رئيس المجلس العسكري الغيني الجريح يصل إلى المغرب.. لتلقي العلاج

الخارجية المغربية: استقباله يتم لاعتبارات إنسانية.. ومساعده المتهم بإطلاق النار عليه طليق

رئيس المجلس العسكري الغيني موسى داديس كامارا مع مساعده اللفتانت أبو بكر صديقي والمتهم بمحاولة اغتياله (رويترز)
TT

قال مسؤولون حكوميون في الرباط أمس إن رئيس المجلس العسكري الغيني موسى داديس كامارا هبط بطائرته في مطار سلا الحربي خارج العاصمة المغربية وأنه سيتلقى العلاج الطبي على الرغم من أنه لم يستشر الحكومة قبل وصوله إلى المغرب.

وقال بيان لوزارة الخارجية المغربية أمس إن الرباط سيستقبل النقيب كامارا «لاعتبارات إنسانية صرفة، قصد تقديم العلاجات الضرورية له بالوسط الاستشفائي المغربي». وأوضح البيان، أن المغرب علم أن النقيب موسى داديس كامارا قد يكون استقل، من دون مشاورات مسبقة، طائرة وضعها رهن إشارته بلييز كامباوري، رئيس بوركينافاسو، قصد التوجه إلى المغرب رفقة طبيب سنغالي لتلقي العلاجات الاستشفائية، وإجراء فحوصات طبية، وذلك إثر إصابته أول من أمس في كوناكري بطلقات نارية. وأضاف البيان أنه «أمام هذا التطور، ولاعتبارات إنسانية صرفة، سيستقبل المغرب الرئيس داديس كامارا قصد تقديم العلاجات الضرورية له». وقال مصدر مطلع في الرباط إن النقيب كمارا تم نقله مباشرة إلى المستشفى العسكري في الرباط، لتلقي العلاج بيد أنه رفض الإدلاء بأي معلومات حول وضعه الصحي. وفي الوقت نفسه ساد الغموض مصير مساعده اللفتنانت أبو بكر صديقي دياكتيه المدعو «تومبا» والمتهم بمحاولة اغتيال داديس كامارا بالرصاص في حين أقر أحد الوزراء الجمعة أنه «لم يتعرض إلى الاعتقال بعد» خلافا لتصريحات رسمية.

وصرح أحد الوزراء الكومندان كليتيغي فارو لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الكابتن داديس كامارا «نقل إلى المغرب». وفيما أكد الناطق باسم النظام العسكري إدريس شريف لقناة فرانس 24 التلفزيونية أنه غادر «لاستكمال المتابعة» الصحية، أضاف أن «رئيس الدولة بخير وقد تناول فطور الصباح وعقد اجتماعا مع قادة أركان جيشه». وكان النظام العسكري أكد مساء الخميس أن داديس «بخير» رافضا التعليق على معلومات أشيعت في كوناكري بأنه أصيب بجرح في رأسه.

لكن مصدرا حكوميا سنغاليا تحدث عن «جرح عميق» بينما أكد ضابط عسكري من بوركينا فاسو أن الكابتن الغيني «أصيب بشظايا رصاصة في الرأس».

وأوضح الضابط «بما أن الأمر دقيق لم يشأ الخضوع لعملية (جراحية) في كوناكري»، مؤكدا أنه نقل إلى المغرب في طائرة أعدها له رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري المكلف الوساطة في الأزمة الغينية.

وأرسل السنغال مساء أول من أمس طائرة إلى كوناكري لنقل قائد النظام العسكري إلى داكار إذا اقتضت الضرورة لكن الطائرة المجهزة طبيا عادت من دونه.

أما مطلق النار عليه المفترض تومبا فأكد مقربون منه أنه «في مكان آمن» من دون مزيد من التفاصيل.

وشاعت التكهنات أمس بين الغينيين حول صحة الكابتن الانقلابي الذي نصبه الجيش في 23 ديسمبر (كانون الأول) رئيسا غداة وفاة الدكتاتور لانسانا كونتيه (1984-2008).

وحدثت محاولة الاغتيال بعد شهرين من المذبحة التي تعرض لها معارضون كانوا يطالبون بوضع حد «للدكتاتورية العسكرية» وعدم ترشح الزعيم العسكري إلى الانتخابات الرئاسية.

وكان تومبا مستهدفا منذ تلك المذبحة بعد أن اتهمه العديد من الشهود بأنه هو الذي قاد عملية القمع الدامية التي أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 150 قتيلا حسب الأمم المتحدة. وكتبت منظمة (هيومن رايتس ووتش) في تقرير أن «جميع الشهادات أفادت أن الجرائم ارتكبها عناصر من الحرس الرئاسي.. وأن الضابط قائد القبعات الحمراء في الملعب كان اللفتنانت أبو بكر دياكيتيه المدعو تومبا».

ووصل 3 موفودين فوضتهم الأمم المتحدة للتحقيق في تلك المجزرة في 25 نوفمبر(تشرين الثاني) إلى كوناكري على أن ينتهوا من مهمتهم الميدانية أمس.

وساد الهدوء العاصمة الغينية لكن حاجزين عسكريين كبيرين أقيما على اثنين من مداخل شبه جزيرة كوناكري. وقال سكان إن أصوات طلقات النيران ترددت في أنحاء المدينة خلال الليل فيما كانت قوات الأمن تلاحق المشتبه بهم وتم نشر الجنود لحماية الطرق الرئيسية والمواقع الاستراتيجية الأخرى. وأبرز الحادث هشاشة الأوضاع في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا وهي أكبر مصدر لخام البوكسيت في العالم والتي يعتبر استقرارها أمرا حيويا لجيرانها.

وفي باريس أعلن الوزير الفرنسي المنتدب ألان جوانديه أن «احتمال انسحاب داديس كامارا لن يحل كل شيء» من دون إعطاء توضيحات حول حالته الصحية. وقال إن الاعتداء على داديس «يدل على أن الأجواء هناك متشنجة وعلى ضرورة وضع خطة خروج من الأزمة تؤدي إلى انتخابات».