سورية: مقتل 3 في انفجار باص ينقل حجاجا إيرانيين.. والسلطات تقول إن سبب الحادث انفجار إطار

الرواية السورية الرسمية صدرت بعد 3 ساعات.. ووزير الداخلية استبعد العمل الإرهابي

عناصر من الشرطة السورية تؤمن موقع الحادث (أ.ف.ب)
TT

وقع أمس تفجير في باص لحجاج إيرانيين في سورية، كان متوقفا في محطة وقود في منطقة قريبة من مقام السيدة زينب، وقتل في التفجير الذي تسبب في اندلاع حريق في مؤخرة الباص وأدى إلى تكسر نوافذ المحطة، ثلاثة أشخاص، بحسب الحصيلة الأخيرة التي أعلنت عنها السلطات السورية. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن التفجير وقع بسبب «موجة قوية من الضغط» في أحد إطارات الباص، ونقلت عن وزير الداخلية السوري، سعيد سمور، قوله إن الباص كان فارغا لحظة وقوع التفجير، وإنه كان يخضع لتصليحات، مؤكدا أنه ليست هناك أدلة على وقوع أي اعتداء إرهابي. وقال إن «التحريات الجارية لم تبين وجود أي عمل له طابع إرهابي»، مشيرا إلى «أن الحافلة كانت خالية من الركاب أثناء وقوع الحادث، وإن الانفجار حصل أثناء إصلاح عطل بإحدى العجلات نتيجة ضغط شديد وتكون موجة ضغط قوية مما أدى إلى وقوع الوفيات الثلاث». وأضاف أن «الأضرار المادية اقتصرت على الجانب المقابل من الإطار والحائط المقابل له». ولم تأت الرواية الرسمية السورية للحادث، إلا بعد نحو ثلاث ساعات من وقوع التفجير الذي حصل في حوالي الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي. وتفاوتت في البداية المعلومات حول عدد القتلى ووجود جرحى، وتحدثت وكالة «رويترز» عن وقوع 6 قتلى إضافة إلى عشرات الجرحى، إلا أن الجهات الرسمية السورية قالت إن عدد القتلى بلغ ثلاثة أشخاص من دون وقوع أي جرحى. وذكرت وكالة «رويترز» قبل صدور الرواية الرسمية السورية، إن «شهودا قالوا إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا في ما بدا أنه هجوم بقنبلة استهدف الحافلة». ونقلت عن شاهد بالموقع يدعى وسام حمد، وجود أشلاء متناثرة حول الحافلة.

وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) «إن انفجارا حصل في إطار بحافلة ركاب إيرانية أثناء قيام سائقها بإصلاح إحدى العجلات في ورشة لإصلاح العجلات بمنطقة السيدة زينب. وأدى الانفجار إلى وفاة ثلاثة أشخاص وهم سائق الحافلة وصاحب الورشة وعامل لديه». وقال مصدر إن السائق الذي قتل هو إيراني الجنسية، وإن صاحب محل الصيانة قتل هو وابنه البالغ من العمر 12 عاما. وكانت الحافلة تقل حجاجا إيرانيين إلى مقام السيدة زينب الذي يبعد حوالي كيلومترين عن مكان وقوع الحادث. وقالت وكالة الـ«أسوشييتد برس» إن شهودا قالوا إنهم شاهدوا النيران تندلع في الباص، إلا أنهم لم يكونوا واثقين من الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحريق. وذكرت أن الشرطة أقفلت المنطقة، ومنعت الصحافيين من الوصول إلى مكان وقوع التفجير. وأضافت نقلا عن أحد شهود العيان، محمد خليل (54 عاما)، الذي يعيش في مكان قريب من حيث وقع الحادث، إنه سمع صوت تفجير صغير وركض لكي يرى ما حدث. وقال إنه شاهد رجلا مرميا على بعد 15 مترا بعيدا عن موقع التفجير. كما نقلت عن شاهد آخر في وقت سابق وجود «أجزاء أطراف» مبعثرة بالقرب من الباص. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن محمد عيسى، مدير مستشفى الإمام الخميني، قال إن الانفجار «أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص نقلت أشلاؤهم فورا إلى المشفى حيث عاينهم الطبيب الشرعي».

وأضاف أنه «تم التعرف على واحد الضحايا وهو طفل يبلغ من العمر 12 سنة ويعمل في محطة الوقود الواقعة قرب الانفجار». وكان التلفزيون الإيراني الناطق باللغة الإنجليزية «برس تي في» قد تحدث في البداية عن وقوع 13 قتيلا بين الحجاج الإيرانيين، إلا أنه عاد وقلل العدد مع ظهور الرواية السورية الرسمية. ونقلت وكالة «أنباء فارس»، تصريحات وزير الداخلية السوري واستبعاده لوقوع عمل إرهابي. وقالت إن أشلاء الضحايا نقلت إلى مستشفى دوما الحكومي شرق دمشق، كما نقلت عن مصادر «إن الانفجار سبب أضرارا في الجزء الخلفي من الحافلة، لكنه لم يؤد إلى احتراقها».

وكان قتل 17 شخصا العام الماضي في تفجير وقع على طريق مؤدية إلى مقام السيدة زينب. وقد اتهم حينها المتطرفون السنة بتنفيذ الاعتداء. وقد جاء تفجير الأمس في وقت كان سعيد جليلي، كبير المفاوضين الإيرانيين، يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق التي تبعد 15 كم عن المنطقة التي وقع فيها التفجير. كما شهد عام 2008 حادث اغتيال محمد سليمان مسؤول الأمن في مركز الدراسات والبحوث العلمية في سورية بالإضافة إلى حادث اغتيال مسؤول العمليات في حزب الله عماد مغنية في الأول من فبراير (شباط) 2008. وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن وفدا كبيرا من السفارة الإيرانية وصل إلى موقع الانفجار لمتابعة الوضع عن قرب.

ونقلت الوكالة نفسها عن ممرضة تعمل في مستشفى الإمام الخميني، الذي وقع الانفجار أمامه ونقل الجرحى إليه، أن جزءا من دار مبنى المستشفى «تضعضع وتصدع فيه الزجاج وانهار بعضه». وأضافت نقلا عن شاهد عيان، أنه سمع دوي انفجار واستفاق عليه في الصباح، وهو الأمر الذي أيقظه مذعورا. وأضاف أن الناس كلهم هرعوا إلى موقع الانفجار. وقالت الوكالة إن شهود عيان أفادوا في وقت سابق بأن انفجارا وقع في مؤخرة الحالفة عندما كانت متوقفة في محطة الوقود.