حزب العمال الكردستاني: التحالف الأميركي التركي العراقي ضدنا فشل

قيادي في الحزب التركي المعارض لـ «الشرق الأوسط»: نأمل خلال لقاء أوباما ـ أردوغان اليوم تقديم حلول سلمية

TT

أعلن حزب المجتمع الديمقراطي الكردي، الممثل في البرلمان التركي بعشرين نائبا، أمس، عن وقف دعمه لسياسة الانفتاح التي تنتهجها حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لحل القضية الكردية في تركيا.

وأكد نائب رئيس الحزب، صلاح الدين دميرداش، في تصريحات نقلها تلفزيون «إن.تي.في» التركي أن «الجهود التي تبذلها الحكومة التركية تحت غطاء حل المسألة الكردية ترمي إلى تصفية حزب المجتمع الديمقراطي وكذلك تصفية زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان».

وفي غضون ذلك قال بريار كابار، القيادي في حزب العمال الكردستاني التركي المعارض للحكومة التركية، إن «حل القضية الكردية بمعزل عن زعيم الحزب عبد الله أوجلان (المعتقل في تركيا) غير ممكن، لأنه يمثل إرادة الشعب الكردي».

وقال كابار لـ«الشرق الأوسط» إن حزب العمال الكردستاني «دشن منذ ربيع العام الجاري سياسة جديدة ترمي إلى تهيئة الأجواء أمام الحلول السياسية بدل إراقة المزيد من الدماء بين أبناء البلد، ولذلك بادر لمرات عديدة إلى إعلان وقف القتال من طرف واحد بغية توفير أرضية نجاح الخطوات التركية باتجاه الانفتاح الحقيقي على القضية الكردية، ولكن الجانب التركي، ممثلا بحكومة السيد أردوغان، أصر على استمرار القتال من خلال شن الحملات العسكرية المتلاحقة على مواقع ومقاتلي الحزب مما أفرغ المبادرة السلمية من محتواها، ونحن أصبحنا على يقين من عدم جدية الحكومة التركية بحل هذه القضية على الرغم من الهالة التي ترسمها حول مبادرتها».

وتشن الطائرات التركية من حين إلى آخر غارات جوية على معاقل الحزب في الجبال المتاخمة لإقليم كردستان العراق.

وقال كابار «منذ البداية لم نقتنع بجدية حكومة أردوغان لحل القضية الكردية، ولكننا بادرنا إلى وقف القتال لنبين للعالم تمسكنا بالحلول السلمية، ولكن حكومة أردوغان تحاول من خلال مبادرتها فرض حلولها الأحادية على الحزب وعلى الشعب الكردي، فهي لا تنظر إلى الحزب وقائده أوجلان كشريك في تحقيق السلام، بل إنها ترفض حتى اعتبار حزب المجتمع الديمقراطي الممثل في البرلمان طرفا في المفاوضات الجارية لحل القضية، عليه فلا جدوى من ادعاءات تركيا برغبتها في حل القضية الكردية التي تعتبر أهم قضايا البلد».

ولخص كابار مطالب الشعب الكردي في تركيا، قائلا «في مقدمة مطالبنا وقف القتال الفوري ضد حزبنا وكذلك وقف الاعتقالات والمحاكمات التعسفية ضد حزب المجتمع الديمقراطي، فلا يمكن الحديث عن سلام حقيقي في ظل مطاردة ومحاربة ممثلي الشعب الكردي، كما أن الدستور التركي الذي يعود إلى حكومة الانقلاب عام 1980 ينص على إنكار واضح لأي وجود كردي من خلال النصوص الثلاثة الأولى التي تشير إلى الأمة الواحدة واللغة الواحدة والراية الواحدة، هذا بالإضافة إلى تصوير الصراع الكردي التركي كصراع اجتماعي في حين أن قضيتنا سياسية وقومية».

وحول زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة ولقائه اليوم الرئيس الأميركي باراك أوباما، قال القيادي في حزب العمال الكردستاني «نحن نعلم أن الملف الأساسي الذي سيبحثه أردوغان مع أوباما سيتركز حول طلب الدعم الأميركي للقضاء على حزب العمال الكردستاني، وطبعا ستكون هناك مصالح متبادلة بين الطرفين، ولكن مع ذلك نستطيع القول إن التحالف الأميركي ـ التركي ـ العراقي قد أثبت فشله سابقا في القضاء على الحزب، وسيفشل مرة أخرى في ذلك، وتركيا وأميركا تدركان جيدا بأن الحزب لن ينتهي بمجرد بضع حملات عسكرية، فالحزب ينتشر على أرض شاسعة في جبال كردستان بأجزائها الأربعة وله ملايين الأنصار والمؤيدين، ونحن ننتظر من الرئيس أوباما، الذي حصل على جائزة نوبل للسلام، أن يترجم أفكاره ومواقفه المعلنة على أرض الواقع، وننتظر هل أنه سيساير السياسة التركية الرامية إلى القضاء على الشعب الكردي، أم أنه سيعمل على تهيئة الأجواء أمام الحلول السلمية لقضية هذا الشعب وتحقيق مطالبه المشروعة».

وكانت لجنة ثلاثية، تمثل العراق وتركيا والولايات المتحدة، قد تشكلت لمتابعة قضية حزب العمال الكردستاني.

وحول أوضاع رئيس الحزب المعتقل عبد الله أوجلان، قال كابار «لقد أعلنت الحكومة التركية عن تحسين ظروف اعتقال زعيم الحزب عبر تغيير سجنه، ولكن أوجلان أبلغ عن طريق محاميه أن ظروف سجنه باتت أسوأ من ذي قبل، وأن هناك تهديدا حقيقيا على حياته»، وشبه سجنه الجديد بـ«حفرة الموت» وصوّر نقله من سجنه السابق بـ«انقلاب» يهدف إلى القضاء على حياته، وأضاف «من هنا يبدو أن الهدف الحقيقي من خطوة تركيا بهذا الصدد هو كسر إرادة زعيم الحزب، ولكننا نؤكد من هنا أن تركيا تلعب بالنار إذا ما حاولت المس بحياة زعيم الحزب الذي يمثل أمل الأمة الكردية، ولذلك نؤكد بأنه لا حل للقضية الكردية من دون إشراك زعيم حزبنا في المفاوضات أو أي جهود تبذل لأجل حل هذه القضية».