وزير الإعلام الصومالي: تفجير مقديشو من تدبير حركة «الشباب».. والشرطة غير متورطة

قال لـ «الشرق الأوسط»: الرئيس لم يصدر أي مرسوم رئاسي بإقالة رؤساء أجهزة أمنية

TT

دافع وزير الإعلام الصومالي طاهر جيلي بحرارة عن الجنرال عبدي قايدبيد، رئيس الشرطة التابعة للسلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ، بعد ترديد الشارع الصومالي الإشاعات وروايات غير رسمية عن ضلوعه في الهجوم الانتحاري الذي تم قبل يومين بفندق شامو بالعاصمة الصومالية مقديشو، خلال حفل تخريج أطباء جدد، مما أسفر عن مصرع 23 شخصا من بينهم وزراء وصحافيون وأطباء، بالإضافة إلى جرح نحو أربعين آخرين.

وقال جيلي لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال عبر الهاتف من العاصمة الصومالية مقديشو، إنه ليس صحيحا ما يشاع عن وجود دور ما لرئيس الشرطة الجنرال قايدبيد بشأن تورطه في هذا الهجوم، على خلفية ما يتردد عن إقالة الرئيس الصومالي له من منصبه مع قائد الجيش الجنرال يوسف حسين عثمان (دومال). وجاء نفي وزير الإعلام في الحكومة الصومالية الانتقالية برئاسة عمر عبد الرشيد شارمارك في وقت يقول فيه سياسيون ومعارضون للحكومة إن هناك أدلة قاطعة على تورط رئيس الشرطة في الهجوم الانتحاري الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه، وتنصلت منه كل الجماعات الإسلامية المتشددة، وإنه صاحب مصلحة في إحداث فوضى أمنية في العاصمة مقديشو لإظهار أن السلطة والحكومة ما زالت في حاجة إلى خدماته.

* ثمة من يروج لتورط رئيس جهاز الشرطة في الهجوم الانتحاري في مقديشو مؤخرا؟

ـ تعرفنا على جثة وهوية الشخص الانتحاري، لكن عبدي قايدبيد لا علاقة له من قريب أو من بعيد بما حدث، وجميع أجهزة الحكومة التي تحقق في ملابسات ما حدث لم تجد أي علاقة أو رابط يجمع رئيس جهاز الشرطة بهذا الهجوم الانتحاري. وهو لا يمكن أن يرتبط بعملية إرهابية، جميع الحروب التي خاضها في السابق قبل تعيينه رئيسا لجهاز الشرطة كانت مواجهات عادية وليست أعمالا إرهابية.

* لكن البعض قال إنه زار الفندق قبل ساعات من التفجير؟

ـ لا يعقل هذا، هو نفسه كان هدفا في السابق لعملية إرهابية، وهو كان من المستهدفين وتعرض لإصابات، ولم تكن الأولى من نوعها بل تكررت. وهو لا يلام إذا ما تمكن هؤلاء المجرمون من الوصول إلى مكان معين خصوصا بملابس نسائية، فهو شخصيا ونحن كحكومة، أجهزتنا لم توجه أدنى اتهام للبوليس أو لقياداته أو له، ولكنها أشارت وبصورة قوية إلى أن العملية تقف وراءها حركة الشباب.

* هل تعرفتم إذن على هوية الانتحاري؟

ـ نحن عرفنا صورة المهاجم وشخصيته وكيفية دخوله. وكما تعلم فالتحقيق في بلد كالصومال يحتاج إلى بعض الوقت، ونحن على يقين من أننا سنصل في وقت قريب جدا إلى حقيقة هذا الشخص.

* قيل لي إن الانتحاري كان مقيما بالفندق؟

ـ هذا غير صحيح. هذا الرجل دخل مع من دخلن من الشابات والطبيبات حديثات التخرج اللائي أقيم لهن حفل التخرج مع أقرانهن من الشباب. ودخل معهن مرتديا ملابس نسائية ومنتعلا أحذية نسائية ومنتقبا، ودخل معهن من الخارج وليس من الداخل، ووفقا للمعلومات المتوافرة لدينا وشبه اليقينية فإنه دخل مع من دخلن وليس من دخلوا.

* هل الانتحاري من عناصر حركة الشباب؟

ـ نعم هو من هذه الحركة، هل سمعت عن عملية انتحارية في الصومال حتى هذه اللحظة نفذتها أي جماعات أخرى؟ هذه العملية لا تنفذها سوى جماعة واحدة فقط في الصومال هي تلك الحركة، الحزب الإسلامي لا يعرف التفجيرات، وهى ليست من شأن الجماعات الأخرى. فالمسألة هي مسألة الشباب، ونحن كصوماليين يعرف بعضنا البعض.

