تجددت الليلة قبل الماضية احتجاجات بدو سيناء شرق قناة السويس فقطعوا طريقا دوليا ورشقوا السيارات المارة بالحجارة لأكثر من خمس ساعات احتجاجا على عدم تقديم ضابط شرطة قتل بدويا إلى المحاكمة.
وقالت مصادر أمنية وشهود عيان إن نحو 300 بدوي قطعوا الطريق الدولي الواصل بين القنطرة والعريش شمال سيناء، بالمتاريس الحجرية، وأطلقوا الرصاص في الهواء، وأشعلوا النار في إطارات سيارات مطاطية.. ولم تتدخل الشرطة، لكن عددا من عواقل ومشايخ البدو نجحوا في تهدئة المحتجين، على أمل التوصل مع السلطات المسؤولة إلى اتفاق يقضي بإعلان اسم الضابط قاتل البدوي وتقديمه للمحاكمة.
وكانت قوة من الشرطة قد اشتبكت مع بعض أبناء بدو سيناء الشهر الماضي خلال حملة مداهمات لاعتقال بعض المطلوبين جنائيا، فيما احتجز البدو شرطيا يعمل في تنظيم المرور بعد الحادث وقطعوا الطريق بين بالوظة والقنطرة بالشاحنات الصغيرة.
ووقعت الأحداث بعد قيام قوة تابعة للشرطة المصرية بمداهمة عدة مناطق بدوية بقرية بالوظة على الحدود بين محافظتي بورسعيد وشمال سيناء واعتقلت 12 شخصا قالت إنهم مطلوبون في قضايا جنائية، وأثناء عودة القوة فوجئت بمجموعة من البدو المسلحين يرشقونهم بالحجارة بعد أن قطعوا عليهم الطريق في محاولة لإطلاق سراح المعتقلين.
وتبادلت الشرطة النيران، معهم، ما أسفر عن مقتل عبيد الله زيدان، 40 عاما، الذي كان يعمل بإحدى مدارس قرية رمانة، خطأ بينما كان يمر بالمنطقة في طريقه لشراء الخبز من أحد مخابز القرية، وأصيبت سيدة ورجل بالرصاص أيضا خلال الاشتباكات.
وفي وقت سابق من أغسطس (آب) الماضي أصيب 11 شرطيا بينهم ضابط كبير بجروح قطعية أثناء اشتباكات وقعت مع البدو احتجاجا على قيام الشرطة بمداهمة مخزن ومصادرة 200 طن من الأسمنت كانت بداخله، تقول الشرطة إنها كانت في طريقها للتهريب إلى قطاع غزة عبر الأنفاق.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أصيب شرطي مصري برصاص مسلحين من بدو سيناء خلال حملات مداهمات للشرطة المصرية بوسط سيناء للقبض على متورطين في عمليات تهريب مهاجرين ومخدرات وبعض الذين صدرت ضدهم أحكام غيابية بالسجن ولم تنفذ. وفي الشهر نفسه حاصر العشرات من بدو سيناء فوق شاحناتهم لعدة ساعات حاجزا أمنيا على الطريق الدولي بمنطقة الجورة والمؤدي إلى الحدود بين مصر وإسرائيل احتجاجا على سوء معاملة أحد أفراد الشرطة لسيدة بدوية من قبيلة السواركة المعروفة في سيناء.