فيصل بن معمر: تكريم خادم الحرمين جاء تقديرا لجهوده الثقافية والفكرية والتعليمية والعمرانية

بمناسبة منحه جائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات «اعلم»

القوات السعودية تكثف من تمشيطها البحري والجوي للمنطقة الحدودية مع اليمن لرصد حالات التسلل المختلفة (تصوير: مروان الجهني)
TT

أكد فيصل بن معمر، المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة، أن فوز خادم الحرمين الشريفين بجائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات «اعلم»، جاء تقديرا لجهوده الثقافية والفكرية والتعليمية والعمرانية، ومناداته بالحوار وترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال والتسامح، لما يتمتع به من نظرة ثاقبة ورؤية استشرافية سديدة وامتلاكه روح المبادرة الإيجابية التي تمثلت في إنشائه ورعايته عددا من المشاريع الثقافية والتنموية.

وقال بن معمر إن حصول خادم الحرمين الشريفين على هذه الجائزة العربية الدولية يعكس ما يتمتع به، من مكانة سامية في كل المحافل الدولية تقديرا لجهوده الخلاقة وقيامه بمشاريع ثقافية وتنموية غير مسبوقة تنم عن بعد نظر ورؤية ثاقبة، وفي الوقت نفسه تشكل حلقة من عقد التكريم الذي يحظى به ويمثل وساما على صدور أبناء المملكة العربية السعودية، لما تعكسه هذه الجوائز من مكانة دولية رفيعة لمقامه الكريم.

وأوضح بن معمر في بيان صحافي أنه منذ تولي خادم الحرمين الشريفين المسؤوليات وهو يضع الاستثمار في الإنسان جوهر كل السياسات والخطط والبرامج التي تشغل فكره، في إطار جهوده الإنمائية الواسعة في التحديث والتطوير، وبناء الإنسان، والمجتمع الذي يرفع كرامة الإنسان والبيئة التي تخدمه.

وأكد أنه على هذا المضمار، يلمس جهود خادم الحرمين الشريفين المبذولة لتيسير كل الإمكانات في برامج كبيرة تحقق نظرته إلى رسالة الثقافة ومهامها وتوضح الشمول والكثافة في النشاطات الحضارية، حيث يرى ضرورة إعطاء الثقافة والمعرفة الاهتمام الذي يليق بهما والرعاية التي يستحقانها، واستمرار دعمهما بكل السبل.

وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين يولي اهتماما خاصا بدور العلم والمكتبات ومصادر المعرفة، إيمانا منه بأن المعرفة هي أساس كل تقدم للأمم، وأن العلماء والمفكرين هم الذين يصنعون للأمة هويتها وحضارتها، كما عرف عنه دعم ومساندة كل جهد علمي وثقافي، واحتفاؤه بالعلماء والمفكرين وأرباب القلم.

ولفت إلى أنه عطفا على ذلك بادر إلى إنشاء مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض، كما بادر إلى إنشاء مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية في المغرب الشقيق، اللتين ينفق على جميع فعالياتهما الثقافية بسخاء، حيث إن هاتين المؤسستين قد حققتا نجاحات كبيرة، وكان لهما تأثيرهما البالغ في إثراء الحركة العلمية والثقافية في الوطن العربي.

وقال ابن معمر: «ها هو يرى غرسه الخيّر يثمر عن رؤية هاتين المؤسستين، من أبرز المؤسسات الثقافية التي لها أدوارها الفاعلة للإسهام في نشر العلم والثقافة وتهيئة كل السبل للبحث والدراسة والإنتاج العلمي، وأصبحتا منارتي للإشعاع والعلم والعطاء، بما يسر خادم الحرمين لهما من الإمكانيات والسبل الكفيلة لاستمرارهما وتوجيههما، كجسري تواصل يربط المشرق العربي بمغربه، وتعميق أواصر القربى بينهما، رغبة منه في تعميم المعرفة ومصادرها، وجعلها ملكا للجميع، وفي متناول كل يد.

وأوضح بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد رأى في مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض، أنموذجا لاستمرار سلسلة التنمية في السعودية، التي بدأت منذ توحيد الملك عبد العزيز ـ طيَّب الله ثراه ـ لها، واستكمالا للتوجه الخيّر لقادة هذه البلاد بإعطاء العلم الاهتمام الذي يليق به والرعاية التي يستحقها، واستمرارا لدعم السبل الكفيلة لتشجيع الثقافة والمعرفة والإبداع.

وأكد أن خادم الحرمين الشريفين اختط للشأن الثقافي أسلوبا عميقا غير معتاد لنشر الثقافة الوسطية والاعتدال والتسامح والحوار من خلال عدد من المشروعات الثقافية المحلية والعربية والعالمية.

واستشهد بن معمر بجائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة، وبرامج مكتبة الملك عبد العزيز في حوار الحضارات، بالإضافة إلى عدد من المشاريع الثقافية طويلة المدى، كالفهرس العربي الموحد، والمشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، وموسوعة المملكة العربية السعودية، ونادي كتاب الطفل، ونادي الكتاب.

وأشار إلى أن هذه المشاريع والبرامج الثقافية التنموية التي تأتي امتدادا للأيدي الخيّرة التي عرف بها خادم الحرمين في كل المجالات، لا سيما في المجال الثقافي والحضاري، وهي إضافة لأعماله الجليلة في تنمية ورعاية منابع المعرفة والثقافة في المملكة والوطن العربي وروافد الإبداع والتأليف، وخصوصا أننا أمة حملت رسالة الإسلام الخالدة وأعطت البشرية من التراث والقيم ما أسهم في مسيرتها الحضارية وتطورها.

وأضاف: «واستمرارا للدعم الثقافي لخادم الحرمين الشريفين، فقد وجه حفظه الله بإنشاء فرع لمكتبة الملك عبد العزيز العامة بالصين وفي جامعة بكين، التي تعد من أعرق الجامعات الصينية، لتكون جسرا للتواصل وتعزيزه بين الحضارة العربية والإنسانية عبر الصين، ما يجعلنا نفخر أن نرى في بلادنا مثل هذه المؤسسات الثقافية وتعددها، وامتداد تأثيرها إلى خارج المملكة بل وخارج الوطن العربي، وبذلك تسهم في تكوين مناخ طيب للإبداع والبحث والدراسة، وتشجيع الفكر والكتاب، وتوفر مصادر العلوم والمعرفة لطلاب العلم ومحبيه، من ناحية، ونشر قيم الحوار والتعارف والتواصل في العالم.