منطقة مقام السيدة زينب مكتظة وملوثة.. وفيها حوزات دينية تجذب زوارا إيرانيين وعراقيين

نصف مليون إيراني في سورية سنويا يدخلون على صندوق الدولة 100 مليون دولار أميركي

TT

يزور نحو نصف مليون إيراني سورية سنويا، معظمهم حجاج شيعة يؤمون مقام السيدة زينب الذي يعتبر أحد أبرز المقاصد الدينية التي يتوجه إليها الشيعة القادمون من إيران والعراق وأفغانستان والبحرين. وأخذت منطقة «الست»، في جنوب دمشق، اسمها من مقام السيدة زينب. وتحولت المنطقة في العقود الأخيرة إلى مركز تجمع الشيعة من اللاجئين العراقيين والزوار الإيرانيين، حيث تنتشر فيها عشرات الحوزات العلمية الدينية، والحسينيات والمراكز الثقافية والتعليمية الدينية الإيرانية والعراقية، بالإضافة إلى مشافي ومستوصفات تابعة لجمعيات خيرية، إذ تم بناء مشفى بالقرب من المقام (مشفى الإمام الخميني).

ومن الصعب التمييز بين الزوار الإيرانيين أو العراقيين وبالأخص النساء، ما لم يسمع بأي لغة يتحدثن. وقد يتطلب الأمر دقة ملاحظة للتفريق بين المرأة الإيرانية ونظيرتها العراقية في شوارع هذه المنطقة. فالعراقيات يتحركن كسكان المنطقة ويمكن مشاهدتهن يتنقلن وحيدات، فيما تلحظ الإيرانيات وهن يتحركن ضمن مجموعات ويرافقهن رجال إما أزواج أو أبناء. ومرد حركتهن ضمن مجموعة يعود إلى أنهن زائرات. ويتواجد في المنطقة ما لا يقل عن 200 ألف نسمة، في حين أن عدد قاطنيها المسجلين لا يتجاوز اثني عشر ألف نسمة. ومع أن البلدية ترحل يوميا ما يقارب 80 طنا من القمامة، لا يبدو أي من شوارع وزواريب المنطقة نظيفا. وحده المقام يبدو واحة هانئة وادعة نظيفة في هذا الخضم من الاكتظاظ الممزوج بالغبار والدخان، فطقوس زيارة العتبات المقدسة تخيم على الأجواء في البناء مشغول بفنية وبذخ مذهل. ورغم صعوبة تصنيف الزوار الإيرانيين ضمن فئة السياح، إلا أن سورية تحقق من استقبالهم عائدات تصل إلى أكثر من 100 مليون دولار أميركي في العام الواحد، بحسب المعلومات المتداولة، إذ ترتفع أجور الفنادق والشقق في منطقة السيدة زينب وفي محيط المقام أثناء موسم الحج لتصل إلى خمسة آلاف ليرة لليلة الواحدة (100 دولار)، في منطقة لا تزال تعد من حيث الخدمات منطقة شعبية تعاني من التلوث الشديد. وبالإضافة إلى مقام السيدة زينب، هناك العشرات من المزارات والأضرحة التي يقصدها الحجاج الإيرانيون في دمشق والتي جرى الاهتمام بها في السنوات الأخيرة، مثل مقام (السيدة رقية بنت الحسين) المجاور للجامع الأموي وسط دمشق القديمة، ومقام (رأس الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب) في الجامع الأموي. ‏ كما توجد مقامات أخرى في مقبرة الباب الصغير بمنطقة الميدان، تضم عددا كبيرا من المزارات من بينها مقامات لكل من السيدة زينب الصغرى (أم كلثوم) بنت علي بن أبي طالب، والسيدة سكينة بنت الحسين، والسيدة مأمونة بنت الحسن، وأم المؤمنين السيدة حفصة، والسيدة أسماء زوجة جعفر الطيار رضي الله عنهما. ‏كما يوجد في دمشق مقام عبد الله بن زين العابدين علي بن الحسين، وعبد الله بن جعفر الصادق، وضريح الصحابي بلال بن رباح، وضريح رؤوس الشهداء الستة عشر الذين استشهدوا في معركة كربلاء مع الحسين؛ إلى جانب عشرات المقامات والمزارات الأخرى.