الصومال: إقالة قائدي الشرطة والجيش.. ووفاة وزير رابع أصيب في تفجيرات مقديشو

أنباء تتحدث عن وصول طيارين انتحاريين إلى حركة الشباب.. وزراء خارجية «إيقاد» يجتمعون لمناقشة الأوضاع

عنصران من خفر السواحل الصومالي بعد انتهاء دورية مجموعتهما في مقديشو أمس (رويترز)
TT

أقال الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد قائدي الجيش والشرطة، وعيّن قائدين جديدين مكانهما في خطوة تهدف إلى إعادة تنظيم هيكلة القوات الأمنية، واتباع استراتيجية جديدة ضد المتمردين، بعد التفجير الانتحاري الذي وقع أخيرا في مقديشو وأدى إلى مقتل العشرات بينهم 4 وزراء، آخرهم توفي أمس متأثرا بجراحه.

وأقال الرئيس الصومالي قائد الجيش الجنرال يوسف حسين طومال، وقائد الشرطة الجنرال عبدي قايدبيد، وعيّن مكانهما الجنرال علي محمد حسن (مدوبي) قائدا للشرطة، والجنرال محمد جيلي كاهية لقيادة الجيش. وقال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء الصومالي «عبد القادر ولايو»: «نظرا للمرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، والوضع الذي تواجه فيه الحكومة الانتقالية، حيث إن هناك خطرا كبيرا بسبب الهجمات المتواصلة ضدها من قبل الفصائل الإسلامية المعارضة، حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي، كان من الضروري تعيين قيادات جديدة للقوات المسلحة».

وجاءت هذه التغييرات بعد يومين فقط من الهجوم الانتحاري الذي لم تتبنّ بعد أي جهة مسؤوليتها عنه وأدى إلى مقتل وإصابة 63 شخصا، من بينهم أربعة وزراء، وصحافيون وأطباء. ويعتقد على نطاق واسع أن قرار إقالة قائدي الجيش والشرطة له علاقة بهذه التطورات، وكذلك إخفاق القوات الحكومية في تحقيق نجاح عسكري خلال الحروب الأخيرة التي خاضتها ضد الفصائل الإسلامية المعارضة.

وقال مصدر في مكتب الشيخ شريف لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من العاصمة الصومالية مقديشو إن الشيخ شريف وقّع بالفعل مرسوما رئاسيا بهذه التغييرات، واضعا بذلك حدا للشائعات التي تداولها مؤخرا الشارع الصومالي في هذا الإطار. وطالت الشائعات رئيس الشرطة المقال عبدي قايدبيد الذي اتهمته بتورطه في الهجوم على خلفية رفضه التنحي عن منصبه، والمظاهرات التي نظمتها عشيرته في العاصمة مقديشو لمطالبة الشيخ شريف بالتراجع عن عزله عن منصبه، لكن وزير الإعلام الصومالي طاهر جيلي نفى لـ«الشرق الأوسط» أول من أمس هذه الشائعات، وشدد على أن الأجهزة الأمنية المختصة التي تتولى التحقيق في الانفجار الذي وقع مؤخرا في فندق «شامو» لم توجه أي اتهامات إلى الجنرال المقال. وعلمت «الشرق الأوسط» أن رئيس الشرطة الجديد كان يعمل سفيرا للصومال لدى تنزانيا، علما بأنه جنرال سابق في الجيش الصومالي.

على صعيد آخر حذر رئيس إقليم بونت الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي عبد الرحمن محمد فارولي من هجمات انتحارية تحدث في المدن الرئيسية في بونت مماثلة لتلك التي حدثت في مقديشو، ودعا فارولي المواطنين في إقليم بونت إلى توخي الحذر والعمل مع أجهزة الأمن والاستخبارات وكافة مؤسسات الولاية للتعاون معا للتصدي لأي هجمات انتحارية محتملة تقع في مدن بونت الكبرى. وكانت مدينة بوصاصو في بونت قد تعرضت لهجوم انتحاري استهدف مكتبا لجهاز مكافحة الإرهاب في الولاية العام الماضي، كما شهدت مدن غاروي عاصمة الإقليم وغالكعيو لسلسلة عمليات اغتيال طالت مسؤولين من حكومة بونت، من بينهم وزير الإعلام، ونائب في البرلمان المحلي، ورئيس المحكمة العليا في الإقليم الذي اشتهر بمحاكمة القرصنة والمتمردين.

وكشفت مصادر صومالية لـ«الشرق الأوسط» عن وصول مجموعة من الطيارين الشباب مجهولي الهوية إلى المناطق التي تهيمن عليها حركة الشباب المناوئة للسلطة الانتقالية وللحضور العسكري الأفريقي في الصومال. وقالت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، إن وصول هؤلاء الطيارين الذين تلقوا تدريبات سرية في باكستان قد دخلوا بالفعل الأراضي الصومالية، معربة عن تخوفها من أن يكون وصول هؤلاء مرتبطا بتفكير الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة في شن هجمات انتحارية عبر الإقدام على خطف الطائرات واستخدامها لاحقا في عمليات إرهابية أو هجمات انتحارية. وأوضحت المصادر أن هناك مخاوف حقيقية في هذا الإطار، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن ستين طائرة تهبط يوميا في المطارات الصومالية المختلفة ومعظمها تابع لمنظمة الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية والإغاثية التابعة لها، بالإضافة إلى منظمات أخرى غربية.

من جهة ثانية يعقد وزراء خارجية دول منظمة «إيقاد» اجتماعا في جيبوتي لبحث التطورات في الصومال، وسبل تقديم الدول المجاورة الدعم اللازم للحكومة الصومالية التي فقدت ثلاثة من وزرائها في الهجوم الانتحاري الذي وقع الخميس الماضي في العاصمة مقديشو. ومن المقرر أن يبحث الوزراء القرارات المتعلقة بفرض عقوبات على الجهات الخارجية التي تعرقل جهود السلام في الصومال، وكذلك تفعيل دور قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام العاملة في مقديشو، وضرورة الإسراع في تقديم الدعم اللازم للحكومة الانتقالية بما يجعلها قادرة على رد العدوان وإعادة الاستقرار في هذه المرحلة الحرجة. إلى ذلك، اجتمع أمس السفير إبراهيم الشويمي مبعوث الجامعة العربية لدى الصومال مع الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد، حيث نقل إليه تعازي عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية في ضحايا الهجوم الانتحاري الأخير. الصومال، والذي تتولى القوات الأفريقية تأمينه، كنت أرى الصوماليين كالعادة يجلسون على المقاهي يتعاطون القات بينما أصوات الرصاص تندلع هنا وهناك، هذا الوضع العادي لديهم هنا».