باكستان : 40 قتيلا في هجوم على مسجد أغلبهم من العسكريين

مقتل قائد فيلق المدفعية واصابة العشرات بينهم نائب قائد الجيش السابق

جندي باكستاني خارج مسجد مقر قيادة الجيش في روالبندي بعد التفجير الانتحاري الذي تعرض له المسجد أمس (إ.ب.أ)
TT

في هجوم استهدف مسجد قيادة الجيش الباكستاني في روالبندي أثناء صلاة الجمعة أمس سقط عدد كبير من العسكريين وأودي بحياة 40 شخصا. ويقع المسجد الذي تعرض للهجوم في منطقة مأهولة في مدينة روالبندي بالقب من مقر قيادة الجيش الباكستاني حيث يقطن غالبية المسؤولين العسكريين العاملين والمتقاعدين في الجيش الباكستاني، وقد ثارت مخاوف من إمكانية سقوط مسؤولين عسكريين كبار بين القتلى حيث يتردد على المسجد، الذي يشار إليه باسم مسجد سوق قاسم، مسؤولين عسكريين.

وقال وزير الخارجية الباكستاني رحمان مالك: «إن حوالي 30 مصليا قتلوا في التفجيرين الانتحاريين فيما قتل أكثر من 7 مقاتلين متطرفين كانوا قد دخلوا المسجد وبدأوا في إلقاء القنابل اليدوية على المصلين».

وذكر الوزير أن انتحاريين دخلا إلى المسجد وفجرا نفسيهما حيث انهار سقف المسجد نتيجة للانفجار. بيد أن شهود عيان الذين خرجوا من المنطقة التي تخضع لطوق أمني كثيف أفادوا بأن مجموعة من الإرهابيين دخلوا إلى المسجد في وقت صلاة الجمعة وبدأو في إلقاء قنابل يدوية وأطلقوا النار على المصلين داخل المسجد دون تمييز.

وقال قائد الشرطة في المنطقة راو إقبال لوسائل الإعلام إن بعض المهاجمين تواروا في الشوارع القريبة من المسجد في أعقاب إلقاء القنابل اليدوية على المسجد الكائن في ذات كثافة سكانية في حامية روالبندي.

وقد طوقت قوات الأمن الباكستانية منطقة وستريغا في أعقاب التفجير الانتحاري ومنعت وسائل الإعلام من الاقتراب من المسجد، فيما حلقت المروحيات التابعة للجيش في سماء المنطقة. بيد أن المفارقة كانت في تضارب تصريحات المسؤولين بشأن عدد قتلى الهجوم حيث صرح وزير الداخلية بأن عدد القتلى وصل إلى 40 فيما قال الميجور جنرال أطهر عباس المتحدث باسم الجيش أن عدد القتلى كان حوالي 30. وبين القتلى بحسب مصادر مطلعة في العاصمة اسلام اباد الجنرال بلال عمر قائد فيلق المدفعية المقيم في راولبندي ، إضافة إلى إصابة الجنرال المتقاعد محمد يوسف نائب قائد الجيش السابق بإصابات خطيرة، مشيرا إلى أن المصادر الطبية تؤكد أن نحو 90% من الضحايا من الجنود والضباط. وقال الكابتن المتقاعد امير الدين «لقد رأيت عددا من الرجال دخلوا المسجد وراحوا يطلقون النار على المصلين ببنادق الكلاشنيكوف ويلقون قنابل يدوية». وقال شاهد آخر يدعى نصير علي للتلفزيون «كانوا يطلقون النار على كل ما كان يتحرك امامهم، لقد رأيت اطفالا قتلى، لم يكن بوسعنا فعل شيء», وقد أعلنت حالة الطوارئ في مستشفيات المنطقة وانتشر القناصة على أسطح المباني المحيطة بالمكان الذي وقع فيها انفجاران وشهد إطلاق نار كما شوهدت المروحيات وهي تحلق في سماء المدينة. وقالت مصادر عليمة لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس الأركان الباكستاني السابق الجنرال محمد يوسف أصيب في الهجوم. وتقاتل باكستان متشددي طالبان الذين يحملون المسؤولية عن تفجيرات قتلت مئات الأشخاص منذ أن بدأ الجيش حملة على معقلهم في وزيرستان الجنوبية في أكتوبر (تشرين الأول). وتواجه إسلام آباد ضغطا متزايدا من الولايات المتحدة للقضاء على متشددين إسلاميين ينشطون في المناطق الحدودية وذلك لمساعدة الحرب على طالبان في أفغانستان. وقال الميجر جنرال أطهر عباس المتحدث باسم الجيش الباكستاني: «تعرض المسجد لهجوم من إرهابيين أثناء صلاة الجمعة. هناك حتما أكثر من مهاجم واحد.. كما قلت هناك حتما أكثر من مهاجم لذا توجد إمكانية أن يكون بعضهم لا يزال مختبئا في المنطقة.