رئيس الوزراء الباكستاني يشكك في صحة المعلومات عن وجود بن لادن في بلاده

قال إن إسلام آباد تنتظر توضيحات بشأن الاستراتيجية الأميركية الجديدة

TT

قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني في لندن أمس إنه لا يعتقد أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن مختبئ في بلاده، مشككا في صحة المعلومات التي تتحدث عن وجوده في الأراضي الباكستانية.

وقال جيلاني في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون إنه لم يشعر أن بلاده هي المسؤولة عن الفشل في القبض على بن لادن منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) مبينا أن القوات الأمنية الباكستانية كانت ناجحة في التعامل مع الإرهابيين داخل حدودها.

واضاف جيلاني أن بلاده تنتظر «توضيحات» حول استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما الجديدة في أفغانستان. وقال جيلاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في «داونينغ ستريت»: «إننا ندرسها (الاستراتيجية) بدقة، وننظر في طريقة تنفيذها، ونحن بحاجة إلى توضيحات بهذا الشأن».

وأعلن أوباما الثلاثاء نشر 30 ألف جندي إضافي بشكل سريع في أفغانستان، ما سيرفع عديد القوات الأميركية إلى نحو مائة ألف جندي. وأضاف جيلاني أن الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال قائد القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان سيزور قريبا باكستان للبحث في «مزيد من التعاون العسكري». ورحبت الخارجية الباكستانية أول من أمس بـ«تشديد أوباما على الشراكة بين بلدينا» لكن من دون الإشارة إلى زيادة عديد القوات الأميركية في أفغانستان التي قد تأتي بنتائج عكسية على باكستان. وتخشى باكستان من أن يؤدي إرسال تعزيزات عسكرية إلى أفغانستان إلى حمل أعداد متزايدة من عناصر طالبان على عبور الحدود إلى باكستان ما سيزيد من الاضطرابات التي تشهدها المنطقة. وأكد جيلاني أن إسلام آباد لا تظن أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن موجود على أراضيها. وقال: «لا أعتقد أن أسامة بن لادن في باكستان». من جهته، أعلن براون عن مبلغ قيمته 50 مليون جنيه (15.55 مليون يورو) لمساعدة باكستان على إرساء الاستقرار على الأجل البعيد في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان ورحب بدور جيلاني «المهم جدا» في الأشهر الماضية في محاربة التطرف. وقال براون إن «التعبئة في باكستان لمواجهة خطر المتطرفين أثارت دهشة العالم أجمع. نريد أن نستمر في العمل معكم ونكثف جهودنا».

وأضاف براون أن جيلاني شدد على «الأهمية الكبرى التي توليها باكستان لتسوية مشكلاتها. ويمكنني أن أؤكد دعم بريطانيا التام لجهود باكستان». وتابع: «سنعزز جهودنا لمحاربة الإرهاب وتطوير الوسائل لوقف تمويل الإرهاب ودعم السلطات الباكستانية. إنها معركتكم ومعركة بريطانيا في آن».

في بيشاور (باكستان) أعلن الجيش الباكستاني أمس أن القوات الباكستانية قتلت 12 متمردا في عمليات في شمال غربي وادي سوات. ووقعت أول مواجهة مساء أول من أمس في بلدة سيغرام على بعد نحو 25 كلم شمال غربي مينغورا كبرى مدن وادي سوات حيث اقتحمت قوات الأمن مخبأ لطالبان بحثا عن قائد محلي. وقال المركز الإعلامي العسكري في سوات في بيان إن «تبادلا لإطلاق النار وقع وأدى إلى مقتل 10 متمردين وإصابة جندي» مضيفا أن القائد المتمرد كان بين القتلى. وأضاف المصدر نفسه أن متمردين آخرين قتلا في تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن في بلدة ماتا صباح أمس. وفي يوليو (تموز) 2007 خرج وادي سوات عن سيطرة الحكومة بعد أن أطلق مولانا فضل الله قائد حركة طالبان في سوات حملة أحرق فيها مدارس وقطع رؤوس معارضيه سعيا لتطبيق الشريعة فيه. وشن الجيش هجوما في أبريل (نيسان)، مؤكدا أن ما لا يقل عن 2150 متمردا قتلوا في وادي سوات وبونير ودير السفلى وأنه قضى في يوليو (تموز) على معظم معاقل المتمردين. لكن المواجهات والعمليات الانتحارية لا تزال مستمرة مع مقتل مسؤول محلي في وادي سوات الثلاثاء عندما فجر انتحاري نفسه في منزله. ووادي سوات الواقع على بعد نحو مائة كيلومتر شمال غربي إسلام آباد كان موقعا سياحيا مهما في باكستان قبل أن يسيطر عليه مقاتلو طالبان صيف 2007.