عباس يعلن من بيروت الاستعداد لإجراء الانتخابات توافقيا في 28 يونيو المقبل

قال إن وضع اللاجئين الفلسطينيين «باق على حاله إلى أن تحل القضية»

الرئيس اللبناني ميشال سليمان أثناء استقباله نظيره الفلسطيني محمود عباس في بيرت أمس (رويترز)
TT

أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن وجود لبنان في مجلس الأمن سيدفع بالقضية الفلسطينية إلى الأمام، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان أبلغه أن موضوع اللاجئين ورد في البيان الوزاري. وأعرب عن اطمئنانه إلى أن لبنان سيهتم بهذه القضية.

وكان عباس قد وصل إلى بيروت صباح أمس في زيارة رسمية، واستقبله في مطار رفيق الحريري الدولي وزير الخارجية اللبناني علي الشامي، لينتقل والوفد المرافق له إلى قصر الرئاسة في بعبدا، حيث التقى الرئيس سليمان، ثم زار رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.

وقد شدد الرئيسان اللبناني والفلسطيني، على التنسيق بين الموقفين اللبناني والفلسطيني عشية زيارة الرئيس سليمان للولايات المتحدة الأميركية ولقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما وعدد من المسؤولين، وعشية انضمام لبنان إلى العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي اعتبارا من عام 2010.

وإذ أكد الرئيسان تمسكهما برفض التوطين، فإنهما اتفقا على «ضرورة إبقاء التواصل قائما بينهما عبر قنوات يتم تحديدها وعبر السفراء المعتمدين في الأمم المتحدة، من أجل استمرار التنسيق في المواقف بما يخدم المصلحتين اللبنانية والفلسطينية».

واتفق الرئيسان سليمان وعباس على «حض المجتمع الدولي على تعزيز القدرات المالية للأونروا لاستمرار القيام بموجباتها الإنسانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين».

وشدد عباس على أنهم «ضيوف في لبنان ويخضعون للسيادة اللبنانية وقوانينها»، كما شدد على «رفض توطينهم في لبنان». وتناول اللقاء موضوع المصالحة الفلسطينية والعلاقات العربية ـ العربية، وتنسيق الموقف العربي بما يخدم القضية الفلسطينية في المرحلة المقبلة.

وطرح خلال المحادثات موضوع مفاوضات السلام وفرص وإمكانات استئنافها في ظل الحركة الدولية والإقليمية في هذا الاتجاه، بحيث كان هناك تأكيد أن تجميد الاستيطان يشكل مدخلا أساسيا لاستئناف هذه المفاوضات، وصولا إلى حل عادل وشامل يستند إلى قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام.

وبعد لقائه سليمان، أوضح عباس أن « وضع الفلسطينيين القانوني في لبنان سيبقى على حاله حتى حل القضية ولا سيما أن هذا الوجود مؤقت»، وأضاف: «أما موضوع الأمن في لبنان فننسقه مع الحكومة اللبنانية بقدر ما تقبل هذه الحكومة بذلك، لأنها أرض لبنانية يعيش عليها الفلسطينيون ولكن السيادة لبنانية، ونحن كفلسطينيين نضع أنفسنا في تصرف الحكومة اللبنانية في ما يتعلق بالشأن الأمني وغيره داخل المخيمات، والكلام عن جوازات سفر للفلسطينيين في لبنان غير صحيح».

وأمل عباس ألا ينعكس الخلاف بين الفلسطينيين على البلدان التي يعيشون فيها، وأكّد «الاستعداد لإجراء الانتخابات توافقيا في 28 يونيو (حزيران) المقبل».

وقد علمت «الشرق الأوسط» من مصادر متابعة أن «عباس كان مصرّا على إصدار مرسوم رئاسي لتحديد موعد الانتخابات وفقا للدستور، أي قبل أكثر من ثلاثة أشهر. وبذلك احتفظ بالجانب القانوني، مع معرفته باستحالة تطبيق الجانب العملي بسبب الوضع في قطاع غزة. وبالتالي منح عباس المصريين الفرصة اللازمة لهم حسب اقتراحهم لتفعيل المفاوضات مع حماس. كما أفسح في المجال لإنجاح المساعي التي يقوم بها رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري من خلال لجنة الوفاق والمصالحة. والمعروف أن اللجنة هي حركة ناشطة لإعادة إطلاق المصالحة بين القوى الفلسطينية، فإذا نجحت يكون الجو جاهزا لإجراء الانتخابات من خلال احتفاظ عباس بحقوقه الدستورية لجهة إصدار القرار اللازم بهذا الشأن».

وأشارت المصادر إلى أن «الكلام الضمني عن تحديد موعد الانتخابات يرتكز على ورقة مصرية تتضمن نقاطا جديدة قُدمت إلى حركة حماس لتدرسها».

وكانت مصادر حركة «حماس» في لبنان قد نفت وجود أي نية لتنظيم اعتصامات في المخيمات الفلسطينية اليوم تزامنا مع زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت. وأوضحت هذه المصادر أنّ الرئيس الفلسطيني هو ضيف في لبنان، لافتة إلى أنّ اللاجئين الفلسطينيين يحترمون سيادة هذا البلد، ولذلك لن يقدموا على أي تحرك.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل سيزور لبنان قريبا، وذلك تلبية لدعوة غير رسمية. وقد يلتقي مسؤولين لبنانيين، وإن بصورة غير رسمية، انطلاقا من أن «تفكير الدولة اللبنانية هو المحافظة على التهدئة في العلاقات مع القوى الفلسطينية كافة، بحيث يكون التعامل الرسمي مع المسؤولين في السلطة الفلسطينية. أما التعامل غير الرسمي فيبقى مع القوى الأخرى لحساسية الملف الفلسطيني في لبنان».

وكان اللاجئون الفلسطينيون في مخيم الرشيدية (جنوب لبنان)، قد تجمعوا لمناسبة زيارة عباس لبنان، وطالبوا بـ «إثارة أوضاعهم مع المسؤولين اللبنانيين، والعمل على حل مشاكلهم الإنسانية والاجتماعية، وفك الحصار عن مخيماتهم، والعيش بكرامة رافضين التوطين». وأشاروا إلى «مأساتهم ومعاناتهم المزمنة، لا سيما حرمانهم من الحقوق المدنية ومنعهم من مزاولة أكثر من 70 مهنة في لبنان»، إضافة إلى ما وصفوه بـ«الحصار والطوق الأمني المفروض عليهم». كذلك رفعوا في المخيم لافتات تشيد بزيارة الرئيس عباس، وأنها ستكون فرصة له للاطلاع على حقيقة أوضاعهم.

وأشار مسؤول حركة فتح في مخيمات صور أبو الفضل مصطفى إلى أن «زيارة الرئيس الفلسطيني ستكون مثمرة لأن أشقاءنا اللبنانيين، وفي مقدمهم الرؤساء الثلاثة، باتوا مطلعين على حقيقة معاناتنا». وأمل «وضع البند المتعلق بالحقوق الفلسطينية في البيان الوزاري للحكومة اللبنانية موضع التطبيق والتنفيذ». وقال: «إننا نستبشر خيرا بترؤس الرئيس سعد الحريري لهذه الحكومة لأنه الأكثر تفهما لقضيتنا، وواثقون من إنصافنا على يده ويد الحكومة التي يترأسها».