ليفني في باريس في محاولة لمنع قرار أوروبي بشأن الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين

فرنسا تبحث عن موقف موحد لدول الاتحاد

TT

بينما استمرت المناقشات في عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل أمس للتوصل إلى موقف موحد بشأن مقترح السويد الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، سعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني في باريس أمس، خلال لقاء مع رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي، بحضور وزير الخارجية برنار كوشنير إلى التأثير على الموقف الفرنسي ودفع باريس إلى العمل على سحب المقترح السويدي بحجة أنه يشكل عقبة أمام استئناف مفاوضات السلام.

وأعلنت ليفني في باحة قصر الإليزيه أن «عامل الوقت مهم للغاية ويعمل ضد مصلحة إسرائيل»، داعية إلى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين من حيث انتهت منذ سنة عندما كانت وزيرة للخارجية وهو، جزئيا، ما يدعو إليه الجانب الفلسطيني. وبحسب زعيمة حزب كديما المعارض، فإن كلامها «ليس من أجل إرضاء الأسرة الدولية والعالم العربي، بل لأن فيه مصلحة إسرائيلية ويجب أن يتم» مضيفة أنه «يجب القيام بمبادرة جدية لا تقتصر على إحياء عملية سلام في المنطقة، فحسب بل إلى قرار يؤدي إلى الحل والسلام مع الفلسطينيين».

اكتفت الخارجية الفرنسية أمس، بالإشارة إلى أن المشاورات في بروكسل حول المقترح السويدي مستمرة، وأن باريس طرحت ملاحظاتها، وهي تأمل بالتوصل إلى وثيقة تقرها دول الاتحاد الـ27. وذكرت وزارة الخارجية أن الأولوية الفرنسية تكمن في معاودة الحوار والتفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين وهو ما حث عليه الوزير كوشنير في زيارته الأخيرة إلى المنطقة.

غير أن مصادر دبلوماسية في باريس نقلت معلومات حول المناقشات الدائرة في بروكسل تبين وجود «تحفظات فرنسية إزاء الاقتراح السويدي حول نقطتين الأولى مبدئية وهي أن مصير القدس يجب أن تحدده المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وليس الاتحاد الأوروبي. والثانية تعترض على صياغة الفقرة الخاصة بالقدس. وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن باريس تفضل الحديث عن القدس عاصمة الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية وليس القدس الشرقية عاصمة فلسطين.

وتفيد المصادر نفسها وجود اعتراضات من دول أوروبا الوسطى والشرقية، المجر، وتشيكيا، ورومانيا وأخرى مثل هولندا وألمانيا. وأعربت المصادر عن تخوفها من أن تفضي الضغوط الإسرائيلية والتهويل بأن السير بالاقتراح السويدي سيؤثر على قدرة الاتحاد الأوروبي على لعب دور في موضوع الشرق الأوسط، إما إلى وأد المقترح برمته أو إلى إفراغه من مضمونه. وفي كل الأحوال لن تكون المرة الأولى التي يحصل فيها شيء مماثل إذ سبق أن نجحت الضغوط في طمر تقارير وتوصيات أعدها ممثلو الاتحاد الأوروبي في القدس الشرقية اعتبرت ممالئة للفلسطينيين مثل تقريري عامي 2005 و2008. وكانت ليفني التي تحظى بالتقدير في الرئاسة ووزارة الخارجية الفرنسيتين قد بعثت برسالة إلى وزير خارجية السويد كارل بيلدت تدعوه فيها إلى «الامتناع عن تبني أي موقف خاص بالقدس». وقالت إن كل محاولة لفرض حل مسبق حول القدس ستكون خطأ سيعطي نتائج عكسية.