* ما الذي تنويه الحكومة لمواجهة هذه الحركة بعد ما حدث؟

ـ المشكلة برمتها عالمية تعانى منها بلدان كثيرة مثل العراق وباكستان وأفغانستان، وربما بلدان أخرى، وكل بلد له طريقته لمواجهة مثل هذه الأمور. نحن كحكومة صومالية سنبذل قصارى جهدنا للحيلولة دون تكرار أو وقوع هذه العمليات الإرهابية مرة أخرى، وسنرشد الاستخبارات ونأخذ احتياطياتنا الأمنية، لكن كما تعلم فمشكلة العالم مع هؤلاء الانتحاريين هي أن شخصا ما يقرر في لحظة ما أن يتحول إلى قنبلة متحركة، وتلك مسألة لا يسهل القضاء عليها تماما، وبالتأكيد لن نكون أول دولة تتعامل مع هذا الأمر وسوف نضع له حدا.

* الشيخ شريف اتهم مؤخرا خلال زيارة لقواعد عسكرية مسؤولين حكوميين بالتعاون مع المتمردين وتزويدهم بمعلومات وأسلحة؟

ـ أنا لا أعتقد أن هذه المعلومات صحيحة. وقد استمعت إلى خطاب الرئيس وما قلته لي من معلومات لم أسمعها في هذا الخطاب، ولا يمكنك بسهولة أن تثق في كل ما يكتب أو ينشر على شبكة الإنترنت، خاصة إذا كان مكتوبا باللغة الصومالية.

هذه المعلومة لم أسمعها من الرئيس، أنا سمعت خطابه بالكامل، وأن يفهم هذا الكلام من الرئيس فهو غير وارد، ربما هناك خطأ في الترجمة، وربما اختلق الكلام من أساسه.

* هل تلقى الانتحاري معلومات من الداخل كما يقال؟

ـ أخي الحبيب، لم تكن هناك معلومات مخفية عن الناس، فهذا كان حفلا دعي إليه المتخرجون وذووهم والمشايخ والوزراء للمشاركة في العرس الذي حوله الإرهابيون إلى مأتم. والمعلومات لم تكن خافية على أحد حتى يقال إن هذا الشخص حصل على معلومات من جهة ما في الحكومة، لا أبدا، هذا كلام معلن في الإعلام وفى بطاقات تمت طباعتها وتوزيعها باسم الحفل، والمجتمع الصومالي في مقديشو كان يعرف موعد الحفل، والمسألة لم تكن خافية حتى يقال إنه تم تسريب معلومات.

* هناك مظاهرات خرجت تطالب الشيخ شريف بعدم إقالة رئيس الشرطة؟ هل هو من دعا إليها لأنه لا يريد مغادرة منصبه؟

ـ لا.. الجنرال ليس هو من أمر بها لأنه يرفض التنحي، وهو لم يأمر بها. ولكن كما تعلم فنحن في الصومال مجتمع قبلي، وربما العائلة تحب أن يكون ابنها في صدارة قيادات الدولة والأمن، هذا هو الميل الطبيعي لشخص صومالي، لكن قايدبيد لم يكن وراءها، وأنا أعلم ذلك تماما.

* لماذا أقاله إذن الرئيس مع قائد الجيش؟

ـ لا، ليس هناك قرار رسمي. ولكن هناك إشاعات سرت في هذا الإطار، والرئيس الصومالي لم يوقع بنفسه أي قرار بإقالة أي شخص، وعبدي لا يزال رئيسا للشرطة، ودومال قائدا للجيش، وعلى هذا الأساس ما صار هو مجرد إشاعات، ليس هناك أي قرار إداري بتغييرهما. تغيير هؤلاء وفقا للدستور لا يتم إلى بقرار من الرئيس وبتوقيعه، وحتى الوقت الذي نتكلم فيه (مساء أول من أمس) لا يزالان في منصبيهما. لكن هناك إشاعات بأن لقاءات حدثت بينهما وبين الرئيس وتم الاتفاق على توليهما مناصب قيادية أخرى، وهذه مجرد إشاعات وأنا وزير الإعلام أقول لك إنه لم يصدر حتى اللحظة أي مرسوم رئاسي بتنحية أو إقالة أي مسؤول أمنى أو عسكري وتعيين بديلا له.

* ما مصدر هذه الإشاعات، خاصة أنه لا دخان من غير نار كما تعلم؟

ـ أنا كوزير للإعلام لا أستطيع أن أمشي وراء الإشاعات، وهى تأتى بأشياء عديدة أحيانا تكون لها أهداف تستهدف أشخاصا ومجموعات، والقطب الجنوبي كما تعلم فيه ثلج لكن فيه نار.