فنانون عراقيون حائزون جوائز دولية يعرضون أفلامهم في مواقع تفجيرات ببغداد

مخرج شاب لـ «الشرق الأوسط»: الحياة لا تموت في العراق

مدخل سينما أطلس الشهيرة في بغداد («الشرق الأوسط»)
TT

قرر عدد من الفنانين الشباب في العراق أن يعرضوا نتاجاتهم السينمائية في الهواء الطلق بحثا عن الحرية التي يتمنونها والأحلام بعودة الثقة إلى السينما في العراق ودور العرض التي فقدت ثقة الجمهور خلال السنوات الأخيرة. وقرر هؤلاء الشباب أن يضيفوا تحديا جديدا بعرض نتاجهم السينمائي في الأماكن نفسها التي تعرضت لتفجيرات في بغداد مؤخرا بعد أن أزاحوا قطرات الدم المتناثرة للضحايا وقطع الأسمنت الكبيرة، معلنين أن الحياة لا تموت في العراق، كما يؤكد بشير الماجد مخرج أحد الأفلام وبطل فيلم آخر. «الشرق الأوسط» تحدثت إلى الماجد عبر الهاتف وكان كلامه يتوقف كل لحظة لأن عليه أن يتوقف عند النقاط التي تملأ شوارع بغداد ويقول: «أنا أتحدث لكم عن سينما الحياة في الهواء الطلق بينما هناك من يفتش عن الموت لربما تحمله حقائبنا داخل السيارات لمنع وصوله للعراقيين». ويشير الماجد الذي حصل على جائزة أفضل ممثل في فيلم «أحلام» في مهرجان بروكلن في مدينة نيويورك عام 2006 وفي مهرجان قرطاج أيضا، إلى أن «فكرة عرض الأفلام العراقية الحاصلة على جوائز في المهرجانات العالمية والعربية جاءت قبل ستة أشهر وتم عرض الأفلام بهذه الطريقة في البصرة والناصرية والحلة وتم تطوير الفكرة بعد التفجيرات الأخيرة في بغداد بأن تعاد الحياة إلى هذه الأماكن من خلال الحياة التي تمتلكها السينما بعرض أفلام عراقية من حق العراقيين الاطلاع عليها، خاصة أن دور العرض المنتشرة في بغداد والمحافظات لم تعد تملك ثقة العائلة العراقية للذهاب إليها باعتبار أن الأفلام التي يتم عرضها في هذه الدور ليست في مستوى العائلة العراقية.

وتنتشر في بغداد وبعض المحافظات العراقية دور سينما أغلق أغلبها بسبب ضعف التمويل وقلة روادها الذين ينتمون إلى فئة الشباب فقط. ويقول فتحي زين العابدين معاون مدير السينما والمسرح العراقي السابق والمحال على التقاعد قبل فترة وجيزة إن دور السينما في بغداد بشكل خاص تعرض الآن أفلاما بوليسية وجنسية مما لا يدعو العائلة العراقية إلى ارتيادها، كما أن ضعف التمويل وقلة الرواد دفع بكثير من أصحاب دور السينما إلى إغلاقها ولم يتبق في بغداد سوى سينما «سميراميس» وأطلس والخيام وركس، وهي تحتاج إلى جهود كبيرة لإعادة تأهيلها. ويؤكد زين العابدين، وهو المتخصص في مجال السينما والمسرح العراقي لـ«الشرق الأوسط إن «العائلة العراقية لم تعتد ترتاد السينما وتفضل المكوث في البيت ومتابعة الفضائيات العربية».

ويجد الماجد أن سينما الهواء الطلق التي تعرض حاليا نحو ستة أفلام عراقية تم تصويرها في أقسى الظروف التي مر بها العراق ستعيد الثقة بين المواطن العراقي ودور السينما، أي إن دورها سيكون تهيئة عقلية ونفسية المواطن للعودة لمتابعة الأفلام.

وفيلم «أحلام» الذي جسد فيه الماجد دور الجندي العراقي هو مرحلة عراقية بين عامي 1998 حيث عاصفة الصحراء و2003 الذي عمت فيه الفوضى بعد سقوط النظام ودخول القوات الأميركية إلى بغداد، حيث يرى مخرج الفيلم محمد الدراجي أن الفتاة «أحلام» لن تنتهي أحلامها في أفق غير واضح المعالم. ويستمر أبطال الأفلام الستة بعرض نتاجهم في محافظات أخرى، والأفلام هي إضافة إلى «أحلام» وتقويم شخصي فيلم غير صالح والعبور من الغبار وفيلم إني اسمي محمد ورجل القصب.