

استنكر الوزير الأول (رئيس الحكومة) الجزائري أحمد أويحيى الهجوم العنيف الذي شنته وسائل إعلام مصرية ضد رموز جزائرية، بعد مباراة كرة القدم التي جمعت فريقي البلدين في الخرطوم في 18 من الشهر الماضي، وقال: «سيبقى التاريخ شاهدا على من خرج كبيرا من هذه العاصفة ومن خرج منها مطأطئ الرأس».

وتعاطى أحمد أويحيى لأول مرة مع الأزمة، التي اندلعت بين مصر والجزائر منذ المباراة التي جرت بالقاهرة يوم 14 من الشهر الماضي، وبعدها مباراة الخرطوم في 18 من نفس الشهر، حيث قال لصحافيين أمس بالعاصمة بنبرة استياء: «إن وصف الجزائر ببلد العنف والشعب الجزائري بالإرهاب أمر لا يشرف أصحابه. عندما واجهنا الإرهاب (في تسعينات القرن الماضي) فعلنا ذلك بمفردنا بينما بقي الجميع يتفرج علينا، وقد انتصرنا عليه بعظمة شعبنا وليس بالغوغاء وكيل الشتائم للغير».

وكان أويحيى يتحدث بمناسبة انتهاء أشغال اجتماع «الثلاثية»، الذي جمع الحكومة بالنقابة المركزية وأرباب العمل الخواص، والذي أفضى إلى رفع الأجر القاعدي المضمون من 12 ألف دينار (150 دولارا) إلى 15 ألف دينار (190 دولارا).

وذكر أويحيى أن الأزمة التي نشأت بين البلدين «تستدعي منا بعض التوضيحات. نحن شعب عظيم وبلد عظيم، ليس بالشعارات فقط. لقد ضحت الجزائر غاليا من أجل استقلالها حيث دفعت مليونا ونصف مليون من الشهداء ضريبة لذلك، وليس ذلك اكتشافا بالنسبة إلينا ولا بالنسبة إلى العالم لأن الجميع يعي هذا الأمر. أما ما بذلناه في سبيل الأشقاء فلم يكن قط مصطنعا وإنما هو نابع من تضحياتنا».

وتابع أويحيى وهو يرد على الأسئلة التي هطلت عليه بخصوص القضية التي لا تزال تثير جدلا في الجزائر: «المبادئ التي صنعت كبرياءنا وشموخنا منذ عهد الاستعمار (1830-1962) لا تزال هي سمتنا، وكل الناس يشهدون بذلك، والتاريخ سيبقى شاهدا على من خرج كبيرا من هذه العاصفة ومن خرج منها مطأطئ الرأس».

وحول سؤال يتعلق بتأخر الرد على هجوم بعض التلفزيونات المصرية الخاصة ضد الدولة والشعب الجزائريين، قال أويحيى: «عدم الرد على تصريحات البعض غير المنطقية كان أقوى من الرد عليها». وأضاف: «لقد ربحنا المباراة بفضل الله أولا، دون أن ننسى إعلامنا الذي أثبت وطنيته. إننا لسنا بحاجة إلى ممارسة الشطرنج أو لعب البينغ بونغ لنثبت وطنيتنا»، في إشارة إلى أن الحكومة تعمدت عدم الرد آليا كلما صدر موقف من القاهرة.

وفي نفس السياق انتقد الوزير الأول مسؤولي شركة «أوراسكوم تليكوم» المصرية، التي تعرضت لخسائر كبيرة في أحداث شغب بعد مباراة 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، وقال عنهم: «كنا نعتبرهم من أهل البيت، وما داموا يريدون أن نعاملهم كأي متعامل جزائري عليهم أن يحترموا القانون الذي صدر نهاية 2008»، في إشارة إلى قانون تبييض الأموال الذي تناول تدابير وصفت بأنها تحدّ من تحويل فوائد الشركات الأجنبية إلى الخارج. وطالب أويحيى «أوراسكوم» بسداد الضرائب المترتبة على نشاطها والمقدرة بـ600 مليون دولار.