المالكي يجدد تحذيراته من دخول شخصيات مدعومة «خارجيا» إلى البرلمان القادم

دعا العشائر إلى إسناد حكومته.. وأكد: انتهت محاولات تقسيم العراق

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يلقي خطابا أثناء لقائه بعدد من رؤساء عشائر البصرة، في بغداد، أمس (رويترز)
TT

جدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، تحذيراته من وصول أطراف تعمل لصالح جهات خارجية إلى البرلمان العراقي المقبل، كما دعا إلى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح «الفئوية والحزبية» في الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها بداية العام المقبل. وقال المالكي، خلال لقائه بمكتبه أمس وفدا من شيوخ ووجهاء محافظة البصرة، إن «هدفنا هو الحفاظ على أمن وسيادة العراق، وأن يتساوى جميع العراقيين في الحقوق والواجبات، وزيادة اللحمة الوطنية، ولا نسمح بالتدخل في شؤوننا الداخلية»، داعيا «جميع العراقيين إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات، واختيار من يعملون من أجل العراق ويغلّبون مصلحته على المصالح الحزبية والطائفية والفئوية حتى لا يدخل البرلمان أشخاص يعطلون مسيرة ومصلحة البلاد ويعملون لصالح جهات خارجية». وقال المالكي، حسب الموقع الإلكتروني للمركز الوطني للإعلام التابع للحكومة العراقية، إن «البصرة من أكثر المدن العراقية استهدافا، لأنها تعني وتمثل الكثير بالنسبة إلى العراق، وقد تعرضت لمحاولات تدخل كثيرة، ولكنها ظلت شامخة وقوية». ولم يوضح رئيس الوزراء العراقي الأطراف التي تقف وراء التدخلات في مدينة البصرة، جنوبي العراق، غير أن مسؤولين وبرلمانيين عراقيين كانوا قد حذروا في أوقات سابقة من امتداد النفوذ الإيراني في المدينة. وقال المالكي إن «البصرة مفتاح الخير بالنسبة إلى العراق، وبعد أن تحقق الأمن والاستقرار فيها، بدأنا نتحدث عن أمن ووحدة العراق وعن انتهاء دور الميليشيات ومحاولات تقسيم العراق، ولو تذكرنا ما كان عليه العراق قبل صولة الفرسان وما تحقق بعدها، لتأكدنا من صحة ذلك، لقد كانت البصرة شرارة يراد أن تنتقل إلى جميع العراق، ولكننا تمكنا من إخمادها». وكانت القوات الأمنية العراقية قد نفذت صولة الفرسان الأمنية العام الماضي في مدينة البصرة ضد الميليشيات الشيعية في المدينة لا سيما ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المقيم حاليا في إيران.

وأضاف المالكي: «لقد عانت البصرة الإهمال ونقص الخدمات، بسبب سياسة النظام المباد، ولكننا اليوم عازمون على توفير الخدمات لها، ولولا صولة الفرسان وما تحقق بعدها لما تمكنا من الحديث الآن عن توفير الخدمات في هذه المحافظة، ولم يكن هذا الحال في البصرة فقط إنما كان ذلك في بعض مناطق بغداد والأنبار وديالى ونينوى وغيرها من المحافظات». وأضاف المالكي أن «ما تحقق من نجاحات كبيرة تتطلب منا تثبيتها، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولية هذا الأمر»، ودعا العشائر إلى الوقوف إلى جانب الحكومة العراقية قائلا إن «كل ما نريده من العشائر أن تقف جنب الدولة والأجهزة الأمنية للحفاظ على الإنجازات التي تحققت». وكان المالكي قد دعم بشكل واسع ما أطلق عليه «مجالس الإسناد العشائرية» في جنوب العراق لدعم الحكومة العراقية لتحقيق الأمن، وتم تزويد تلك المجالس بالأموال والأسلحة، غير أن قوى سياسية عراقية ادّعت أن أهدافا انتخابية تقف وراء دعم العشائر للحصول على أصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت بداية العام الجاري والتي حقق فيها تحالف دولة القانون، بزعامة المالكي فوزا ساحقا.