واشنطن تشدد على الارتباط الوثيق بين طالبان و«القاعدة» في حرب أفغانستان

كلينتون وغيتس ينددان بدور طالبان في باكستان ويؤكدان على حماية الأسلحة النووية

TT

شدد مسؤولون أميركيون أمس على الارتباط الوثيق بين طالبان وتنظيم القاعدة، لتبرير أهمية مواصلة الجهود العسكرية في أفغانستان والتركيز على استقرار باكستان. وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أمس إن «سيطرة طالبان على مناطق في أفغانستان وباكستان تعطي مجالا لـ(القاعدة) لتقوية نفسها»، محذرا من أن ذلك قد يؤدي إلى زعزعة استقرار أفغانستان، وقد يؤدي إلى «إحداث نزاع بين الهند وباكستان أو الحصول على أسلحة باكستان النووية».

واتفقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع هذا التقييم في شهادتها أمام اللجنة نفسها، مشددة على الربط بين طالبان و«القاعدة». وقالت إن طالبان في أفغانستان وباكستان وجماعات مسلحة في البلدين ودول أخرى تعمل بشكل وثيق مع «القاعدة»، مشبهتها بـ«مافيا تجلس على رأسها (القاعدة)». وقالت كلينتون «التخطيط للعمليات ضدنا يبقى عند القاعدة، ولكن التطبيق يعود لطالبان»، مشددة على أهمية باكستان ودور طالبان في زعزعة استقرارها، قائلة «باكستان دولة نووية، مما يزيد من المخاطر.. و(القاعدة) تبحث عن مواد نووية والوصول إلى أسلحة نووية». واعتبر غيتس أن «الوضع على الحدود الباكستانية أخطر اليوم من قبل عامين أو عام ونصف العام، و(القاعدة) تساعد مع طالبان باكستان لاستهداف الحكومة الباكستانية.. ويحاولون إثارة مشاكل بين الهند وباكستان على أمل إشغال باكستان بها».

واعتبرت كلينتون «الوحدة التي يبديها الشعب الباكستاني في تأييد هذا الجهد مهمة للغاية. ولكنها كما قلنا ليست كافية»، مضيفة أن «على الباكستانيين القيام بمزيد من الجهد في التصدي لكل جماعات التمرد الإرهابية التي تهددهم والتي تهددنا في أفغانستان وتهدد الشعب الأفغاني كما تهدد جيرانا آخرين في المنطقة».

وتبين خلال ساعات من استجواب غيتس وكلينتون ورئيس الأركان المشتركة الأميركية الأدميرال مولن خلال اليومين الماضيين وخلال لقاءات تلفزيونية للدفاع عن خطة أوباما أن المهمة الرئيسية للأميركيين في أفغانستان هي مكافحة «القاعدة» وطالبان، وليس العمل على بناء دولة أفغانستان الحديثة. وشرح غيتس للجنة القوات المسلحة لدى مجلس النواب «لقد ضيقنا المهمة للتركيز على الخطر على الولايات المتحدة»، نافيا أن تكون واشنطن تعمل على «بناء دولة في كابل، فلا نحتاج بناء دولة القرن الـ21 لإنهاء مهمتنا». وركز مولن على أن التطورات في أفغانستان وباكستان أساسية في مواجهة «القاعدة» حول العالم، قائلا: «صوماليا واليمن تقلقانا من حيث نمو (القاعدة)، ولكن قلبنا وقيادتنا في الحدود الأفغانية ـ الباكستانية».

وأكد غيتس أنه وقع أوامر بإرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان وهو على متن الطائرة الرئاسية العائدة إلى واشنطن بعيد إعلان الرئيس باراك أوباما استراتيجيته الجديدة في أفغانستان. ووقع غيتس أوامر نشر التعزيزات في الطائرة التي كانت تعيد الرئيس وفريقه من أكاديمية «ويست بوينت» العسكرية، حيث ألقى كلمة إلى الشعب الأميركي مساء الثلاثاء أوضح فيها استراتيجيته للحرب في أفغانستان. وقال غيتس في مقابلة أجرتها معه شبكة «بي بي إس» التلفزيونية «وقعت أوامر نشر (لقوات) الليلة الماضية على متن طائرة إير فورس العائدة من ويست بوينت». وشرح غيتس أن أولى القوات ستبدأ بالوصول إلى أفغانستان خلال أسابيع، على أن يتم نشر كل القوات الإضافية بحلول صيف 2010، وهي أسرع وتيرة ممكنة للقوات.

وردا على سؤال حول الدور الإيراني في أفغانستان خلال شهادته أمام الكونغرس، قال غيتس «لدينا أدلة بتورط إيران في غرب أفغانستان، ولكن بناء على المعلومات المتاحة لنا من القادة على الأرض، هذه مساهمة صغيرة وغير مهمة لجهود طالبان». وأضاف أن إيران تحاول السير على خطين في أفغانستان، موضحا «يريدون علاقة صداقة مع الحكومة الأفغانية لكن من الواضح أنهم يريدون أن يضرونا هناك».

وواجه المسؤولون أسئلة وانتقادات للسياسة الأميركية من عدد من نواب من الحزبين. من جهته، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جون كيري «القرار قام به الرئيس، ولكن كلنا نتحمل مسؤوليته»، مضيفا «الرئيس كان على صواب في تحديد المهمة» لمواجهة الإرهاب بدلا من العمل على «مكافحة التمرد». ولكنه أوضح أنه يجب «وضع شروط لإرسال المزيد من القوات»، وهي وجود قوات أفغانية كافية لتولي المسؤولية ودعم الجهود الأميركية، بالإضافة إلى التعاون مع «قادة أفغان محليين يمكننا اعتبارهم شركاء»، ودعم جانب مدني قادر على إعطاء الدعم لتحسين حياة الأفغان. واعتبر النائب دانا رورباكر أنها «الاستراتيجية نفسها التي لم تنجح بعد»، مضيفا «إرسال المزيد من قواتنا للمحاربة بدلا من أن يقوم القرويون بالمحاربة». وأضاف «لا أسمع شيئا جديدا، الجنود الأميركيين هم الذين يقومون بالقتال»، معتبرا أن «هزيمة طالبان في السابق كانت على يد تحالف الشمال وليس من قبل قوات أميركية». واعتبر عضو مجلس النواب الديمقراطي دونالد باين «لا أعتقد أن بمقدورنا فوز حرب في أفغانستان.. علينا نقل السلطات إلى الأفغان».