إيران تعود للمشاركة في «حوار المنامة» الأسبوع المقبل بعد مقاطعة لعامين

مصادر أكدت لـ «الشرق الأوسط» زيارة متقي والتقاءه بالقيادة البحرينية

TT

بعد عامين من المقاطعة الإيرانية لمؤتمر أمني يعقد كل عام في البحرين، علمت «الشرق الأوسط» أن وزير الخارجية الإيراني منو شهر متقي، سيزور العاصمة البحرينية المنامة مطلع الأسبوع المقبل، للمشاركة في منتدى «حوار المنامة» الذي يشارك فيه كبار رؤساء الوزراء ووزراء الدفاع ومديرو المخابرات وشؤون الأمن الوطني في مختلف دول العالم، ويناقش قضايا المنطقة الأمنية.

وبمشاركة متقي في «حوار المنامة» يكون قد عاد للمشاركة بعد مقاطعة للدورتين الماضيتين، إحداهما (دورة 2007) قاطع فيها الوزير الإيراني قبيل ساعات من موعد وصوله، دون أن يبدي الجانب الإيراني أي أسباب لهذه المقاطعة المفاجأة، فيما كررت طهران ترددها عن قبول أو رفض الدعوة لمشاركة وزير خارجيتها حتى أيام من بدء المنتدى في دورته بالعام الماضي. علما أن آخر مشاركة لمتقي في «حوار المنامة» كانت في نسخة 2006، التي كان للوزير الإيراني تصريح لافت فيها، عندما قال: «عندما يعلن الأميركيون عن انسحابهم (من العراق) سنساعدهم».

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» فإن متقي أبلغ رسميا الجانب البحريني بمشاركته في المنتدى في دورته السادسة لهذا العام، كما أن الخارجية الإيرانية طلبت تحديد عدد من اللقاءات التي يرغب منو شهر متقي في إجرائها مع قيادة البحرين خلال مشاركته في منتدى حوار المنامة.

لكن المصادر استبعدت أي لقاء إيراني أميركي علي هامش الاجتماع، مؤكدة أن زيارة متقي ستقتصر على المشاركة في جلسة واحدة من جلسات المؤتمر، وكذلك التقائه بالقيادة البحرينية دون أي اجتماعات جانبية مع مسؤولين أميركيين أو من دول الاتحاد الأوروبي.

ومن المقرر أن يلقي منو شهر متقي، كلمة رئيسية خلال افتتاح المنتدى الذي سيعقد خلال الفترة من 11 إلى 13 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وسيناقش المؤتمر في دورة هذا العام قضايا تتعلق بالأمن القومي لدول الخليج والمنطقة، كما سيناقش قضايا متعلقة بالتعاون الأمني مع الولايات المتحدة، في حين ستحضر الطاقة بقوة من خلال جلسة ستعقد لمناقشة كيفية توفير أمن الطاقة، خاصة أن جل النفط في العالم يتم تصديره عبر مياه الخليج العربي.

ويعقد منتدى حوار المنامة في العاصمة المنامة، باعتباره أهم وأكبر تجمع أمني في المنطقة تحتضنه مملكة البحرين، ويحظى بدعم من ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، لمناقشة أهم القضايا الأمنية والعسكرية والسياسية التي تشكل تحديا للأمن القومي في المنطقة.

وخلال دوراته الخمس الماضية، كان جل تركيز مداولات الوزراء والمسؤولين في المنتدى على الملف النووي الإيراني، وكان هو الموضوع الطاغي على جلسات المؤتمر، حيث تشارك في المؤتمر وفود رفيعة المستوى من مؤسسات الأمن القومي بدول مجلس التعاون الخليجي، والدول الخمس بمجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يقول عنه المراقبون، إن إيران تستشعر أن هذا المنتدى موجها ضدها، خاصة في ظل المشاركة الكبيرة للوزراء والمسؤولين عن الدفاع والأمن الوطني من دول العالم.

وشهدت النسخة الأخيرة من المنتدى العام الماضي لهجة قوية ضد السعي الإيراني لامتلاك التقنية النووية، وقال رورتس غيس، وزير الدفاع الأميركي حينها، إن طهران ما زالت «تهدف لزرع الخوف والقلق في نفوس دول المنطقة وإفساد عمليات التنمية، كما تسعى دائما للتأثير على الحكومة العراقية إلى جانب دعمها لحماس وحزب الله»، وأضاف أن «برنامج الصواريخ الإيرانية يزيد من قلقنا، وخصوصا أنها قد تضر بمنطقة الشرق الأوسط». لكنه نفى سعي الولايات المتحدة للإطاحة بالنظام الإيراني.

في حين أن وزير الدفاع البريطاني جون هاتون قال، إن «إيران هي البلد الوحيد الذي لا يقبل بعروض المجتمع السلمي لتطوير قدرات مشروعها النووي، الذي أعتبرها غير سلمية».

وأضاف، «هذا دليل على أن أغراض إيران (في مشروعها النووي) غير سلمية، وعليها أن تبرهن غير ذلك»، مؤكدا أن عام 2009 سيتيح للمجتمع الدولي فرصة للعمل على الحد من الانتشار النووي غير السلمي.

ويقام المنتدى بتنظيم من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، ويطرح على أجندته هذه السنة عددا من القضايا الهامة من أبرزها ما يتصل بقضايا القرصنة والأمن البحري واستخدامات الطاقة النووية، بالإضافة إلى التحديات الأمنية في العراق وأفغانستان.

ويستقطب منتدى حوار المنامة، في جلسات أعماله حضور ومشاركة كبار رؤساء الوزراء ووزراء الدفاع ومديري المخابرات وشؤون الأمن الوطني في مختلف دول العالم، تجدر الإشارة إلى مملكة البحرين قد دأبت على استضافة منتدى حوار المنامة منذ عام 2004 استثمارا لنجاحه اللافت في إيجاد منصة حوارية تجمع بين كبار القادة وصناع القرار والمختصين بالشؤون الأمنية للحديث عن أبرز التحديات والحلول الممكنة بشأن مستجدات القضايا الأمنية في المنطقة.

ويقدم المعهد في نهاية كل مؤتمراته دراسات تحليلية لقضايا الأمن والصراعات الدولية وكذلك في تقييم المخاطر الناجمة عن النزاعات. كما يقدم المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية معلومات موثقة وتحليلات مستقلة يقوم بها خيرة الباحثين والأخصائيين المحترفين، في القضايا الدولية.

وكان وزير الخارجية الإيراني منو شهر متقي، قد زار البحرين في مارس الماضي، ضمن جولة خليجية شملت السعودية والإمارات، التي جاءت في أعقاب أزمة تسببت فيها تصريحات لمسؤولين إيرانيين قالوا إن البحرين محافظة إيرانية، وأثارت استياء بالغا في العالم العربي. واستهدفت تلك الجولة بث رسائل تطمينية لدول مجلس التعاون، في الوقت الذي شهدت العلاقات الإيرانية الخليجية حينها حالة من التوتر في أعقاب تصريحات إيرانية تمس استقلال وسيادة البحرين، بعد أن صرح رئيس التفتيش في مكتب المرشد الأعلى للجمهورية علي أكبر ناطق نوري، بأن البحرين «محافظة رابعة عشر». وفي أعقاب تنديد خليجي وعربي ودولي رفضا لهذه التصريحات، تراجعت إيران عن هذه التصريحات وتبرأت منها، وأعلن وزيرا خارجية البلدين من طهران عن إقفال هذا الملف.