هدف وقف ارتفاع حرارة الأرض عند درجتين مئويتين: لماذا وكيف؟

تراجع الأمطار في منطقة البحر المتوسط.. وذوبان الثلوج القطبية

TT

تضمنت المفاوضات الدولية حول التغير المناخي بصورة تدريجية هدفا يتمثل في وقف ارتفاع حرارة الأرض عند درجتين مئويتين في المعدل مقارنة مع المستويات التي كانت قبل العصر الصناعي. فما هو أصل هذا الهدف وما هي تبعاته؟

* متى ظهر هدف الدرجتين المئويتين؟

ـ اعتمد الاتحاد الأوروبي فكرة الحد من ارتفاع الحرارة عند درجتين مئويتين منذ فترة طويلة. وفي يوليو (تموز) الماضي، اتفقت مجموعة الثماني في قمة لاكويلا في إيطاليا، وكذلك منتدى الاقتصاديات الكبرى الذي يضم أبرز الدول الملوثة، على اعتماد هذا الهدف.

* ماذا يقول العلماء؟

ـ خلص الفريق الدولي الحكومي المعني بالتغير المناخي (جياك) في تقريره الرابع والأخير الصادر في 2007 إلى أن النشاطات البشرية أدت منذ 1750 إلى ارتفاع حرارة الأرض.

ويتوقع الفريق ارتفاع درجات الحرارة بنهاية القرن الحالي بما بين 1.8 و4 درجات في المتوسط، وحتى إلى 6.4 درجات تبعا لما يضخه البشر في الجو من غازات مسببة للارتفاع الحراري. وارتفاع حرارة الأرض درجتين مئويتين يخلف انعكاسات جسيمة تتمثل على سبيل المثال في تراجع الأمطار في منطقة البحر المتوسط، وذوبان الثلوج القطبية، وخطر الانقراض المتسارع لثلاثين في المائة من الأنواع النباتية والحيوانية، وابيضاض الشعاب المرجانية، وزيادة الأضرار الناجمة عن العواصف والفيضانات.. ولكن ارتفاعا من ثلاث أو أأربع درجات سيخلف نتائج مأساوية، مثل انقراض الأنواع الرئيسية في مختلف أنحاء العالم، وتراجع المحاصيل الزراعية وخصوصا الحبوب، واتساع رقعة المناطق الساحلية التي تضربها الأمطار الغزيرة، وظهور أمراض أكثر ضراوة، إلخ.

* ما هي انعكاسات ذلك على المفاوضات؟

ـ يصطدم التوافق الدولي على هدف الدرجتين المئويتين بصعوبات كبيرة على طاولة المفاوضات. فالبقاء تحت مستوى الدرجتين يتطلب، وفق الفريق الدولي الحكومي المعني بالتغير المناخي، تخفيض مجمل الانبعاثات العالمية للغازات المسببة للارتفاع الحراري إلى النصف بحلول 2050، وهذا يعني أن المستوى الأقصى للانبعاثات ينبغي أن يتحقق في 2015، على أن يبدأ بالتراجع في 2020.

وتصر الدول الناشئة على أن الدول الصناعية تتحمل «مسؤولية تاريخية» في ظاهرة الارتفاع الحراري، وتطالبها بخفض كبير في انبعاثاتها. وفي غياب إجراءات كافية، فإن الكثير من الدول الصاعدة في منتدى الاقتصاديات الكبرى ومنها الصين التي أصبحت أول ملوث عالمي، يرفض في الوقت الحالي اعتماد هدف تقليص الانبعاثات إلى النصف بحلول 2050، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.