اتفاق روسي أطلسي في بروكسل على استئناف التعاون العسكري رغم الخلافات

كلينتون تبحث مع لافروف المعاهدة الجديدة لتقليص الأسلحة الاستراتيجية

TT

في أول لقاء على مستوى عالٍ بين الجانبين منذ دخول القوات الروسية إلى الأراضي الجورجية في صيف العام الماضي، انعقد مجلس الناتو وروسيا بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وهو المجلس الذي انعقد خصيصا لبحث اتفاق بين الجانبين ويتضمن إصلاح مجلس الناتو ـ روسيا، وخطة عمل لعام 2010 إلى جانب مراجعة مشتركة للأخطار والتحديات وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وملف أفغانستان فضلا عن التعاون العملي والحوار السياسي.

وفي ختام الاجتماع المشترك أعلن الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسين، أن الناتو وروسيا سيستأنفان التعاون العسكري. وقال راسموسين في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل: «لقد اتفقنا على خطة عمل مشتركة لعام 2010، بما في ذلك استئناف التعاون العسكري». وأضاف أن الأطراف اتفقت أيضا على البدء بالاستعراض المشترك للتحديات والتهديدات المعاصرة، وكذلك النظر في كيفية جعل عمل مجلس «روسيا ـ الناتو» أكثر فعالية. واعترف راسموسين بوجود خلافات في وجهات النظر ما زالت موجودة إلى الآن حول بعض المسائل، مثل المسألة الجورجية وتوسع حلف الأطلسي، لكنه قال: «لن نسمح لمثل هذه الخلافات أن تقف حجر عثرة أمام التعاون في المجالات الأخرى». وجاء في كلمة راسموسين، أن محادثات مثمرة وبناءة جرت بين جميع الأطراف في هذا الاجتماع. ويذكر أن هناك العديد من المسائل التي يختلف فيها حلف الناتو وروسيا بالإضافة إلى تقييميهما المختلفين لأحداث أغسطس (آب) 2008 عندما شنت جورجيا هجوما على أوسيتيا الجنوبية. فقد اعترفت روسيا باستقلال أوسيتيا الجنوبية (وكذلك أبخازيا) في السادس والعشرين من أغسطس (آب) 2008 بعد أن ردت القوات الجورجية التي شنت هجوما على هذه الجمهورية في الثامن من نفس الشهر. ويرى الحلف أن روسيا أفرطت في استخدام القوة ضد جورجيا في حين تؤكد روسيا أنها اضطرت لإرغام جورجيا على السلام لضمان سلامة قوة حفظ السلام في أوسيتيا الجنوبية وسكان هذه الجمهورية التي يحمل أغلبهم الجنسية الروسية.

وتعارض روسيا توسع الناتو شرقا وتعتبر اقتراب الآلة العسكرية للحلف من حدودها تهديدا مباشرا لأمنها الوطني. ويؤكد المسؤولون الروس أن هذا التوسع لا يعزز الشفافية والثقة في التعاون بين روسيا الحلف، ولا يساعد على التحول إلى نوعية جديدة في العلاقات. كما أن موسكو أعلنت مرارا أنها غير مقتنعة بالمبررات التي يقدمها حلف الناتو لتوسعه.كما ترفض روسيا الأفكار التي تدعو لمنح حلف شمال الأطلسي إمكانية استخدام القوة بدون تخويل من مجلس الأمن الدولي.

من جهة أخرى أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أن لقاءها الثنائي مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف الذي عقد على هامش اجتماع مجلس «روسيا ـ الناتو» في بروكسل كان بناء. وقالت كلينتون في حديث للصحافيين: «لقد عقدنا لقاء بناء مع السيد لافروف. وتركز هذا اللقاء على مناقشة المسائل المرتبطة بالمعاهدة الجديدة بين روسيا والولايات المتحدة حول تقليص الأسلحة الاستراتيجية الهجومية». وفي ردها على سؤال لأحد الصحافيين حول ما إذا كانت مسألة أمن جورجيا قد طرحت في اجتماع مجلس «روسيا ـ الناتو»، ذكرت كلينتون أن الولايات المتحدة لن تعترف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وأضافت أن واشنطن تنتظر من موسكو القيام بإجراءات مشتركة مع المجتمع الدولي من أجل تسوية الوضع المتعلق بجورجيا.