موراليس يفوز برئاسة ثانية ويحكم قبضته على البرلمان في بوليفيا

حليف شافيز في المنطقة قد يتجه لإلغاء بند حصر الرئاسة في ولايتين

TT

أعيد انتخاب الرئيس الاشتراكي البوليفي إيفو موراليس في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت أول من أمس، بنسبة فاقت 60% من الأصوات، ومكنته أيضا من السيطرة بشكل كامل على البرلمان مما سيتيح له كما قال «تسريع التغيير».

وأظهرت نتائج جزئية أن موراليس تقدم بأكثر من 35 نقطة مئوية على أقرب منافسيه، وهو الحاكم اليميني السابق مانفريد ريس فيلا. وأعيد انتخاب موراليس، أحد أعمدة اليسار المتشدد في أميركا اللاتينية، بزيادة بنحو عشر نقاط عما توقعته استطلاعات الرأي السابقة للانتخابات، في تأكيد للشعبية الجارفة التي يحظى بها أول رئيس لبوليفيا من السكان الأصليين الهنود منذ استقلالها قبل 184 عاما.

وقال موراليس من على شرفة القصر الرئاسي متوجها إلى أكثر من ثلاثة آلاف من أنصاره احتشدوا في ساحة القصر بالعاصمة لاباز للاحتفال بفوزه بالانتخابات إن «الشعب البوليفي صنع التاريخ مجددا». وأضاف أن «هذه الأغلبية التي تزيد على ثلثي أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ تفرض علي تسريع عملية التغيير» في بوليفيا. وكان أنصاره يرقصون فرحا ويهتفون «إيفو دي نيوفو» (إيفو مجددا).

وينتظر أن يفوز الحزب الرئاسي، الحركة نحو الاشتراكية، في الانتخابات التشريعية التي جرت تزامنا مع الاقتراع الرئاسي، على 24 أو 25 مقعدا من مقاعد مجلس الشيوخ الـ36 أي أغلبية الثلثين المطلقة، تضاف إلى الأغلبية التي يملكها أصلا في مجلس النواب. وتضمن السيطرة على البرلمان للحكومة تنفيذ مشروع «إعادة التأسيس» الاشتراكية والمؤيدة للهوية الوطنية بلا عوائق، على قاعدة دستور جديد تم تبنيه في يناير (كانون الثاني) 2009.

وموراليس هو أول رئيس لبوليفيا من سكان البلاد الأصليين، ويحظى بشعبية كبيرة بين الأغلبية الهندية التي أيدت أيضا إصلاحا دستوريا في وقت سابق من العام الحالي للسماح له بترشيح نفسه لفترة ثانية على التوالي. وقد يسمح له فوزه بفترة ثانية، بتعديل الدستور، وإلغاء البند الذي يحدد عدد الولايات الرئاسية المتتالية باثنتين.

وتخشى المعارضة وكذلك مراقبون مستقلون من تعاظم قوة الحركة نحو الاشتراكية الحاكمة. وتندد المعارضة بمخاطر حدوث انحراف تسلطي من جانب موراليس واصطفافه مع رئيس فنزويلا هوغو شافيز حليفه ومحرك اليسار الراديكالي في أميركا اللاتينية. ولمح موراليس صباح أول من أمس إلى احتمال سعيه للحصول على ولاية ثالثة، معتبرا أنه بناء على الدستور الجديد فإن ولايته الثانية يمكن اعتبارها «بمثابة ولاية أولى». وكانت الإكوادور برئاسة الاشتراكي رافاييل كوريا الذي كان أعيد انتخابه في أبريل (نيسان) الماضي، أول من هنأ موراليس، واصفة فوزه بـ«التاريخي» و«بالنصر المظفر للديمقراطية البوليفية وللمنطقة».

وجرت الانتخابات العامة في مناخ من «الهدوء والسلم» بحسب مهمة مراقبي الاتحاد الأوروبي، بخلاف توترات (2007 ـ 2008) التي دفعت البلاد إلى حافة الحرب الأهلية إثر عصيان انفصالي في شرق البلاد المزدهر حيث معقل المعارضة، وأعمال عنف سياسي خلفت عشرات القتلى. وندد المرشح الخاسر ريس فيلا مساء أول من أمس بـ«تواصل الاستقطاب السياسي»، واعدا بالتصدي في البرلمان، «خندق الديمقراطية»، لتجاوزات السلطة. وتجعل نتائج الانتخابات من موراليس أكثر قادة بوليفيا شعبية منذ القائد الوطني باز إيستينسورو قبل 50 عاما. ويأتي تحقيقه هذه النتيجة في خضم خطابه المناهض لليبرالية وتحالفاته (مع فنزويلا وإيران) التي تبقى مشبوهة في أعين الغرب تماما كما هو وزن الاتجار في المخدرات في بوليفيا، ثالث منتج عالمي للكوكايين.