روسيا تفشل إعلانا للرباعية يدعم خطوة إسرائيل تجميد الاستيطان جزئيا.. بسبب تضمينه «يهودية إسرائيل»

الجيش متخوف من تصعيد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين

TT

فشلت الولايات المتحدة في جهودها للحصول على إعلان دعم دولي للتجميد الإسرائيلي المؤقت للبناء الاستيطاني. وكان الأميركيون يأملون في أن يوافق شركاؤهم في اللجنة الرباعية، روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، على مثل هذا الإعلان، ولكن موسكو عبرت عن سلسلة من التحفظات وأحبطت جهد واشنطن.

في غضون ذلك، قرر المستوى السياسي والأمني في إسرائيل، عدم إدخال أية تغييرات على سياسة الحصار المفروضة على قطاع غزة بما يعني أن سياسة إغلاق المعابر ومنع حركة المواطنين والبضائع من غزة إلى الضفة المحتلة ستستمر، باستثناء الحالات الإنسانية وإدخال بعض المواد الحيوية فقط. ونقل عن مصدر أمني إسرائيلي القول إن القرار اتخذ ردا على التقولات حول إمكانية شمول صفقة تبادل الأسرى بنودا تتعلق بسياسة الحصار وإغلاق المعابر التي تربط القطاع بالضفة وإسرائيل. وحسب صحيفة «هآرتس»، فقد أجريت مكالمة هاتفية جماعية على أعلى المستويات بين أعضاء الرباعية يوم الخميس الماضي، أي بعد يوم من اتخاذ حكومة بنيامين نتنياهو قرار التجميد لمدة 10 أشهر. واقترحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن تصدر اللجنة الرباعية بيانا مشتركا يدعم القرار الإسرائيلي. ووافق مشاركون آخرون وقرروا السماح لمسؤولين من كل جانب بصياغة الإعلان، لكن التحفظات الروسية أحبطت المحاولة.

ويقول مسؤولون إسرائيليون وأميركيون بارزون إن التحفظات الروسية العديدة على النص الأميركي، الذي يقال إنه كان قصيرا جدا، أحبطت المشروع الأميركي. واقترح الأميركيون أن يستند إعلان الرباعية إلى بيان أصدرته كلينتون الأسبوع الماضي، أيدت فيه إعلان نتنياهو عن التجميد.

ودعت نسخة مقترحة إلى استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة لكي يتسنى التوصل إلى اتفاق «سيلبي الهدف الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة قابلة للبقاء استنادا إلى حدود عام 1967، وتبادل متفق عليه للأراضي. ويلبي الاقتراح أيضا الهدف الإسرائيلي بدولة يهودية ذات حدود آمنة ومعترف بها تعكس التطورات (التي حدثت على الأرض) وكذلك الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية».

وجادل الروس بأنهم لا يوافقون على الإشارة إلى أن إسرائيل ستكون دولة يهودية، وعلى أن الحدود ستعدل على أساس «تطورات» على الأرض، وهي ضم إسرائيل للكتل الاستيطانية الكبرى. وأكد الروس أن مثل هذه الصيغة لنص الرباعية يحدد مسبقا نتائج المفاوضات.

وبعد فشل الجهود لإقناع الجانب الروسي، قرر الأميركيون عدم وجود جدوى من إصدار البيان. وصرح مسؤول أميركي بارز لصحيفة «هآرتس» بأنه من دون وجود إجماع بين أعضاء الرباعية، سيكون من المستحيل إصدار بيان عن المجموعة كلها. في السياق ذاته، أعربت أوساط أمنية إسرائيلية عن خشيتها من سعي المستوطنين للتصعيد في الضفة الغربية، ضد الفلسطينيين، انتقاما لقرار الحكومة، وأن المستوطنين يعدون العدة لتنظيم حملة احتجاجية واسعة النطاق على غرار الحملة التي واكبت الانسحاب من قطاع غزة عام 2005، وذلك في إطار ما سموه بتصعيد «نضالهم» ضد قرار التجميد. وستشمل هذه الحملة إغلاق محاور الطرق الرئيسية في إسرائيل. وحسب الصحيفة، فإن اتصالات تجري بين قوى اليمين المتطرف لتنظيم الحملة التي ستحمل اسم «غضب اليوم».

ومنذ صدر القرار صعد المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين، لا سيما حول مدينتي نابلس والخليل بالضفة الغربية. وهاجموا، أمس، قرية عصيرة القبلية جنوب نابلس شمال الضفة، وحاصروا منازل فيها.