السعودية تقبض على 821 متسللا خلال 14 يوما.. والهدوء سيد الموقف على الحدود

بدء التخطيط للوحدات السكنية التي أمر خادم الحرمين بإقامتها في «مواقع آمنة»

أحد المسنين النازحين مع طفلته في مركز الإيواء بالأحد المسارحة في جازان أمس (واس)
TT

ذكرت مصادر أمنية وعسكرية لـ«الشرق الأوسط» أنه تم إلقاء القبض على 821 متسللا من جنسيات أفريقية ويمنية، خلال الـ14 يوما الماضية، وذلك عبر البلاغات من جانب، والكاميرات الليلية والنهارية من جانب آخر، فيما يقترب المعدل اليومي التقريبي للمتسللين الذين يلقى القبض عليهم من 59 حالة.

وشهدت الحدود السعودية ـ اليمنية، حالة من الهدوء النسبي الحذر، وسط استمرار تأهب الجيش السعودي لصد أي هجوم محتمل من قبل الحوثيين.

وقالت مصادر عسكرية في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن حالة من الهدوء النسبي تسود الحدود مع اليمن، مؤكدة استمرار عمليات المسح الرامية إلى قطع الإمدادات على المتسللين الحوثيين من جميع الاتجاهات، وهو ما أضعف قدرتهم على تنفيذ أي هجوم جديد.

وبينت المصادر، أن القوات السعودية لا تزال تترصد لأي محاولة اختراق لحدودها يقوم بها متسللون، وذلك باستخدام جنودها المرابطين على الحدود، أو عبر الكاميرات الحرارية الليلية والنهارية، فيما أكدت أن الأوضاع على الحدود «آمنة ومستقرة جدا».

في غضون ذلك، تشرع الجهات المختصة في السعودية، بالعمل في بناء الوحدات السكنية الـ10 آلاف التي أمر ببنائها خادم الحرمين الشريفين خلال زيارته التي تفقد خلالها استعدادات جيش بلاده بعد شهر من بدء العمليات العسكرية ضد الحوثيين الذين عمدوا للتسلل إلى الأراضي السعودية.

وأشار مصدر محلي، إلى أن مشروع بناء الوحدات السكنية، يشمل تنفيذ 150 وحدة سكنية بالقرب من محافظة أحد المسارحة، وفي 8 مواقع أخرى، تم الانتهاء من تسليمها للهيئة العامة للإسكان في مختلف محافظات المنطقة ومراكزها.

وسادت أجواء التفاؤل في أوساط النازحين بعد صدور أمر الملك ببناء 10 آلاف وحدة سكنية، وعبرت أكثر من أسرة التقت بها «الشرق الأوسط» عن بالغ سرورها بهذه المكرمة.

ومن جانب آخر، تمكنت الجهات الأمنية ممثلة في الدوريات المشتركة والمجاهدين في محافظة العارضة من القبض على 821 متسللا خلال الأسبوعين الماضيين في مختلف مراكز وقرى المحافظة. وأوضح سالم عبد الله قزيز مشرف الدوريات المشتركة ورئيس مركز القصبة بأن الدوريات تمكنت من القبض على المتسللين من جنسيات مختلفة منها الأفريقية واليمنية.

وأدت عمليات التسلل التي قام بها المتسللون الحوثيون إلى بعض القرى السعودية، إلى إجلاء سكان هذه القرى من منازلهم.

وكان لسكان أكثر من 240 قرية سعودية على الشريط الحدودي بين السعودية واليمن، في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، موعد مع النزوح إلى عمق منطقة جازان التي تتبعها قراهم إداريا، حيث بدأت العلميات العسكرية التي تشنها القوات المسلحة السعودية على متسللين دخلوا أراضي المملكة من جبل دخان.

وبعد أربعة أيام من انطلاق العمليات تحولت محافظة الحرث السعودية بأكملها إلى مدينة أشباح بعد أن غادرها آخر القاطنين في القرى الغربية منها، وكانت آخر أفواج النازحين من قرى الداسة وأم العكاش وشهرين، تشد رحالها متجهة إلى بقية محافظات جازان وإلى مخيم الإيواء في المسارحة الذي يتسع لألفي خيمة نصبها الدفاع المدني السعودي لاستقبال النازحين.

وجاءت مبادرة الملك عبد الله أول من أمس، بإنشاء وحدات سكنية للنازحين الساكنين في مخيمات الإيواء، لتعيد الحياة إلى بيوتهم المهجورة، والتي يبدو أنها لن تكون على ذات الأرض التي تقع عليها منازلهم الحالية، بل ستكون في مناطق آمنة بحسب تأكيدات المسؤولين، وهو ما يعني بعدا نسبيا عن المنطقة الحدودية.

ويأتي هذا، في وقت أُعلن فيه أمس، عن تبرع الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية بتشييد 200 وحدة سكنية للأسر التي تم إخلاؤها من مساكنها بمنطقة جازان، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه بالأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان لمتابعة أحوال الأسر التي تم إخلاؤها من مساكنها ومعرفة ما يحتاجون إليه من أوجه الدعم والمساعدة في ظل هذه الظروف.

وكشف الدكتور عبد الله القاضي المشرف العام على مشاريع الأمير محمد بن فهد للمساكن الميسرة، أن تبرع أمير الشرقية جاء بعد التنسيق مع إمارة منطقة جازان لتوفير قطع أراض بمساحات مناسبة تتوفر فيها جميع الخدمات الضرورية للمواطنين، مبينا أن الوحدات السكنية تحتوي على مرافق دراسية للبنين وأخرى للبنات بالتنسيق مع الأجهزة المعنية إضافة إلى مقر للمركز الصحي ومسجد للسكان.