بيشاور: 10 قتلى و44 مصابا في اعتداء انتحاري أمام مجمع المحاكم

مصادر أمنية باكستانية ترجّح أن تكون حركة طالبان باكستان وراء الهجوم

TT

قتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، وأصيب نحو 40 بجروح، أمس، في اعتداء انتحاري عند مدخل مجمع المحاكم في مدينة بيشاور الواقعة شمال غربي باكستان التي تشهد موجة اعتداءات دامية تنفذها حركة طالبان الموالية لـ«القاعدة». وقال بشير بيلور، الوزير بلا حقيبة في ولاية الحدود الشمالية الغربية وعاصمتها بيشاور، للصحافيين إن «الانتحاري حاول اقتحام المبنى غير أن أجهزة الأمن منعته»، ففجر العبوة التي كان يحملها. وأكد كريم خان، ضابط الشرطة في المدينة لوكالة الصحافة الفرنسية أنه «اعتداء انتحاري». وأعلن ظافر إقبال، المسؤول في المستشفى الرئيسي في المدينة، مقتل 10 أشخاص، على الأقل، في الانفجار وإصابة 44. ولم تتبن أي جهة الاعتداء حتى الآن، غير أن معظم الاعتداءات التي أوقعت أكثر من 2600 قتيل في أقل من عامين ونصف العام في باكستان، نفذها انتحاريو حركة طالبان باكستان، التي كانت بايعت «القاعدة»، أو مجموعات موالية. وترجح مصادر أمنية باكستانية أن تكون حركة طالبان باكستان وراء الهجمات الأخيرة في البلاد. وتكثفت وتيرة هذه الاعتداءات بشدة منذ شهر ونصف الشهر، وذلك بعد أن شن الجيش هجوما واسع النطاق في ولاية وزيرستان الجنوبية (شمال غربي) المحاذية لأفغانستان، التي تعد أبرز معاقل طالبان باكستان. وأثناء صلاة الجمعة قبل 3 أيام، دخل 4 مهاجمين على الأقل مسجدا في حي عسكري في مدينة روالبندي بضواحي إسلام آباد وأطلقوا النار على الجموع وفجروا قنابل كانوا يحملونها، مما أوقع 36 قتيلا بينهم 17 طفلا. وعلى غرار «القاعدة»، أعلنت طالبان باكستان «الجهاد» ضد حكومة باكستان وجيشها في صيف 2007، آخذة على إسلام آباد تحالفها منذ نهاية 2001 مع واشنطن في «حربها على الإرهاب». ومنذ ذلك التاريخ أصبحت المناطق القبلية في شمال غربي باكستان أبرز معاقل «القاعدة»، وقاعدة خلفية هامة لطالبان أفغانستان.

ونفذ متشددون إسلاميون تفجيرات كثيرة في المدينة الواقعة في شمال غربي البلاد قرب الحدود مع أفغانستان، ردا على الهجوم الذي شنه الجيش على معقلهم في وزيرستان الجنوبية، مما أسفر عن مقتل المئات. ويواجه الجيش الباكستاني تمردا شديدا من حركة طالبان وضغوطا أميركية متزايدة للقضاء على المقاتلين الإسلاميين في مناطق على الحدود الأفغانية.

وكانت مدينة بيشاور، عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، الأكثر تضررا في سلسلة التفجيرات التي وقعت في الآونة الأخيرة.