مسؤولان في «أشرف» لـ «الشرق الأوسط»: الحكومة العراقية تفرض حصارا على الإمدادات الطبية

منظمة مجاهدين خلق الإيرانية تناشد الجامعة العربية التدخل لوقف «كارثة إنسانية»

خبير متفجرات منتسب للشرطة العراقية يعرض مهاراته خلال تمرين في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

أشار مصدر طبي من داخل معسكر أشرف، التابع لمنظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة والمطوق منذ عدة أشهر من قبل القوات الأمنية العراقية، إلى تصاعد الضغوطات على سكان المعسكر، محذرا من وقوع كارثة إنسانية وشيكة بسبب منع الإمدادات الطبية من الوصول إلى مرضى المعسكر.

وأوضح الدكتور جواد أحمدي، مدير مستشفى معسكر أشرف، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن السلطات العراقية بدأت منذ أسبوع بتشديد إجراءاتها لإحكام الحصار الشامل على المعسكر، الذي بدأ قبل شهر، وذلك بمنع وصول أي إمدادات طبية إلى المعسكر»، مضيفا أن «القائمين على مستشفى المعسكر وقعوا في وقت سابق عقودا مع عدد من المتعهدين العراقيين لتوريد الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة والمستعصية، خصوصا الأمراض السرطانية والأمراض القلبية والسكر والدم وغيرها، ولكن السلطات العراقية منعت منذ أسبوع وصول تلك الأدوية، وقد نفدت الكميات الموجودة في مخازن المستشفى مما يهدد بتفاقم الأوضاع الصحية للمرضى وتعرضهم إلى مضاعفات خطيرة».

وقال أحمدي، إن «السلطات الأمنية العراقية منعت وصول الأطباء والجراحين العراقيين إلى المعسكر بعد أن كان عدد من الأطباء العراقيين يترددون دوريا على المعسكر بهدف فحص المرضى وإجراء العمليات الجراحية اللازمة لمن يحتاجها، وهذه السلطات تمنع حتى إخراج من يحتاج إلى تلك العمليات الجراحية من المعسكر إلى المدن القريبة».

وحول اتصالات مسؤولي المعسكر بالجهات العراقية لمعالجة هذه المشكلة الإنسانية، قال مدير مستشفى أشرف، «المعسكر مطوق من قبل القوات العراقية ومن كافة الجوانب، ولم نجد سوى هذه القوات لنتحدث مع قادتهم بشأن المعاناة الإنسانية لمرضى المعسكر، ولكن للأسف أبلغونا بأنهم تلقوا الأوامر من بغداد بعدم الاستجابة إلى أي مطلب لسكان المعسكر، ونحن نعتقد بأن اللجنة التي شكلها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، التي ترتبط بمكتبه الشخصي هي التي تمنع وصول أي إمدادات إلى المعسكر، أو تلبية المطالب الإنسانية للسكان، ونعتقد بأن تلك اللجنة تأتمر بأوامر من ملالي طهران».

وأشار إلى محاولة مسؤولي المعسكر للاتصال بالجانب الأميركي في العراق، ولكنهم «أحجموا بدورهم عن التجاوب مع مطالبهم برفع الحصار على الرغم من وجود اتفاقية بين المنظمة والجانب الأميركي تتعهد بموجبه القوات الأميركية بحماية سكان المعسكر». وناشد جواد أحمدي عبر «الشرق الأوسط» المنظمات الدولية والحكومات الأوروبية والعربية وخصوصا الجامعة العربية للتدخل لدى الحكومة العراقية ولدى شخص رئيس الوزراء نوري المالكي لتدارك أوضاع المعسكر ودرء خطر وقوع كارثة إنسانية حقيقية جراء الحصار الذي شمل حتى وصول الوقود وبعض المواد الغذائية.

وفي تطور لاحق أمس، بعث عدد من سكان معسكر برسالة إلى عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، طالبوا فيها الأخير بالتدخل الفوري لفك الحصار عن المعسكر.

وكانت الحكومة العراقية قد اقتحمت المعسكر في يوليو (تموز) الماضي، وفرضت سيطرتها الأمنية عليه بعد مواجهات مع السكان، سقط فيها الكثير من القتلى والجرحى بين الطرفين، فيما اعتقل آخرون بدعوى أن دخولهم للعراق كان غير قانوني ثم ما لبث أن أفرج عنهم لعدم ثبوت الأدلة.

وحذر محمد إقبال، المسؤول في المعسكر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من أن «كارثة إنسانية ستقع في أي لحظة ما لم يتم فك الحصار عن سكان المعسكر وخصوصا أن من بين السكان 1000 امرأة البعض منهن يعاني من أمراض مستعصية».