مسؤول سعودي: لم نرصد أي حالة تسلسل على الحدود البحرية مع اليمن

قائد سفينة حربية لـ «الشرق الأوسط»: التنسيق مستمر مع جهات يمنية في عمليات التمشيط

TT

كشف مسؤول عسكري رفيع لـ«الشرق الأوسط» أن القوات السعودية، لم ترصد أي حالة تسلل على الحدود اليمنية، منذ وصول السفينة البحرية السعودية «جلالة الملك الرياض» للمنطقة قبل نحو أسبوع، مؤكدا وجود تنسيق مستمر بين السلطات السعودية واليمنية لتمشيط المنطقة الحدودية.

وأوضح العقيد البحري ركن علي القرني قائد سفينة «جلالة الملك الرياض» خلال جولة جوية ضمت عددا من الإعلاميين والإعلاميات، على متن طائرة «السوبر بوما» التي هبطت على متن السفينة، أنه بات من الصعب على المتسللين من أي مكان يأتون، اختراق الأراضي السعودية.

وأكد أن عمليات التمشيط التي قامت بها السفينة من بداية وصولها قبل أسبوع لم ترصد أي حالة تسلل إطلاقا، سواء من قبل المعتدين الحوثيين، أو من يأتون من جنوب القارة الأفريقية لمشاركة المعتدين، أو حتى أولئك الذين يأتون للبحث عن المعيشة وحياة أفضل. وأرجع القرني، انخفاض عدد حالات التسلسل خلال الأيام الماضية، إلى التشديد الأمني في المنطقة، والرصد المستمر لأجهزة الاستكشاف وكاميرات المراقبة والأجهزة الحديثة التي تتمتع بها السفن البحرية والمعدات العسكرية المتطورة للجيش السعودي. وعن التنسيق مع جهات يمنية في عمليات التمشيط البحري وتبادل المعلومات للحد من عمليات التسلل ودعم المتسللين الحوثيين في المنطقة، أفاد القرني لـ«الشرق الأوسط» أن عمليات التمشيط تشهد تنسيقا مستمرا بين الجانبين السعودي واليمني.

وبين العقيد القرني أن سفينة «جلالة الملك الرياض» مجهزة بجميع المعدات والأجهزة التي تجعلها تتعامل مع جميع التهديدات المحتملة سواء أهداف جوية أو سطحية أو تحت سطحية ورصدها وتدميرها، مشيرا إلى الكفاءة العالية التي تتمتع بها أنظمة المراقبة والتصنت والتشويش وأجهزة الرادارات، معتبرا إياها بالمتطورة والحديثة جدا، إضافة إلى أجهزة ملاحية وأجهزة رصد ومتابعة وتدمير تقوم برصد موقع السفينة ومراقبة الموقع، مضيفا أن أجهزة الرادار سطحي تقوم بمتابعة الأهداف السطحية لمسافة تصل إلى 40 كلم، لمتابعة الهدف ورصده، كما تفادي الاصطدام به.

ولفت القرني إلى أن هنالك تجارب وعمليات وهمية قام بها البحارة السعوديون، حيث تم تعريض سفينة «جلالة الملك الرياض»، لعملية وهمية، تبين حالة الخطر التي من الممكن أن تتعرض لها، إذ تم إعطاء إشارة الخطر والنداء للجميع، بعد أن تم تجهيز السفينة لتجنب الخطر وذلك خلال 3 دقائق فقط، وهذا يعد رقما قياسيا.

وزاد القرني «في حين كان بعض الأفراد نائمين والبعض الآخر غير مستعد، تم إطلاق صوت النداء، الأمر الذي استحث الهمم، وجعل من طاقم السفينة في حالة استعداد خلال وقت قياسي، لتكون السفينة جاهزة كليا لمواجهة الخطر الذي قد تتعرض له فيكون كل فرد متواجد بموقعه بالسفينة».

وذكر قائد السفينة القرني، أن جميع السفن الحديثة التي وصلت لبلاده، تمتلك من التجهيزات والإمكانيات المتطورة، ما تمتلكه سفينة «جلالة الملك الرياض»، والاختلاف يكون بأن كل سفينة لها مواصفات تختلف عن الأخر بحسب تخصصها.

وقال العقيد القرني «إن وجودنا في المياه الإقليمية السعودية منذ أسبوع، يحول دون أن يفكر أحد فقط بالمرور»، مؤكدا الاستمرار في متابعة المياه الإقليمية المشتركة بين السعودية واليمن، وكذلك منطقة الخطر و«هي المنطقة الحدودية التي تعتبر خط النار».

وأشار إلى أن جميع طاقم سفينة «جلالة الملك الرياض» موجودون على ظهرها من أفراد وضباط، دون استثناء، مبينا أن من كان في إجازة منهم، تم قطع إجازته وتوجيهه لمباشرة عمله على متن السفينة التي تقوم بحماية الخطوط الأمامية على المياه الإقليمية السعودية.

وعن وجود طائرة عمودية حربية على متن السفينة وهي طائرة «الدوفين»، أوضح القرني أنها مفيدة جدا للسفينة، إذ تستطيع الوصول إلى مناطق يصعب وصول السفينة لها، كالمياه الضحلة، إذ تتم الاستعانة بالطائرة، التي تم تزويدها بأسلحة وصواريخ ورشاشات وتستخدم في حالة الطوارئ، مضيفا أن هذه الطائرة يقودها طاقم جوي من قائدي الطائرة العمودية.

إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية أن القوات السعودية تقوم بعمليات مسح بدقة عالية للتخلص من عمليات المتسللين في أقرب وقت، مبينا أن القوات قصفت ودمرت مخططات للمتسللين الحوثيين.

وأوضحت المصادر أن القوات السعودية قصفت يوم أمس وبشكل مكثف مواقع للمتسللين، ودمرت آليات تابعة لهم، كما كبدتهم خسائر في الجسد والعتاد، مبينة أن نهاية المتسللين أوشكت، وأن عملياتهم انخفضت بشكل واضح، مبينا أن عمليات تضييق الخناق وتدمير مخططاتهم جعلتهم أكثر ضعفا.