«سي آي إيه» توسع استخدام الطائرات من دون طيار في باكستان

نجحت في القضاء على قيادات من «القاعدة» وطالبان الباكستانية

TT

منذ أسبوعين، تمكنت طائرات قنص أميركية تتبع وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) من قتل ثمانية أفراد يشتبه في كونهم مسلحين من أعضاء «القاعدة» وطالبان وإصابة اثنين آخرين داخل مجمع يقال إنه يستخدم في نشاطات تدريب إرهابية في باكستان. كانت تلك الضربة الأخيرة في سلسلة من الهجمات يجري شنها في إطار برنامج سري تنفذه الوكالة بهدف قتل عملاء «القاعدة» وطالبان وحلفائهما باستخدام صواريخ «هيلفاير» التي يجري إطلاقها من طائرات من دون طيار. من جهته، خول البيت الأبيض الوكالة توسيع نطاق البرنامج داخل المناطق القبلية الباكستانية المفتقرة إلى حكم القانون، حسبما صرح مسؤولون هذا الأسبوع. وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع قرار الرئيس، المعلن عنه الثلاثاء الماضي، بإرسال 30.000 جندي إضافي إلى أفغانستان. ويعقد مسؤولون أميركيون في الوقت الراهن محادثات مع إسلام آباد حول إمكانية شن ضربات داخل بلوشستان للمرة الأولى ـ وهي خطوة مثيرة للجدل لكونها خارج إطار المناطق القبلية ـ نظرا للاعتقاد باختباء قادة طالبان الأفغانية هناك. من خلال تصعيد الضغوط السرية على «القاعدة» وحلفائها في باكستان، بينما تتصدى القوات البرية لتقدم قوات طالبان داخل أفغانستان، يأمل المسؤولون الأميركيون في القضاء على أي ملاذات يتمتع بها المسلحون في المنطقة. يعد برنامج الهجمات اعتمادا على طائرات من دون طيار أحد أسرار واشنطن. وتجري الإشادة بهدوء بهذا البرنامج في أوساط المسؤولين المعنيين بمكافحة الإرهاب باعتباره يحرز نجاحا باهرا، ويقضي على العناصر الأساسية بين الإرهابيين ويصيب عملياتهم بالتخبط. وقد نجحت الطائرات من دون طيار في قتل بيت الله محسود زعيم طالبان الباكستانية وقيادات من «القاعدة» مثل أبو الليث الليبي والخبير الكيماوي أبو خباب المصري. إلا أنه على الرغم من التعاون الوثيق من قبل الاستخبارات الباكستانية، فقد أثار البرنامج غضبا شعبيا في باكستان، ويتساءل بعض خبراء مكافحة التمرد حول ما إذا كانت مساوئ هذا البرنامج تفوق فوائده. يذكر أن تقييم حملة الطائرات من دون طيار اعتمد في معظمه على تقارير سطحية أوردتها الصحف الباكستانية، وقدر ضحاياها المدنيين بعدة مئات. وقد وافق أحد المسؤولين الحكوميين على الحديث عن البرنامج شريطة عدم الكشف عن هويته، مؤكدا على أن هذه الأرقام خاطئة. وأكد أنه جرى شن قرابة 80 هجوما صاروخيا من طائرات من دون طيار في غضون أقل من عامين، أسفرت عن مقتل أكثر من 400 عدو مقاتل، وهو رقم أقل بكثير من غالبية التقديرات، لكن في النطاق نفسه. إلا أن تقديره للضحايا المدنيين جاء أقل بكثير من كثير من التقديرات غير الرسمية، حيث قال: «نعتقد أن عدد الضحايا المدنيين يزيد قليلا عن 20، وهؤلاء كانوا أفرادا إما يتخذون صف كبار الإرهابيين أو كانوا في منشآت يستغلها الإرهابيون». ومن المحتمل أن يخضع هذا الادعاء لتفحص وثيق من جانب أنصار حقوق الإنسان. من ناحيته، قال توم باركر، مدير شؤون السياسة لمكافحة الإرهاب لدى «منظمة العفو الدولية»، إنه يرى هذا التقدير «غير محتمل»، منوها بأن إعادة تقدير نتائج الضربات في الحروب الماضية عادة ما توصل إلى وجود ضحايا مدنيين لم يتم حسابهم في تقديرات سابقة. وأكد باركر أن «منظمة العفو الدولية» تشعر، على أية حال، بعدم ارتياح إزاء شن هجمات باستخدام طائرات من دون طيار. ومع ذلك، فإنه مع عدم توافر سوى القليل من الأدوات الأخرى لاستخدامها ضد «القاعدة»، حظي برنامج استخدام طائرات من دون طيار في شن هجمات بتلك المنطقة بتأييد كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري داخل الكونغرس، وجرى تصعيده من جانب إدارة أوباما في يناير (كانون الثاني).

*خدمة «نيويورك تايمز».