جولة الإعادة تشعل انتخابات نقيب الصحافيين في مصر

«مكرم» يتراجع بفارق 3 أصوات.. و«رشوان» يستقطب دعاة التغيير

TT

أشعلت جولة الإعادة التي ستحسم «الأحد» المقبل حلبة الصراع على منصب نقيب الصحافيين في مصر، حيث تراجع الصحافي المخضرم النقيب الحالي مكرم محمد أحمد عن الفوز بالمنصب بفارق 3 أصوات عن النصاب القانوني، وليقترب من المنصب بقوة منافسه الرئيسي ضياء رشوان الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في الانتخابات التي جرت أول من أمس وتنافس فيها 7 مرشحين على المنصب.

مكرم ـ الذي حصل في انتخابات «الأحد» الماضي على 1497 صوتا من بين 3048 أدلوا بأصواتهم في الانتخابات من أصل 5532 صحافيا مصريا لهم حق التصويت ـ كان في حاجة إلى أن يصل عدد مؤيديه إلى 1500 صحافي، أي بزيادة 3 أصوات فقط، ليحصل على النسبة التي قررها قانون نقابة الصحافيين وقانون انتخابات النقابات المهنية اللذان وضعا نسبة (50% + واحد) من أصوات الحضور الصحيحة في الانتخابات كشرط لتسمية النقيب، في الوقت الذي حصل فيه منافسه الرئيسي ضياء رشوان على 1458 صوتا، بفارق 39 صوتا فقط كانت كفيلة لإرغام مكرم، الذي يتهمه خصومه بأنه مدعوم من الدولة، على خوض جولة الإعادة الأحد القادم.

الكثير من الصحافيين اعتبروا أن خوض مكرم محمد أحمد جولة الإعادة أمام مرشح أصغر منه بنحو 3 عقود ـ ضياء رشوان ـ في حد ذاته يعد فوزا لقوى المعارضة داخل النقابة، كما يعد مؤشرا كبيرا على تنامي السخط في الجماعة الصحافية بسبب تراجع أدوار النقابة وضعف خدماتها للأعضاء، والرغبة في التغيير ودخول دماء جديدة للعمل النقابي بعيدا عن الوجوه المألوفة، خاصة في ظل تزايد عدد شباب الصحافيين في الآونة الأخيرة بدخول الصحف الخاصة والمستقلة بكثرة خلال السنوات الخمس الماضية.

وعلى الرغم من نفي مكرم المستمر أنه «مرشح الحكومة»، وتأكيده على أنه مرشح لكل التيارات والقوى السياسية داخل نقابة الصحافيين ما بين تيار اليسار والإخوان المسلمين والليبراليين والمستقلين، وأنه لن يسمح بأي تدخل سواء من الدولة أو الأحزاب السياسية في العمل النقابي واستغلال النقابة لأهداف سياسية ما، فإن جبهة منافسه ضياء رشوان، والتي أطلقت على نفسها «تيار الاستقلال» أكدت أن النظام السياسي المصري والدولة دعمت مكرم لأقصى الحدود، سواء بمنح زيادة في بدل التكنولوجيا الشهري المقرر للصحافيين بزيادة بلغت 80 جنيها مصريا (أقل من 20 دولارا) ليصل إلى 610 جنيهات (نحو 110 دولارات) ضمن برنامجه الانتخابي، أو من خلال مشروع إسكان الصحافيين بمحافظة السادس من أكتوبر، والذي أكد مكرم أن «علاقاته بالدولة ومؤسساتها ستضمن إنجازه والانتهاء منه بصورة تليق بالصحافيين المصريين».

وعلى الرغم من التنافس الشرس بين الجبهتين في انتخابات الأحد، واشتعال الأعصاب بين أنصارهما، وتبادل الاتهامات ما بين العمالة للدولة والانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظور نشاطها رسميا، في ظل وجود مكثف من الشرطة خارج مبنى النقابة لتأمين الانتخابات، فإن العملية الانتخابية لم تشهد اشتباكات على أي مستوى، إذ انشغل أنصار كل مرشح في الدعاية لمرشحه المفضل والسعي للتأثير على الناخبين والضغط عليهم من خلال توزيع أوراق ومصاحبتهم حتى دخول اللجان الانتخابية والتي بلغ عددها 20 لجنة، وتوزيع وجبات غذاء مجانية.

وأصبح هناك تصور لدى أغلبية المراقبين أن موقف مكرم أصبح متأزما بشدة في جولة الإعادة، في ظل تصاعد أسهم ضياء رشوان لدى الجماعة الصحافية، ورغبة شباب الصحافيين في نقيب أصغر سنا يتفهم متطلباتهم، خاصة في ظل تدني مرتباتهم والخدمات المقدمة لهم من جانب النقابة، فيما أشار آخرون إلى أن معركة الإعادة ستحتدم بصورة أكبر من معركة أول من أمس، إذ سيرغب كل من مكرم ورشوان في تعزيز نفسه وصورته لدى الصحافيين، وسيكون عدد الحضور من الناخبين فيها أكبر من سابقتها، حيث سيحرص أنصار كل مرشح على الإدلاء بأصواتهم بعد أن كشفت الانتخابات أن الفوارق بينهما طفيفة للغاية.