ماكريستال يهدئ مخاوف الأفغان: أميركا لا تخطط بعد للانسحاب.. والتزامنا طويل الأمد

الناتو: 7 آلاف جندي سينضمون إلى «إيساف»

TT

طمأن قائد القوات الأميركية في أفغانستان كبار المسؤولين أمس إلى أن واشنطن لا تعتزم الانسحاب في وقت مبكر في إطار محاولة للترويج لاستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما الجديدة في ثلاث قارات. واجتمع القائد الأميركي ستانلي ماكريستال مع 12 وزيرا ونائب وزير أفغانيا، قبل أن يظهر أمام البرلمان. وأبلغ المشرعين بأن تركيز استراتيجية أوباما الجديدة ينصب على «توفير فرصة للشعب الأفغاني لبناء قدرات كافية لتوفير الأمن بنفسه». وكان أوباما قد أعلن الثلاثاء الماضي أنه سيرسل قوات إضافية قوامها 30 ألف جندي أميركي لأفغانستان، لكنه قال كذلك إنهم سيبدأون في العودة لديارهم بحلول منتصف عام 2011. وأثارت الاستراتيجية الجديدة مخاوف في الداخل وفي أفغانستان بين من يعارضون إرسال المزيد من القوات ومن يعارضون تحديد موعد لانسحاب القوات. ومنذ أن أدلى أوباما بحديثه يعمل فريقه للأمن القومي على الدفاع عن الاستراتيجية الجديدة أمام الكونغرس الأميركي المتشكك، ويعمل قائده في كابل على شرحها للأفغان القلقين. وشدد الدبلوماسيون على طلب المساعدة من حلف شمال الأطلسي. وقال ماكريستال إنه في غضون 18 شهرا لن تكون هناك حاجة للقوات الإضافية. وأضاف «أعتقد أنه بحلول صيف عام 2011 سيكون من الواضح أن حكومة أفغانستان تحقق النصر». وقال المشرعون إن حديث أوباما أثار مخاوف من التخلي عن أفغانستان، لكنهم شعروا بالاطمئنان بعد سماع ماكريستال يقول إن التزام الولايات المتحدة طويل الأمد.

وقال داود سلطانزوي عضو البرلمان «حديث أوباما أشار إلى بدء سحب القوات في يوليو 2011، وبالنسبة لبعض الدوائر في أفغانستان وبعض مناطق العالم تم تفسير ذلك بالطبع على أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي سيبدآن ترك أفغانستان». وأضاف الجنرال شارحا أنه «فور زيادة عدد الجيش الأفغاني ستسحب القوات الإضافية وبالتدريج، وسيبدأ السحب التدريجي لهذه القوات». ومن المقرر أن يغادر ماكريستال والسفير الأميركي كارل إيكينبري في وقت لاحق إلى بروكسل مقر حلف شمال الأطلسي، حيث يتعرض الحلفاء لضغوط لإرسال المزيد من القوات بعد تعهد أوباما. ويعني التزام أوباما أن القوات الأميركية في أفغانستان سيبلغ قوامها مائة ألف جندي، ثلثاهم وصل منذ تولي أوباما السلطة، إلى جانب 40 ألف جندي من قوات الحلفاء. وأعلن أندرس راسموسن، الأمين العام للحلف، أن المشاركة غير الأميركية في المهمة التي يقودها الحلف في أفغانستان ستصل إلى خمسة آلاف جندي إضافي على الأقل، وربما بضعة آلاف أخرى، وهو ما يقل عن زيادة حجمها عشرة آلاف جندي ومدرب كان مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون يسعون للحصول عليها.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الناتو جيمس أباثوراي، إن مهمة «إيساف» في أفغانستان تحتاج إلى المزيد من القوات العسكرية، لكي تعمل على فرض الأمن والاستقرار. وقال إن الناتو سيرسل أكثر من 7 آلاف جندي إضافي سينضمون إلى «إيساف». وأوضح «لكن في الوقت نفسه نحتاج إلى مساعدة الحكومة الأفغانية، وتحقيق ما تعهد به الرئيس كرزاي من محاربة الفساد والرشوة، وعلى باقي المجموعة الدولية تقديم الدعم اللازم لمساعدة الأفغان، لأن الحل العسكري وحده غير قادر على تحقيق المطلوب».

