«حركة التوحيد الإسلامي» تتهم عائلة طرابلسية بمهاجمة مقرها في المدينة بالرشاشات

4 جرحى واستنفار تحسبا لأي طارئ

TT

ساد الخوف منطقة أبي سمراء في طرابلس، بعد منتصف ليل أول من أمس بعد أن سمع القاطنون في محيط «ساحة الشراع» ـ التي توجد فيها مكاتب «حركة التوحيد الإسلامي» ـ أصوات رشقات نارية ورصاص كثيف يشي بنشوب معركة في المنطقة. وبعد أن استتب الهدوء إثر وصول الجيش اللبناني إلى المنطقة وإقامة حواجز تفتيش وانتشار دباباته في أركان المنطقة، تجدد الخوف مرة أخرى عقب انفجار قنبلة صباح أمس تسببت في جرح أربعة أشخاص.

ويروي المحامي أسامة شعبان، شقيق رئيس «حركة التوحيد الإسلامي» بلال شعبان، لـ«الشرق الأوسط» أن حراس مبني إذاعة «حركة التوحيد» فوجئوا بعد منتصف ليل الأربعاء بنحو ثمانية مسلحين نزلوا من سيارة «رانغ دودج» تحمل رقما كتب عليه «دبي»، وهجموا على الحراس بأسلحتهم. ويضيف شعبان أن «كل محاولات التهدئة معهم لم تجد نفعا، ولما استخدموا أسلحتهم، اضطر رجالنا للرد فاشتبكوا معهم، ولم تأت القوى الأمنية إلا بعد أن كانت المعركة قد انتهت».

وبحسب شعبان، فإن جوا من الهدوء ساد بعد ذلك، وأخذ الجيش مواقع حول الأمانة العامة للحركة والإذاعة، إلا «أننا تفاجأنا ظهر اليوم (أمس) عند الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا بسيارة (كيا) دخانية اللون تلقي بقنبلة قرب سيارتي المتوقفة على بعد 70 مترا من الجيش اللبناني. ومن بعدها بدأ الجيش بالبحث عن السيارة ومن كان يقودها». وقد أسفر الانفجار عن جرح أربعة أشخاص، جميعهم من «حركة التوحيد».

وكانت أحداث مماثلة قد وقعت عدة مرات بين رجال من «حركة التوحيد»، المحسوبة على المعارضة، وأفراد من عائلة كبيرة عدديا بينها من هم محسوبون على الموالاة. والحادث الأشهر كان بتاريخ 27/11/2007 حين أطلق أحد أبناء هذه العائلة خمس طلقات نارية على المحامي أسامة شعبان، ما أدى إلى إدخاله المستشفى وهو بحالة حرجة فبقي فيه خمسة أشهر. ويقول أسامه شعبان إن الذين هاجموا إذاعة «التوحيد» أمس بينهم أشخاص يعرفهم ولا يشك في أنهم مرسلون من قبل شخص «يبدو أنه لا يزال ينوي شرا».

ويقول شعبان إن «هذا الشخص كان أحد أعضاء المارينز في العراق، وقد خطفته المقاومة العراقية، ثم أطلقت سراحه بفدية دفعت له، وهذه قصة معروفها أسوقها للتذكير فقط».

ويرى أسامة شعبان أن ما حصل من مهاجمة واشتباكات وتعدّ هو على خلفية ذلك الحادث الذي لم تطوّق ذيوله، فعلى الرغم من أنه أقام دعوى ضده وادعت عليه الدولة اللبنانية ونقابة المحامين، فإنه بقي حرا طليقا. و«على الرغم من أن هناك ثلاث مذكرات توقيف بحق هذا الرجل الذي لم يوقف اعتداءاته، فإنه لم يقبض عليه، ويقال لنا دائما إنهم لا يجدون له أثرا ونحن نعلم أنه موجود، وقد ظهر على شاشة تلفزيون (المستقبل) العام الماضي، كما أنه يعلق لافتات تحمل إمضاءه التي يشيد فيها بالقوى الأمنية أمام السراي الحكومي، ولا تتم حتى إزالتها».

ويتهم شعبان «القوى الأمنية بأنها تغض الطرف عن هذا الشخص»، ويتهمه بأنه مخبر محسوب على فرع المعلومات، «بعد أن كان يعمل مخبرا لدى المخابرات السورية أثناء وجودها في لبنان». لكن يستدرك شعبان بالقول: «بلغنا اليوم، وهذا أمر يدعو للتفاؤل، أنه ألقي القبض عليه من قبل حاجز للجيش أثناء مروره بسيارته» ويضيف شعبان أن «الجيش لم يؤكد هذا الخبر»، وإنما مصادره من معارفه، ويضيف: «إن كان الأمر صحيحا، وتم التأكد من هويته الحقيقة، يكون الجيش قد وفى بوعده، وهو أنهم سيبذلون جهدهم لوضع الأمور في نصابها».

ويتهم شعبان من سماهم المتضررين من حالة المصالحات التي تعم البلاد ومن التفاهم على البيان الوزاري ويقول: «ثمة متضررون بالفعل. هناك من يعرفون أنهم سيفقدون دورهم إن انتهت الصراعات، ويحاولون عبثا البحث عن دور جديد.. هذه أحداث من المفترض أنها انتهت، ولا بد من إغلاق هذا النوع من الملفات».