أوباما بعد لقاء أردوغان: يمكن لتركيا دفع إيران لتسوية ملفها النووي

واشنطن تشدد على أهمية استمرار العلاقات التركية ـ الإسرائيلية

الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى لقائه برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في البيت الأبيض أمس (رويترز)
TT

استقبل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، صباح أمس، رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، في البيت الأبيض، في أول زيارة لأردوغان إلى واشنطن منذ تولي أوباما الرئاسة. وتصدرت أجندة اللقاء المغلق بين أوباما وأردوغان آخر المستجدات في الشرق الأوسط، على رأسها الأوضاع في العراق وجهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط وإيران، بالإضافة إلى التطورات في أفغانستان. وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد لقاء أردوغان أن تركيا يمكن أن تلعب دورا هاما في دفع إيران نحو حل مشكلتها حول برنامجها النووي. كما أكد أوباما أن الولايات المتحدة وتركيا ملتزمتان بمحاربة الإرهاب.

وقال مسؤول أميركي: «يكاد لا يوجد شأن إقليمي أو عالمي لا تلعب فيه تركيا دورا يزداد أهمية». وصرح مسؤول أميركي رفيع المستوى بأن زيارة أوباما إلى تركيا في أبريل (نيسان) الماضي «تعكس أننا نتعامل مع تركيا على قضايا إقليمية وعالمية كثيرة مثل إيران والعراق وأفغانستان وباكستان والشرق الأوسط واليونان والاتحاد الأوروبي والطاقة وقبرص». وتعتبر العلاقات التركية ـ الأرمينية من القضايا التي تثير اهتمام الولايات المتحدة، وبخاصة أعضاء الكونغرس، الذين لديهم اهتمام بتلك العلاقات. وبعد دور وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، في العمل على تطبيع العلاقات بين البلدين، تشدد واشنطن على أهمية مواصلة هذه العملية.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، الجنرال جيم جونز، إن «هذه زيارة مهمة بين بلدين لديهما علاقات وثيقة جدا»، مضيفا أن «تركيا تقع في موقع استراتيجي ذي أهمية عالية، وتستطيع أن تؤثر على أحداث العالم المتمركزة في المنطقة». ورافق أردوغان كبار مستشاريه في اجتماعاته مع أوباما التي استمرت أكثر من ساعتين وشملت غداء عمل حضره نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، ووزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بالإضافة إلى وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أغلو، ووزير الدولة علي بابجان.

وكانت تصريحات أردوغان حول علاقته بالرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، قد أثارت استياء أوساط يمينية في الكونغرس، وظهرت أصوات تنتقد اعتباره «صديقا». ولكن رد مسؤول أميركي على انتقادات للدور التركي، قائلا: «تركيا واضحة جدا في أنها لا تريد أن تحصل إيران على أسلحة نووية». وأضاف: «إن لديهم تساؤلات حول العقوبات واستخدام القوة العسكرية، وعادة ما يتحدثون عن هذا القلق، ولكن في الوقت نفسه يوضحون أنهم لا يريدون أن تطور إيران قدرة نووية عسكرية ويريدون أن يساعدوا في منع هذا السيناريو». وأما عن علاقات تركيا مع إسرائيل التي توترت بعد حرب غزة، قال المسؤول الأميركي إن «لدى تركيا علاقة مهمة جدا وإيجابية مع إسرائيل، وهي علاقة نريد لها أن تستمر بكل تأكيد».

ويذكر أن تركيا، العضو في حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، تشارك في القوات الدولية في أفغانستان ووصل عدد قواتها في حماية كابل إلى 1750 جنديا. وعبرت الحكومة التركية مؤخرا عن عدم رغبتها في زيادة القوات مجددا، إلا أنها تدرس إرسال المزيد من المساعدات المالية إلى أفغانستان. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي إن «المساهمات التي قامت بها تركيا للمهمة في أفغانستان في غاية الأهمية منذ سنوات، تركيا لديها نفوذ هائل في أفغانستان وساهمت في إعادة الإعمار الاقتصادي، وقد أرسلت قوات، وهي حليف أساسي في جهدنا المشترك». وأضاف: «نحن نثمن أي مساهمات يمكن لتركيا أن تقوم بها»، من دون المطالبة علنا بإرسال المزيد من القوات إلى البلاد، موضحا: «نحن نحترم قرار تركيا» في عدم قبول نشر القوات التركية خارج كابل، مع «حرصها على عدم دخول قواتها في مواجهات مع المتمردين في البلاد».

ويعتبر دور أنقرة النشط في الملف الأفغاني والباكستاني، على أساس علاقاتها التاريخية مع البلدين، من أبرز القضايا التي تهتم بها الإدارة الأميركية في علاقاتها مع تركيا. وكان وفد تركي قد زار واشنطن الشهر الماضي للعمل مع المندوب الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك لتنسيق جهودهما ليذهب مسؤولون أميركيون من مكتب هولبروك مؤخرا إلى تركيا لبحث القضية نفسها.