واشنطن تؤكد عدم معرفتها مكان أسامة بن لادن منذ سنوات

متظاهرون يحتجون ضد محاكمة مدبر هجمات سبتمبر في نيويورك

TT

كشف وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، أن الإدارة الأميركية لم يتوفر لديها منذ سنوات أي معلومات مفيدة عن مكان تواجد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. ولم يتسن لغيتس في مقابلة مع برنامج «هذا الأسبوع» المقرر أن تذيعه محطة «إيه.بي.سي» التلفزيونية الأميركية في وقت لاحق أمس تأكيد التقارير التي ترددت الأسبوع الماضي عن معرفة معتقل في باكستان لمكان اختفاء بن لادن.

وحول ما إذا كانت باكستان قد بذلت ما فيه الكفــــاية لتعـــــقب بن لادن، قال غيتس «حسنا، لا نعرف في واقـــــع الأمر أيـــــن يختـــــبئ، وإذا كنا نعــــــــلم لذهبنا لإحضاره». وأكد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني في لندن الأسبوع الماضي أن بن لادن «ليس في باكستان»، وأصر على أن قوات الأمن الباكستانية حققت «نجاحا هائلا» في التعامل مع الإرهاب داخل حدودها. بينما كان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري قد أكد في أبريل (نيسان) الماضي أن مكان بن لادن ليس معلوما وأن هناك تقارير غير مؤكدة من وكالات استخباراتية محلية تشير إلى أنه توفي. ويعتقد أن زعيم القاعدة يعاني من مرض ما، ويشتبه بعض المحللين في أنه يختبئ في المناطق القبلية الباكستانية القريبة من الحدود مع أفغانستان. وقد أعلنت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يساعد في إلقاء القبض عليه حيا أو ميتا. ويعتبر معظم الخبراء أنه يختبئ في المناطق القبلية الباكستانية حتى وإن كان البعض يعتقد أن أي مدينة باكستانية كبرى يمكن أن تكون أفضل ملجأ.

لكن الأمر الوحيد المؤكد هو أنه فر أواخر 2001 من أفغانستان ودخل إلى باكستان عبر ولاية وزيرستان الشمالية، إحدى المناطق القبلية التي تتمتع بحكم ذاتي، والتي تسكنها قبائل البشتون المعارضة تقليديا للسلطة المركزية.

إلى ذلك قال مسلح من طالبان معتقل لدى السلطات الباكستانية إنه يملك معلومات عن المكان الذي تواجد فيه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن مطلع العام الحالي. ورغم أن مزاعم هذا المعتقل لا يمكن التثبت منها، فإن خبيرا أميركا بارزا قال إن اعترافات هذا المعتقل جديرة بالتمحيص والتدقيق. وقال هذا المعتقل إنه التقى مع بن لادن عدة مرات قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) في الولايات المتحدة. وأضاف أنه اجتمع في وقت سابق من هذا العام بشخص يقول إنه موثوق قال بدوره إنه شاهد بن لادن قبل 15 أو 20 يوما في منطقة أفغانية قريبة من الحدود مع باكستان. وأضاف أنه في عام 2009، وفي يناير (كانون الثاني) أو فبراير (شباط) على وجه التقريب، اجتمع مع صديق له، وأن هذا الأخير قال له إنه جاء من اجتماع مع بن لادن، وإنه «يستطيع ترتيب اجتماع لي معه». وفي نيويورك دعا متظاهرون انتابهم الغضب بسبب قرار إدارة أوباما محاكمة العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) أمام محكمة مدنية على الأراضي الأميركية أول من أمس؛ دعوا إلى نقل المحاكمة إلى محكمة عسكرية. وتحدى أكثر من ألف شخص برودة الجو والأمطار ليحتشدوا أمام محكمة مانهاتن الاتحادية حيث سيحاكم خالد شيخ محمد وأربعة آخرون. وانتقد المتحدثون وزير العدل الأميركي إريك هولدر بسبب قراره إجراء المحاكمات في محكمة لا تبعد سوى بضعة مبان عن موقع مركز التجارة العالمي حيث قتل آلاف الأشخاص في هجمات 2001 التي نفذت بطائرات مخطوفة. وحمل المتظاهرون، الذين كان من بينهم أفراد من عائلات الضحايا ورجال الإنقاذ، الأعلام الأميركية ولافتات مكتوبا عليها «لا حقوق دستورية للمقاتلين الأعداء»، وأطلقوا صيحات الاستهجان والسخرية عندما ذكر المتحدثون اسم هولدر واسم الرئيس باراك أوباما. وقالت إيدي لوتنيك، المدير التنفيذي لصندوق كانتور فيتزجيرالد للإغاثة عن الضحايا «لقد تعرضوا للقتل.. على يدي الإرهابي خالد شيخ محمد». وكان شقيق لوتنيك واسمه هوارد الذي لقى حتفه في انهيار مركز التجارة العالمي يشغل منصب المدير التنفيذي لشركة «كانتور فيتزجيرالد للسمسرة» التي فقدت ثلثي موظفيها وهم أكثر من 600 شخص. وقالت لوتنيك وسط هتافات التأييد من المتظاهرين في الاحتجاج الذي نظمه ائتلاف يدعو إلى عدم نسيان 11 سبتمبر قط «سنكون ضحايا ليس أكثر». وانتقد متحدثون آخرون بينهم أشخاص أصيبوا بجروح بالغة في 11 سبتمبر (أيلول) المحاكمة ووصفوها بأنها مهزلة بملايين الدولارات وتمرين على تجنيد جهاديين عالميين وأنها ستوفر منبرا فحسب للإرهابيين. وقبل 16 عاما قال آندي ماكرثي مساعد وزير العدل الأميركي السابق الذي اتخذ إجراءات قانونية في قضية تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 التي نظر فيها في نفس المحكمة الاتحادية في مانهــــــاتن «نعرف أنها حرب.. لا تحضـــــروا أعداءكم إلى المحكمة، ودافع هولدر عن قراره بنـــــــقل المحاكم من سجن في القــــــــاعدة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو في كوبا إلى محكمة جنائية اتحاديــــــة في مانهــــــــاتن، قائلا إن هؤلاء الأشــــــخاص يمكن محاكمتهم بنــــــزاهة ونجاح في نيويورك.