وعن توقعاته بشأن الاجتماع المرتقب لوزراء خارجية الناتو أمس حول أفغانستان، قال أباثوراي «لقد رأيتم جميعا الدعم الكامل الذي أظهرته الدول الأعضاء لما جاء في خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، بشأن الاستراتيجية الجديدة في أفغانستان، وأتوقع أن تتمخض الاجتماعات عن الإعلان عن زيادة مساهمات الدول الأعضاء، بما بين خمسة إلى سبعة آلاف جندي قابلين للزيادة، وذلك لإرسالهم إلى أفغانستان، ومن بين الدول التي سترسل تعزيزات دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي مثل بريطانيا (500 جندي) وسلوفاكيا ومقدونيا، وأخرى من خارجه مثل كوريا الجنوبية وجورجيا اللتين يتعين عليهما إرسال 1500 جندي، وتزامن ذلك مع إعلان وزير الدفاع الإيطالي انياتسيو لاروسا أن بلاده سترسل ألف جندي إضافي إلى أفغانستان تلبية لطلب واشنطن». وحول تقاعس بعض الدول عن إرسال المزيد من القوات، قال أباثوراي «يجب أن أذكر هنا أن كل الدول الأعضاء في الحلف تسهم في مهمة (إيساف)، والدول التي رفضت في البداية، الآن تضاعف مساهماتها في المهمة الأطلسية بأفغانستان، وهذا دليل على أن الدول الأعضاء جميعها تؤيد الخطط والاستراتيجية القادمة اتجاه أفغانستان، وأود أن أشير هنا إلى أن الأمين العام للحلف قام خلال الفترة الأخيرة بزيارات مكوكية، إلى عدد من الدول الأعضاء والدول الشريكة، لإقناعهم بزيادة مساهماتهم، وسترون خلال الأسابيع القادمة أن كل الحلفاء يشاركون في مهمة الأطلسي، سواء من خلال المشاركة في العمليات العسكرية، أو مهمة تأهيل القوات الأفغانية، أو مهمة إعادة الإعمار والبناء والتنمية».

وبدأ وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي اجتماعا أمس في بروكسل ستمارس فيه واشنطن ضغوطا على حلفائها لزيادة حجم القوات والأموال التي يساهمون بها لمواكبة الزيادة في عدد القوات الأميركية في أفغانستان والتي أعلن عنها الرئيس الأميركي أوباما يوم الثلاثاء. ومن جهته أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أول من أمس أنه وقع أوامر بإرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان وهو على متن الطائرة الرئاسية العائدة إلى واشنطن، بعيد إعلان الرئيس باراك أوباما استراتيجيته الجديدة في أفغانستان. ووقع غيتس أوامر نشر التعزيزات في الطائرة التي كانت تعيد الرئيس من معهد ويست بوينت العسكري، حيث ألقى كلمة إلى الأمة الثلاثاء أوضح فيها استراتيجيته للحرب في أفغانستان. وقال غيتس في مقابلة أجرتها معه شبكة «بي بي إس» التلفزيونية «وقعت أوامر نشر (القوات) الليلة الماضية على متن طائرة إير فورس العائدة من ويست بوينت». وقال إن طلائع القوات ستباشر الانتشار على الأرجح «في غضون أسبوعين» وأن «الغالبية الكبرى» من القوات الأميركية ستكون منتشرة بحلول نهاية يوليو (تموز)، على أن يستكمل إرسال التعزيزات بحلول نهاية أغسطس (آب) أو بداية سبتمبر (أيلول). وقال غيتس في مقابلة تلفزيونية «فقدنا 44 بطلا في أكتوبر (تشرين الأول) و15 في نوفمبر (تشرين الثاني). ومع حلول فصل الشتاء قد تتراجع الخسائر، لكننا سنتكبد بالتأكيد المزيد من الإصابات». وأدلى غيتس بهذه التصريحات بعد جلسة استماع في مجلس النواب دافع فيها عن قرار أوباما إرسال تعزيزات عسكرية، مع تحديد منتصف يوليو 2011 تاريخا لبدء سحب القوات. وقال خلال الحوار التلفزيوني إنه من الواقعي التخطيط لتسليم المهام الأمنية للقوات الأفغانية في بعض مناطق أفغانستان بحلول منتصف 2011، لكنه أقر بأن الأمر قد يستغرق المزيد من الوقت في الولايات الجنوبية التي تسودها اضطرابات وتؤوي معاقل حركة طالبان.