شيري بلير: أطلقت برنامجا لتعليم النساء في فلسطين وإسرائيل

قالت في حوار مع «الشرق الأوسط» إنها مهتمة بدعم النساء في الشرق الأوسط والهند وأوروبا الشرقية

TT

ضاعت أحلام زوجها في أن يصبح أول رئيس للاتحاد الأوروبي بأكثر الطرق إهانة، وكانت الصحف البريطانية تنشر يوميا تقارير حول التحقيقات المستمرة في العراق، وتنعت زوجها بألقاب غير محببة. وبالتالي فخلال طريقي لرؤية شيري بلير، كنت أتساءل ما إذا كنت سألتقي بزوجة سياسي غاضبة، لكن المفاجأة أن شيري كانت تبدو أفضل مما كانت، وكانت طاقتها موجهة بالكامل إلى مشروعاتها ومؤسستها وأولادها. بالطبع أجرينا بعض الثرثرة النسائية حول تقدم السن، والمحافظة على المظهر، وتمكين المرأة، وما إلى ذلك. سألتها عما تفعله الآن، فأخبرتني عن أحدث اهتماماتها: تعليم المرأة في عدة أماكن في العالم ومساعدتها على التفكير والحلم بطريقة مختلفة وإنشاء مشروعات صغيرة.

* هل بدأت بالفعل برنامج توعية النساء وتدريبهن على إنشاء مشروعات صغيرة؟

ـ أنا بالفعل أقوم بذلك في الشرق الأوسط. (بالطبع حاولت أن لا أذكر التقارير الصحافية التي أساءت إلى زوجها باعتباره مبعوثا للشرق الأوسط، وفي ما يتعلق بقضاء وقت قليل للغاية هناك). لقد أقمت ذلك البرنامج بالفعل في مكانين: في إسرائيل وفلسطين. في إسرائيل، في الجليل، حيث لدينا 11 امرأة من عرب إسرائيل، كما لدينا 11 امرأة عربية يهودية في ذلك البرنامج تتراوح أعمارهن بين 18 و35 عاما. ونساعدهن من خلال تعليم اللغة الإنجليزية، ومنحهن التدريب الذي يحتجن إليه، بالإضافة إلى تعزيز الدافع لديهن لإنشاء مشروع صغيرة. وهناك خطأ شائع حول النساء الإسرائيليات، فإذا نظرت إلى الأرقام ستجدين أن نحو 30% فقط من الوظائف في إسرائيل تشغلها النساء.

* حقا؟

ـ نعم. أعلم أن الأمر يمثل مفاجأة، وبالطبع هناك عرب إسرائيل، حيث تعد الأرقام مصدرا حقيقيا للقلق، فمعظم النساء العربيات اللاتي يعشن داخل إسرائيل لا يعملن. ولكن بالطبع يجب أن نضع في اعتبارنا أن تلك الأرقام تشتمل على أسر شديدة التدين، وبالتالي يقتصر دور النساء بها على كونهن أمهات تقليديات.

* وفي فلسطين، أعتقد أنك تقدمين نفس البرنامج في رام الله.

ـ أجل. لقد ذهبنا إلى هناك في أكتوبر (تشرين الأول)، ثم ذهبنا مرة أخرى في نوفمبر (تشرين الثاني)، كما أنني سوف أبدأ العمل في نابلس كذلك، وسوف أقدم البرنامج في لبنان كذلك.

* كيف تختارين البلدان التي تقدمين فيها البرنامج؟

ـ بالطبع للشرق الأوسط أهمية خاصة، وأنا أعرف ذلك من خلال زوجي. لقد تطرق الحديث إلى زوجي! ولكنني لم أقصد...

* بغض النظر عن كون توني بلير زوجك، فإن النساء والاقتصاد في الشرق الأوسط بحاجة إلى المساعدة.

ـ (بحماس) أجل، أجل. لقد ذهبت شخصيا إلى هناك لإنشاء البرنامج. والآن أصبحت متحمسة لذلك البرنامج بشكل شخصي.

* ما هي أهدافك القادمة؟

ـ محطتي القادمة ستكون في الهند، ولكن أريد أن أذهب كذلك إلى دول البلقان ومنها إلى أوروبا الشرقية. ولكن خطوتي التالية ستكون الهند، حيث إني سأسافر إليها في ديسمبر (كانون الأول) لحضور مؤتمر في مومباي.

* لماذا الهند؟

ـ لقد ذهبت إلى الهند عدة مرات. وأنا أحب هذا البلد وأعشق ثقافته. كما أن هناك جالية هندية كبيرة في إنجلترا تعرفت عليها بحكم عملي، وكذلك خلال الفترة التي كان فيها توني رئيسا للوزراء. وأنا أدرك أن النساء الهنديات بحاجة إلى الحصول على قدر أكبر من التعليم والمشاركة في عالم المال والأعمال. ونحن نستهدف مساعدة النساء الهنديات على بدء المشروعات الصغيرة التي تكون في بعض الأحيان متناهية الصغر، حيث لا يعمل بتلك المشروعات أحيانا سوى 15 شخصا فقط، أو قد تكون مشروعا عائليا. ولكن النساء في الهند يواجهن عقبات إضافية، وبالتالي فإننا نحاول أن نساعدهن وندفعهن للمشاركة في المشروعات العائلية أو أكثر من ذلك.

يشار إلى أن من أكبر اهتمامات شيري بلير العمل الخيري. وكانت مسؤولة عن موقع «CLICK Sergant» منذ أن كانت زوجة لرئيس الوزراء البريطاني السابق، حيث إنها تعرف بعض الأطفال الذين يعانون من مرض السرطان بشكل شخصي، وتتحدث بعاطفية بالغة عن إحدى الفتيات التي ارتبطت بها، وحكت لي بفخر عن الطريقة التي تعبر بها الفتاة عن المرض، وكيف أن المدونة التي كتبتها حول مواجهة مرض السرطان كانت فعالة للغاية سواء بالنسبة لها أو لغيرها من المصابين بالمرض. وتتحدث حول تأثير مرض السرطان وتشرح الأعراض الجانبية له، كما تشرح الأعراض الجانبية للأدوية القوية التي يتناولها الأطفال المرضى. وتقول: «على سبيل المثال، قد تعاني الفتيات من مشكلات تتعلق بالخصوبة».

وبعد أن تطرقنا إلى هذه القضية الجادة أصبح الوقت ملائما لبعض الدردشة. فما هي الصداقات التي كونتها خلال الفترة التي كانت عائلتها تعيش فيها في 10 داونينغ ستريت؟ بالطبع، ذكرنا أصدقاءنا المشتركين بيل وهيلاري كلينتون، ثم انتقلنا للحديث عن سيسليا ساركوزي التي حصلت على الطلاق من الرئيس الفرنسي وتزوجت ريتشارد أتيس. وبالطبع تحدثنا عن سيلفيو برلسكوني، حيث قضت شيري وتوني بلير بعض الإجازات في منزله بسردينيا. ثم أخبرتني شيري على نحو مفاجئ بعلاقتها بـ«السيدة بوتين»، وقالت: «لقد أقمنا علاقة صداقة عندما كنا نعمل معا على إنشاء مكتبتها. ولكن إذا زرت رئيس جورجيا في أعقاب الغزو الروسي فسيكون أمرا شيقا أن تعرفي أن السيدة بوتين من جورجيا».