باكستان: قتلى وجرحى بانفجار في بيشاور

روالبندي تحت الحصار بعد التفجير الانتحاري لمسجد هيئة أركان الجيش.. وطالبان تعلن مسؤوليتها

مواطن باكستاني يفر من تفجير في بيشاور، أمس، أسفر عن قتل 4 أشخاص وأصابة 12 آخرين (أ.ف.ب)
TT

لا تزال الأوضاع غير طبيعية داخل مدينة راوالبيندي، بعد أن فرضت قوات الجيش وشرطة المدينة طوقا أمنيا محكما حولها. وفي هذه الأثناء تم دفن مسؤولين عسكريين بارزين قتلوا خلال هجوم إرهابي على مسجد بالمدينة يوم الجمعة. ولا تزال المكاتب والمراكز التجارية والمدارس مغلقة بسبب المخاوف الأمنية، وقامت الشرطة بنشر عناصر أمنية على الطريق السريع الذي يمر عبر قلب مدينة راوالبيندي. وقد كشف الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدا داخل مناطق سكنية لمسؤولي الجيش إلى طبيعة المخاطر، إذ كانت تعتبر هذه المدينة المكان الأكثر أمنا داخل باكستان قبل أن تواجه البلاد تهديد التطرف المسلح. وقال مسؤول أمني شريطة عدم ذكر اسمه، إن المدينة أصبحت هدفا رئيسيا للمجموعات المسلحة بسبب قربها من منطقة النزاع، التي يقوم فيها الجيش بعمليات عسكرية ضد مسلحي حركة طالبان. وقال رئيس أركان الجيش أشفاق برويز كياني: «لن تضعف الهجمات الإرهابية من عزيمة الجيش الباكستاني والأمة الباكستانية، ولن تدفعها لإنهاء الحرب ضد الإرهاب والمسلحين».

وقال مسؤولون إن انفجارا وقع قرب أحد مطاعم الوجبات السريعة في مدينة بيشاور بشمال غربي باكستان أمس مما أسفر عن سقوط قتيلين على الأقل وذلك بعد يوم من قتل متشددين العشرات عند مسجد قرب مقر قيادة الجيش في باكستان. وصرح المسؤول رؤوف خان بأن انفجار أمس وقع قرب أحد فروع سلسلة مطاعم «كنتاكي» للوجبات السريعة. وعرضت محطات تلفزيونية محلية لقطات لدخان متصاعد من أحد المباني.

ويواجه الجيش الباكستاني الآن تمردا من حركة طالبان في باكستان وضغطا أميركيا متزايدا للقضاء على المقاتلين الإسلاميين في المناطق الحدودية القبلية. وصرح الشرطي شوكت علام بأن انفجار بيشاور قد يكون حادثا تسبب فيه على الأرجح طلاء جرى تخزينه في متجر. وأدان وزير الخارجية شاه محمود قرشي أحدث موجة من أعمال العنف، وقال إن إرادة باكستان لن تنكسر. وتابع في بيان: «مثل هذه التصرفات التي تستحق الشجب لا يمكن أن تقضي على عزمنا على محاربة الإرهاب والتشدد». وقال مسؤول أمني أمس، إن ما يصل إلى 40 متشددا هاجموا مساء أمس نقطة تفتيش تابعة للجيش الباكستاني، مما أسفر عن مقتل جندي. وذكر المسؤول الأمني أن جنودا عند نقطة التفتيش على جسر في «وانا»، البلدة الرئيسية في وزيرستان الجنوبية معقل طالبان، ردوا بإطلاق النيران بعد أن تعرضوا لهجوم مساء أمس. وصرح مسؤول أمني في المنطقة، طلب عدم نشر اسمه، لـ«رويترز»: «كان هناك ما بين 30 و40 متشددا أطلقوا قذائف صاروخية الدفع أولا على موقعنا ثم فتحوا نيران بنادق كلاشنيكوف مما أسفر عن مقتل أحد جنودنا، ولكننا قمنا بالرد وقتلنا ستة متشددين». وقال مسؤول استخبارات إن طائرات حربية هليكوبتر قصفت أيضا مواقع للمتشددين في المعركة. والهجوم الذي وقع قرب مقر قيادة الجيش أمس وأسفر عن مقتل 40 شخصا على الأقل، هو أكبر تحد لإرادة البلاد منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وذكر الجيش أنه حقق مكاسب في الهجوم الكبير الذي أطلقه في أكتوبر في وزيرستان الجنوبية. لكن المتشددين نفذوا تفجيرات ثأرية منذ ذلك الوقت مما أسفر عن مقتل المئات وزيادة الضغط على الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري للقضاء على المتمردين.

وكان مهاجمان انتحاريان فجرا نفسيهما عند مسجد يتردد عليه مسؤولون عسكريون في مدينة روالبندي على بعد 30 دقيقة بالسيارة من العاصمة إسلام آباد، كما فتح متشددان آخران النيران على المصلين أمس. ووصف وزير الداخلية رحمن مالك المهاجمين بأنهم أعداء الإسلام والبلاد. وسلط الرئيس الأميركي باراك أوباما الضوء على الصراع ضد المتشددين في كلمة ألقاها الأسبوع الماضي وتحدث فيها عن عزمه على إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان.

وطالب في كلمته باكستان، ثالث أكبر متلق للمساعدات الأميركية، بقمع المتشددين بشكل أكثر صرامة لمساعدة القوات الأميركية على محاربة حركة طالبان في أفغانستان، محذرا من أن واشنطن لن تقبل أن تكون أراضي باكستان ملاذا آمنا للمتشددين. وكانت حركة طالبان باكستان تبنت الهجوم الانتحاري على مسجد في مدينة روالبندي، الذي أدى إلى مقتل أكثر من 40 شخصا وإصابة نحو 80 آخرين.