اليمن: إجراءات أمنية لإحباط خطة الحوثيين لفتح جبهة جديدة في الجوف

محاصرة 60 عنصرا حوثيا.. واعتقال عناصر من الحراك الجنوبي في الضالع

TT

قتل وجرح عدد من الحوثيين في مواجهات مع السلطات الأمنية اليمنية والمواليين من القبائل في محافظة الجوف التي تقع إلى الشمال الشرقي من اليمن.

وقالت مصادر محلية في محافظة الجوف، إن قوات الأمن والقبائل الذين يدعمون الجيش في الحرب على الحوثيين أحكمت سيطرتها على خروج ودخول العناصر الحوثية إلى هذه المحافظة المجاورة لمحافظة صعدة ومديرية حرف سفيان اللتين تشهدان الحرب السادسة التي تشنها القوات المسلحة وقوات الأمن منذ 11 أغسطس (آب) الماضي.

وقالت المصادر ذاتها، إن القوات الحكومية بمساندة من قبائل الجوف تمكنت من تضييق الخناق على المتمردين من الحوثيين في هذه المحافظة والذين تسللوا إلى منطقة السبلة، مشيرة إلى أن من يقود هذه المجاميع من الحوثيين القيادي في الحركة الحوثية عبد الواحد أبو رأس والذي نجا في موت محقق من قصف شنته الطيران العسكري على منزله في سفيان.

وقتل في ذلك القصف عدد من القيادات من حركة الحوثيين حسب المصادر التي قالت إن قوات الأمن تحصر مجموعة في ذات المكان تتكون من 60 عنصرا حوثيا تسعى السلطات للقبض عليهم.

وإزاء هذه التطورات التي تشهدها محافظة الجوف التي ظلت بعيدة عن أتون الحرب مع الحوثيين إلا من بعض الحوادث الاستثنائية، قالت السلطات في هذه المحافظة أول من أمس إنها «اتخذت عددا من الإجراءات تهدف إلى إغلاق هذه المحافظة في وجه العصابات الحوثية التي قالت المصادر إنها تندحر في محافظة صعدة بما يسعى إليه الحوثيون إلى فتح جبهة جديدة في هذه الحرب في محافظة الجوف».

وأكدت أجهزة الأمن على مجابهة الحوثيين وملاحقتهم في أرجاء المحافظة من خلال خطة أمنية وعسكرية ضد الحوثيين، وأنها لن تسمح على الإطلاق بالعبث بأمن المواطنين وستعمل على استئصال الحوثيين من محافظة الجوف.

وعلى صعيد آخر اعتقلت السلطات الأمنية في محافظة الضالع عددا من عناصر الحراك في هذه المحافظة على خلفية الصدامات والاختلالات الأمنية التي شهدتها بعض المديريات من محافظة الضالع.

وقال مدير الأمن العام العميد غازي علي محسن، إن المقبوضين متهمون بإطلاق النار على الحراسات الأمنية للمراكز الانتخابية في الانتخابات التكميلية في الدائرة الشاغرة 296 من الدوائر الانتخابية في محافظة الضالع، وتسبب هذا الفعل بإطلاق النار من العناصر الخارجين عن النظام بجرح مدير الأمن في مديرية الحصين العقيد محمد عبد الله شوفر وجرح ضابط آخر من قوات الشرطة وقتل أحد المواطنين.

وقال مدير الأمن بالضالع، إن العناصر المأزومة لما يسمى بالحراك، أقدمت على إطلاق النار بشكل مكثف من مرتفعات جبلية على المراكز واللجان الانتخابية التي تعمل في تلك المراكز، مؤكدا أن قوات الأمن تعاملت بمسؤولية مع مصادر النيران حرصا على حياة المواطنين الذين يسكنون بالقرب من مصادر النيران.

وحمل المسؤول الأمني الأول في هذه المحافظة الأحزاب الفرعية لأحزاب اللقاء المشترك في هذه المحافظة المسؤولية الكاملة في ما حدث نتيجة لتحريض المواطنين من قبل فروع هذه الأحزاب بدعوة الناخبين لمقاطعة الانتخابات ومنعهم من ممارسة حقوقهم الانتخابية وتهم هذه القوى الحزبية بالتنسيق مع الحراك، وأكد على عدم قدرة هذه العناصر بإرهاب المواطنين وإقلاق الأمن والاستقرار الذي ينعم به المواطنون وتعهد بمواصلة الأجهزة الأمنية لملاحقة كافة العناصر التخريبية الخارجين عن النظام والقانون.

وكانت 11 دائرة انتخابية قد شهدت انتخابات تكميلية لهذه المقاعد الخالية، ومنها دائرة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر زعيم حزب الإصلاح المعارض ورئيس مجلس النواب السابق الذي توفي قبل نحو عامين، وفاز في هذه الدائرة نجله الشيخ هاشم عبد الله الأحمر الذي ترشح في هذه الانتخابات كمستقل.

وكانت أحزاب اللقاء المشترك، التكتل الرئيسي المعارض في اليمن، قد قاطعت هذه الانتخابات واعتبرتها غير شرعية، كما أن اللجنة الانتخابية العليا غير شرعية، وعللت هذا الموقف بأنه يتنافى مع اتفاق فبراير (شباط) الماضي بين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وهذا التكتل والذي قضى بتمديد فترة البرلمان اليمني الراهن لسنتين تجري هذه الأحزاب حوار يرمي إلى الوصول إلى تعديلات على الدستور بإحداث إصلاحات سياسية تتضمن إصلاح المنظومة الانتخابية القائمة، بما في ذلك اللجنة الانتخابية العليا وتعديل النظام الانتخابي الحالي القائم على الدائرة الفردية وتبني الانتخاب الذي يقوم على القائمة النسبية.