«غضب الكوبرا».. عملية عسكرية واسعة بدأت في هلمند

كرزاي سيكشف عن تشكيلة الحكومة الأفغانية الجديدة خلال أيام

TT

أعلن مصدر رسمي لوكالة الصحافة الفرنسية أمس أن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي سيعرض أمام البرلمان «في غضون أيام» حكومته الجديدة المنتظرة منذ مدة، وسط تهم الفساد الموجهة من المجتمع الدولي إلى حكومته. ويواجه كرزاي، الذي انتخب لولاية ثانية في أغسطس (آب) في انتخابات شابتها عمليات تزوير واسعة النطاق، ضغوطا محلية ودولية هائلة لتشكيل حكومة تتمتع بالشفافية والكفاءات. وقال حميد علمي المتحدث باسم كرزاي إن «الرئيس وبالتشاور مع الحكماء والأعيان والسياسيين والخبراء الأفغان سيعلن للبرلمان خلال هذا الأسبوع عن لائحة أسماء الحكومة الجديدة كاملة أو جزئيا». ولا يمكن للحكومة الجديدة أن تمارس صلاحياتها ما لم تحز على ثقة البرلمان. وكان من المفترض أن يعلق البرلمان الأفغاني عمله الأحد لعطلة الشتاء، إلا أن متحدثا باسم البرلمان أكد أن المجلس مدد جلساته «للانتهاء من التصويت على موازنة نصف السنة»، من دون أن يأتي على ذكر الحكومة الجديدة. وأعلنت القوات الدولية في أفغانستان، أن قوة تشمل 900 جندي أميركي وبريطاني و150 جندياً أفغانياً بدأت الجمعة عملية عسكرية لطرد حركة طالبان من وادي «نوزاد» في شمالي محافظة هلمند المضطربة. وتحمل العملية اسم «غضب الكوبرا» وقد شهدت حتى الآن مقتل عدد من المسلحين والعثور على كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات ومختبرات لإعداد العبوات الناسفة الخارقة للدروع. وتقدمت مشاة البحرية الأميركية صوب معقل ناء لحركة طالبان أمس وذلك في أول هجوم كبير لها في أفغانستان منذ أن أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال 30 ألف جندي إضافي لكابل لمحاولة القضاء على متمردي حركة طالبان. وتوغلت العملية التي تضم 900 من مشاة البحرية والبحارة الأميركيين والقوات البريطانية و150 من قوات الجيش والشرطة الأفغانيين في منطقة ناو زاد بإقليم هلمند في جنوب أفغانستان وهو معقل للمتمردين هجره سكانه بعد سنوات من القتال الشرس.

وقال الميجر بيل بيليتيير المتحدث باسم لواء الاستطلاع التابع لمشاة البحرية في هلمند إن قوات مشاة البحرية قتلت خلال تقدمها عددا من المتشددين وضبطت قنابل وأسلحة في اليوم الأول من العملية التي بدأت بهجوم لقوات محمولة جوا أمس. وأضاف وجدنا مساء أمس من بين أشياء أخرى مخبأين أو ثلاثة للأسلحة ومواد صنع القنابل بدائية الصنع وقذائف مورتر وبنادق آلية وأسلحة خفيفة. العملية مستمرة اليوم في المنطقة التي كان للعدو وجود فيها. سنقضي على هذا الوجود.

وذكر بيليتيير أنه لا يوجد قتلى أو جرحى بين القوات الأجنبية أو الأفغانية ولم يتمكن من تحديد على وجه الدقة عدد القتلى في صفوف المتمردين. وقال متحدث باسم القوات البريطانية في هلمند إن الجنود البريطانيين يدعمون مشاة البحرية الأميركية من الناحية الشرقية لمنطقة المعركة رافضا ذكر عدد القوات البريطانية المشاركة في العملية لأسباب أمنية. وشنت مشاة البحرية أكبر عملية في الحرب في يوليو (تموز) عندما سيطر أربعة آلاف من قوات مشاة البحرية على الجزء الأدنى من منطقة وادي نهر هلمند في منطقة أخرى من الإقليم. وعملية هذا الأسبوع هي واحدة من عدة عمليات كبرى نفذتها مشاة البحرية منذ ذلك الحين وتضم وحدات تتألف مما يصل إلى ألف جندي.

وستبدأ القوات الإضافية التي أعلن أوباما إرسالها وقوامها 30 ألف جندي الوصول إلى أفغانستان في الشهور المقبلة لتنضم إلى 68 ألف جندي أميركي وزهاء 40 ألفا من قوات دول حلف الأطلسي الأخرى. وتأتي العملية في وقت يتراجع فيه الدعم الداخلي لمشاركة واشنطن في أفغانستان مع دخول الحرب هناك عامها التاسع. وقال حلف شمال الأطلسي في بيان أول من أمس إن عددا من الدول الأعضاء بالحلف تعهدت بإرسال نحو سبعة آلاف جندي إضافي إلى أفغانستان رغم أن دولا أخرى بالحلف تسحب حاليا عددا كبيرا من قواتها. وقال أوباما يوم الثلاثاء إن القوات الأميركية ستبدأ الانسحاب من أفغانستان بحلول يوليو (تموز) عام 2011 لكن وزيري الدفاع روبرت غيتس والخارجية هيلاري كلينتون أبلغا الكونغرس أن هذا الموعد قد يتغير اعتمادا على الظروف على الأرض. جدير بالذكر أن العملية التي بدأت أول من أمس هي جزء من خطة وضعها قائد قوات الناتو في أفغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال لتغيير مواقع تمركز القوات من المناطق النائية لتلك المأهولة بالسكان لتوفير الأمن للمواطنين وللربط بين المواطنين وحكومتهم المركزية.

ومن المتوقع أن يتم نشر غالبية القوات الأميركية الإضافية في الأقاليم الجنوبية المضطربة حيث ينشط مسلحو طالبان لأقصى درجة.